معاريف: التحذير من عقوبات على إسرائيل يمكن ان تتصاعد اذا رفعت إدارة ترامب الحماية

معاريف 21/5/2025، شموئيل روزنر: التحذير من عقوبات على إسرائيل يمكن ان تتصاعد اذا رفعت إدارة ترامب الحماية
في احدى جامعات البحث في إسرائيل وصلت امس رسالة الكترونية بلغة باردة: الاتفاق لتوريد المعدات لمختبرات الجامعة الغي. الشركة البريطانية التي بعثت بالرسالة قررت بانه من الأفضل لها التخلي عن الصفقات هنا. وسيتعين على الجامعة أن تبحث عن توريد من مصدر آخر.
احد لن ينهار من هذا الإلغاء. البحث الأكاديمي سيستمر – واذا ما تأخر قليلا، ففي هذا أيضا سنصمد. اذا كان هذا “التسونامي” السياسي الذي يهدد إسرائيل فهو يبدو كأمواج صغيرة.
اضيفوا عقوبات على دانييلا فايس. موجة أخرى، هي أيضا لن تعصف بأحد. على أي حال تتبين مشكلة ما مع الشخص الذي اختير. تسونامي. مثل “ذئب ذئب”، فان “تسونامي تسونامي” أيضا اعتدنا عليه. مثل ذئب ذئب، هذه المرة لم يأتِ ومرتان لم يأتِ، لا يعني أن في المرة الثالثة لن يأتي. وبالطبع يحتمل الا يكون هذا على الاطلاق ذئب أو تسونامي – هذا سيكون، لنقل، نمر، او من الافضل: أفعى. شيء ما لا يأتي بضجيج كبير، ملموس ودراماتيكي، بل يسترق سرا ويضرب بعضة سريعة، يكاد لا يشعر بها احد، ولكنها فتاكة.
اذا سألتم أي ضرر الحقه امس يئير غولان بالاقوال المتسرعة التي اطلقها لسانه الى الهواء قبل أن يتمكن عقله من التفكير بمعناها الدقيق، فان الضرر هو صرف الانتباه. بدلا من الحديث عما هو مهم، عما هو معناه استراتيجي – مثل احتمال التدهور السريع لعلاقات إسرائيل مع باقي العالم – إسرائيل انشغلت امس بتفسير ما قال وما قصد ا لرجل، الذي ربما شخص سياقات لكن ليس كيف من الصواب التحذير منها.
بالطبع، امر يرتبط بأمر: اقوال غولان ستساعد على تعليلات الدول الساعية الى وقف حرب إسرائيل. اقوال غولان ستساعد زعماء بريطانيا، كندا وفرنسا على ان يقرروا بانه ينبغي اخراج إسرائيل من اسرة الشعوب – وستساعد زعماء الائتلاف بان يقرروا بانه يجب اخراج غولان من اسرة الزعماء الشرعيين.
لكن اذا ما عدنا الى الامر الأساس: إسرائيل تقف في مفترق طرق خطير. اذا ما دخلت الى الزقاق غير الصحيح، فستخرج منه مضروبة ومرضوضة. في دول عديدة في العالم يوجد من ينتظرون الفرصة لضربها بادوات لم تستخدم حتى الان. أداة المقاطعة، الحظر، الاقصاء. أدوات سرعان ما سيشعر بها كل إسرائيلي بجيبه، في خطط السفر لديه وفي قدرته على عقد الصفقات.
دولة واحدة فقط تفصل بين إسرائيل وبين الدخول الى هذا الزقاق – الولايات المتحدة. طالما كان الحاجز الأمريكي بين إسرائيل وبين باقي العالم، يمكن مواصلة سياسة نصف التجاهل نصف الاستفزاز حيال التحذيرات من أوروبا او من كندا. غير أن الحاجز الأمريكي يبدو مستقرا اقل مما كان من قبل. البيت الأبيض يؤشر الى أن نهاية الحرب يجب أن تكون قريبة. اذا كان يريد أن يقربها لا يحتاج لان يفعل كثيرا. فقط أن يرفع الحاجز. ان يسمح لباقي العالم بان يقوم بالعمل الوسخ المتمثل بالمشادة مع إسرائيل. تصوروا جملة واحدة من دونالد ترامب بصيغة: “من حق فرنسا أن تقرر اذا كانت ستتاجر مع إسرائيل أم لا”. هذا كل ما يحتاج. وترامب – مثل يئير غولان – ينهض في صباح ما مع حاجة يصعب عليه أن يتغلب عليها في أن يقول شيئا ما يحدث عاصفة.
الاستنتاج؟ ها هي إمكانية لان نعرف بـ “معقول”، حتى وان لم يكن مضمون: “عربات جدعون” لن تتمكن من السفر بعيدا. فتيل الصبر يقصر، وكل يوم من الحملة يقصره أكثر فأكثر. إسرائيل يمكنها أن تحاول العمل بسرعة، او يمكنها أن تجر الارجل الى أن يجبرها العالم – او يخلصها، كل حسب تفسيره – على التوقف.
إما هذا، أو… يوجد غير قليل من الدول التي أصرت على سياسة بدت لها صحيحة، بما في ذلك حيال إمكانية نبذ سياسي متصاعد. في معظم الحالات هذه دول يوجد فيها زعيم وحيد، او تحكمها زعامة طاغية تخوفها الأساس هو من فقدان الحكم.
بمعنى، على سؤال هل يمكن لإسرائيل أن تواظب في سياستها، حتى حيال الاعمال النشطة لعزلها، يمكن أن نرد بامثلة. روسيا فعلت هذا، كوريا الشمالية فعلت هذا، جنوب افريقيا فعلت هذا لزمن لا بأس به. سوريا فعلت هذا، ايران لا تزال تفعله. الاستنتاج – نظريا، اذا كانت عربات جدعون هي بالفعل استمرار لحرب وجود، فهذا أيضا ممكن. واذا كان احد ما يشخص هنا سياقات، فهو يفعل هذا على مسؤوليته فقط.