ترجمات عبرية

معاريف: التطبيع مع السعودية بالفعل سيكون بالنسبة لإسرائيل إنجازا سياسيا

معاريف 4/6/2024، زلمان شوفال: التطبيع مع السعودية بالفعل سيكون بالنسبة لإسرائيل إنجازا سياسيا

اذا ما حاكمنا الأمور وفقا لما نسمع من واشنطن والرياض، فان اتفاقا إقليميا، بما في ذلك “تطبيع” بين السعودية وإسرائيل، اقرب من أي وقت مضى. لكن يحتمل أن يكون هذا يستهدف “اقناع” إسرائيل الا تضع “عراقيل”، وتلميحات بخطة ثانية مزعومة، أي تسوية ثنائية بدون إسرائيل، موجهة للهدف إياه وان كانت إدارة بايدن والحاكم السعودي يفهمان عمليا انه بدون القسم الإسرائيلي يكاد لا يكون أي احتمال في أن يقر الاتفاق بالأغلبية اللازمة في مجلس الشيوخ.  المصلحة الامريكية واضحة: تقليص تسلل الصين الى المنطقة، التأثير على السعودية في موضوع أسعار النفط (وبخاصة في فترة الانتخابات الحالية)، السماح بنقل المركز الدبلوماسي والعسكري الأساس للولايات المتحدة الى الشرق الأقصى وزيادة مبيعات صناعاتها الأمنية. لكن ايضا التوقع في ان تتمكن ان تقلص بقدر ما الانشغال بالنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. 

كما أن مصلحة السعودية ليست سرا: ضمان مظلة امنية تجاه ايران وفروعها، مظلة كانت مغلقة في عهد ترامب ومن شأنها أن تغلق من جديد اذا ما انتخب مرة أخرى. وذلك لانه حتى لو تجاه الخارج تحقق تقرب ما بين السعودية وايران، ليس للزعماء السعوديين أوهام عن التهديد الكبير من طهران. إضافة الى ذلك تريد السعودية أيضا الاستعانة بالولايات المتحدة في تطوير برنامج نووي “لأغراض سلمية”. لإسرائيل أيضا يوجد مكان في الأهداف السعودية؛ قبل اقل من سنة كتبت: “السعودية ترى في إسرائيل شريكا في تصميم شرق أوسط مستقر وهي واعية لمساهمتها الهامة في مجال العلم والتكنولوجيا مثلما هي واعية لقوتها العسكرية وكفاءتها الأمنية العامة”. هذه الأهداف لا تزال سارية المفعول الان أيضا، رغم انه تغير بعض من تشديداتها منذ 7 أكتوبر. 

لكن وردة وفيها شوكة: اذا كانت المسألة الفلسطينية من قبل هي بالنسبة للسعوديين ضريبة لفظية أساسا، ففي اعقاب الحرب وردود الفعل المؤيدة للفلسطينيين في العالم العربي وفي السعودية نفسها – فان طلبها لاقامة دولة فلسطينية اصبح، علنا على الأقل شرطا لازما، وينبغي الافتراض، دون الاشتباه بالسياقات، بان هذا أيضا لم يعد رغما عن واشنطن. معنى الامر: تمديد مدى حياة حماس التي حسب الاستطلاعات ستحكم الدولة الفلسطينية – وتقريب التهديد الإيراني الى قلب إسرائيل. 

من ناحية إسرائيل نشأ إذن وضع يجعلها امام خيار غير معقول بين التطبيع المجزي من جهة، والموافقة على إقامة دولة فلسطينية الان من جهة أخرى. المصلحة الإسرائيلية في التطبيع واضحة: ان تكون جزء من مظلة أمريكية إقليمية واتفاق رسمي مع زعيم العالم العربي السني، وكل ما ينبع عن ذلك في جملة مواضيع دولية وإقليمية سيشكل بالتأكيد تطورا ذا أهمية تاريخية، بما في ذلك في السياق الإيراني، ويحول “الشرق الأوسط الجديد” من شعار الى واقع جغرافي سياسي.  كما أن هذه ستكون درة التاج للاستراتيجية الكبرى “اتفاقات إبراهيم” لنتنياهو. 

المصالح الأساس للشركاء الثلاثة للاتفاق لم تتغير. لكن 7 أكتوبر وآثاره بطأت الوتيرة نحوه، وذلك أيضا بسبب عائق الدولة الفلسطينية. لكن أيضا لانه مثل المسائل التي ثارت في الجمهور الإسرائيلي حول أداء المستوى العسكري، هكذا ثارت أفكار أيضا لدى شركائنا المحتملين. فقط نجاح إسرائيلي في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة سيشطب علامات الاستفهام المتبقية. 

كما اسلفنا، التطبيع مع السعودية بالفعل سيكون بالنسبة لإسرائيل إنجازا سياسيا ذا مغزى لا ينبغي رده ردا باتا، لكن بالذات لهذا السبب مطلوب جهد سياسي استراتيجي من جهة لاجل تغيير المغلف السلبي الذي يحوط بها. علينا ان نقول للامريكيين اننا لا نرفض مسبقا أي تسوية، بما فيها هذه الصيغة أو تلك لحكم فلسطيني ذاتي في المستقبل على أساس مفاوضات مباشرة، وفقا لقول الرئيس بايدن نفسه بان السلام متعلق باعتراف كل الجهات بحق الشعب اليهودي في دولته القومية في بلاده. هذا الموقف أيضا كفيل بان يساعدنا في أن نوقف على الأقل او نبطيء الانجراف في العالم نحو اعتراف احادي الجانب بدولة فلسطينية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى