معاريف: الحديث عن استئناف القتال يستهدف إبقاء الجمهور في توتر بسبب مصلحة سياسية

معاريف 2/7/2025، ران أدليست: الحديث عن استئناف القتال يستهدف إبقاء الجمهور في توتر بسبب مصلحة سياسية
“السؤال الكبير الذي يحوم فوق الشرق الأوسط ليس اذا كان القتال سيستأنف بل متى ستأتي الجولة التالية وفي أي جبهة” (“معاريف”، في نهاية الأسبوع الماضي). وفي سياق النص توجد فرضية عمل: “إسرائيل ترى في وقف النووي الإيراني هدفا قوميا اعلى وايران لا تتنازل عن مشروعها النووي. – حتى وان كان عاد الان الى أعماق الأرض. اللاعبون بقوا في أماكنهم. اللعبة ستستمر. احد لا يوهم نفسه بان هذا انتهى”.
فقط للايضاح: استئناف النار في ايران او في غزة (اذا ما وعندنا يتحقق هناك أيضا وقف نار) منوط ببضعة شروط. معلومات استخبارية واضحة تقضي بان ايران تخرق الاتفاق – ليس معقولا. فالمعلومات الاستخبارية، كما هو معروف، هي موضوع للتفسيرات. موافقة أمريكية لاستئناف النار – ليس معقولا، لكن لا يمكن ان نعرفز بنك اهداف هام يغير قواعد اللعب – ليس معقولا، لكن كل عربي يمكن ان يعتبر عدوا. موافقة عسكرية إسرائيلية لاستئناف القتال لن تكون الا بضغط سياسي. موافقة جماهيرية واسعة لاستئناف القتال – لن تكون. وبالفعل، هل يدور الحديث عن مصلحة سياسية لابقاء الجمهور في توتر؟ نعم. هل توجد قدرة ووقاحة لاختلاق استفزازات في صالح خرق وقف النار؟ واضح.
والنص يتواصل: “احد السيناريوهات المحتملة، المتشائمة لكن الواقعية، مثلما يقدرون في إسرائيل، هو “حرب متدحرجة” – جولات قصيرة، مركزة لكن هدامة، تقع مرة كل بضعة اشهر، كل مرة في ساحة أخرى: لبنان، سوريا، الخليج الفارسي، مواجهة كهذه تسحق ببطء الاستقرار الإقليمي. تزيد تدخل الولايات المتحدة، وتؤدي بالمعركة الى الا تنتهي بجولة عامة – بل تبقى كبنية تحتية قتالية متواصلة”. هنا بات الحديث يدور عن سخافة متعددة الطبقات. اجمال أولي للحرب في ايران يدل بوضوح انه لا يمكن فتح جولة إضافية دون تحصين مكثف للجبهة الأساسية التي هي الجبهة الداخلية. مدينة أبراج مثلا، او مجموعة أبراج في كل مكان في إسرائيل، ليست مبنية للحرب الا اذا امتلأت المنطقة بالملاجيء.
وبالطبع، كل آمال نتنياهو في تسوية إقليمية تزيل تهديد محاكمته ستختفي وكأنها لم تكن. اليوم أيضا رغم المطالبة الغريبة بالتبرئة وترهات العفو، فالمحاكمة يفترض بها ويجب عليها أن تجرى كما هي. ناهيك عن ان الشرق الأساس للدول المشاركة في اتفاقات إبراهيم هو تسوية مع الفلسطينيين. جولة قتال إضافية، اذا ما وعندما، ستكون فقط في حالة ان يختار نتنياهو خيار شمشون فيسقط البيت على نفسه وعلينا.
في هذه الاثناء، كل يوم يمر لا تعالج فيه النار في غزة وفي الضفة هو يوم تنتشر فيه في العالم الوصمة التي على جباهنا جميعا بسبب القتال. وهي تتسلل الى النسيج الإسرائيلي. هذه الوصمة تغطي على كل ما يتخذ صورة نجاح صاخب في ايران وتسمح بالدخول الى المفاوضات من موقع قوة. في غزة وفي الضفة يجري قتال يحركه شر مطلق، وهذا هو اليوم وجه دولة إسرائيل.