ترجمات عبرية

معاريف: الجبهة الداخلية ليست جاهزة والاقتصاد لن يصمد، اتفاق امريكا وايران سيرتب الوضع

معاريف 16/6/2025، اسحق بريك: الجبهة الداخلية ليست جاهزة والاقتصاد لن يصمد، اتفاق امريكا وايران سيرتب الوضع

أعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق بان هجوما عسكريا أمريكيا على منشآت النووي الإيرانية لن يكفي ولهذا فثمة حاجة أيضا للوصول الى اتفاقات. مراقبون ترسلهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليفحصوا بان الإيرانيين لا يخرقون الاتفاق الذي وقع بين الولايات المتحدة وايران في عهد الرئيس أوباما، ادعوا بان ليس بوسع الولايات  المتحدة أن تحيد قدرة التنمية النووية لإيران بهجوم عسكري فقط وذلك لان هناك مواقع توجد نحو الف متر تحت  الأرض وكل ما يتحقق هو تعليق معين، ولكن ليس تصفية تامة للقدرات النووية. وعليه، فانه بدون اتفاق سياسي يمكن لإيران ان تصل الى قنبلة نووية. في ايدي ايران توجد منذ الان مادة مشعة لانتاج عشر قنابل نووية، وهناك خبراء يدعون بان لديها أيضا بضع قنابل نووية اشترتها من كوريا الشمالية او من الباكستان.

ردا على الهجوم الإسرائيلي قال مصدر إيراني لـ “نيويورك تايمز” ان ايران بلورت خطة رد على هجوم إسرائيلي تتضمن هجوما مضادا بمئات الصواريخ الباليستية على مراكز سكانية، على بنى تحتية امنية وعلى مراكز التحكم والسيطرة. إضافة الى ذلك اطلق مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قولا استثنائيا عن قدرات الصواريخ الإيرانية: “هذا تهديد وجودي لا يقل عن التهديد النووي”. وحذر ويتكوف سناتورات جمهوريين كبار من أن ايران من شأنها أن ترد على هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية بهجمة صواريخ واسعة تتغلب على منظومات الدفاع الإسرائيلية وتلحق ضررا واصابات على نطاق واسع. وحسب تقديرات الاستخبارات الامريكية، لدى ايران نحو الفي صاروخ باليستي مع رؤوس متفجرة قادرة على أن تحمل طنا من المواد المتفجرة ويمكنها أن تصل الى كل ارجاء إسرائيل.

هدف ايران هو ان يفوق عدد صواريخها عدد صواريخ الاعتراض الإسرائيلية. الخطة الإيرانية هي مواصلة اطلاق الصواريخ الباليستية حتى بعد ان تنفد صواريخ حيتس الاعتراضية لإسرائيل، وحتى المساعدة الامريكية لا تكفي، وعندها ستجد إسرائيل نفسها تحت وابل من الصواريخ الباليستية مع رؤوس متفجرة حتى طن، دون قدرة دفاعية كافية.

ليس على مدى الزمن

وعلى حد قول مصادر رفيعة المستوى في الولايات المتحدة، فان واشنطن تشارك لوجستيا بالعملية وتعطي معلومات استخبارية لإسرائيل على سبيل المساعدة لها. شبكة “سي.بي.اس” انضمت الى التقارير و “مصادر مطلعة على التفاصيل” قالت للشبكة ان إدارة الرئيس ترامب تساعد إسرائيل في الهجوم على ايران، دون ان تتصدره.

رغم النجاح المبهر جدا لسلاح الجو في هجومه في ايران، والذي لاسفي الشديد لم يؤدي الى تصفية القدرة النووية وإنتاج القنابل، فان لهذا الهجوم أهمية كبيرة جدا في عنصر الردع تجاه دول معادية أخرى أيضا.

ينبغي أن نأخذ بالحسبان بانه بقدر ما تطول الحرب سنرى دمارا شديدا أكثر فأكثر للبنى التحتية وللبيوت في مركز البلاد، مثلما رأينا ونرى في غلاف غزة وفي بلدات حدود الشمال كنتيجة لحرب السيوف الحديدية. إضافة الى ذلك لا يمكن لإسرائيل أن تواصل الحرب بمدى زمني طويل بسبب شلل النشاط الاقتصادي في الدولة والانقطاع عن العالم في مجالات الطيران، التجارة والاعمال – انقطاع من شأنه أن يؤدي الى انهيار اقتصادي يمس بشدة بالقدرة على مواصلة تحريك عجلات الحرب.

نحن نرى الفجوة الواسعة التي بين الاستعداد على مدى السنين، الجاهزية والتميز للاعمال الهجومية لسلاح الجو، وبين الإهمال المجرم لسنوات في اعداد الجبهة الداخلية للحرب، الموضوع الذي حذرت منه كثيرا امام أصحاب القرار. شكلت في الماضي خمسة طواقم من الخبراء، احد المواضيع المركزية التي عملت عليها هو عدم جاهزية الجبهة الداخلية للحرب. أوصينا بحلول رفعت الى المستوى السياسي والمستوى العسكري. على مدى سنوات طويلة لم ينصت أصحاب القرار في إسرائيل ولم يفهموا بان الحروب تغيرت وان الجبهة الداخلية ستكون مركز الحرب، بخلاف الماضي، حين دارت الحروب الى الجبهات أساسا. موقف المستوى السياسي والمستوى العسكري من اعداد الجبهة الداخلية للحرب تعبر عنه جيدا صورة “القرود الثلاثة” التي ترمز الى اللامبالاة، تجاهل المشاكل وانعدام الاستعداد للتدخل عندما تكون حاجة لذلك.

 لعبة الولايات المتحدة

يثور فيّ التخوف من أن ترامب اجرى مناورة على إسرائيل في اتفاقه مع الحوثيين. فالاتفاق يقضي بان تتوقف اعمال القصف الامريكية على الحوثيين شريطة أن يتوقف الحوثيون عن هجماتهم على السفن الامريكية. لم يستبعد ترامب في الاتفاق مع الحوثيين استمرار اطلاق الصواريخ أو المسيرات على إسرائيل وضرب السفن الإسرائيلية. فالرئيس الأمريكي يرى بشكل شبه مطلق مصلحة الولايات المتحدة ولا يحب حسابا لاحد آخر. “طالما تشكل إسرائيل ذخرا بالنسبة له فانه سيساعدها. في اللحظة التي يفكر فيها بان إسرائيل ضعيفة وانها عبء يزعجه في تحقيق أهدافه، فانه سيدير لها ظهر المجن. ترامب هو رجل اعمال فكره يتركز على الربح والخسارة، على الجدوى فقط.

فهل من المتعذر ان يكون ترامب، الذي لا يريد التورط في حرب مع ايران، حرب يمكنها أن تؤدي الى تصعيد إقليمي شامل بمشاركة أصدقاء ايران، روسيا، الصين وحتى كوريا الشمالية، قرر الا تتدخل الولايات المتحدة في الهجوم الى جانب إسرائيل وان تساعدها فقط في الدفاع وفي الاعمال اللوجستية كصديقة شريطة الا يوجه الرد الإيراني ضد قواعد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ترامب كفيل بان يقول لنفسه “فليعلب الفتيان امامي. ايران تتلقى ضربة قاسية من إسرائيل، لعلها تجلبها الى اتفاق نووي جديد، وإسرائيل هي الأخرى تتلقى ضربة فيما تخرج الولايات المتحدة دون أذى.

اخشى أن يحصل لنا ما حصل لنا مرات عديدة في الماضي: نشوة كبيرة في بداية الطريق من النجاحات وفي سياق الطريق، الوصول الى ارض الواقع. يوجد طريق واحد فقط لتسوية الوضع مع ايران: اتفاق سياسي بين الولايات المتحدة وايران. حان الوقت لان يخرج ترامب لديه من جيبيه ويساعد إسرائيل في الهجوم أيضا وبذلك يدفع الى الأمان ويسرع الاتفاق مع الإيرانيين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى