ترجمات عبرية

معاريف: الانجاز الاكبر من تدمير منشآت النووي هو اسقاط النظام أو اتفاق استسلام

معاريف 20/6/2025، الون بن دافيد: الانجاز الاكبر من تدمير منشآت النووي هو اسقاط النظام أو اتفاق استسلام

اللغة تصبح هزيلة، والكلمات تتقزم في ضوء عظمة الاحداث التاريخية التي نعيشها. في نهاية الأسبوع التي حتى كلمة “مذهل” صغيرة عليه، حققت اسرائيل إنجازات تفوق كل خيال في المعركة ضد ايران، والسؤال الان هو متى هي اللحظة الصحيحة لترجمة كومة الإنجازات هذه لخلق واقع مستقر وطويل المدى لا تكون فيه لإيران قدرة على تطوير سلاح نووي.

ان الظهور الشاحب والمفزوع للزعيم الأعلى هذا الأسبوع يمثل اقترابه من النقطة التي يكون فيها ملزما بالتنازل. حين نحاول تصور كيف يشعر زعيم تحلق في سماء عاصمته طائرات العدو تفعل فيها ما تشاء، قيادته العسكرية شطبت، وكل من يدخل اليه الى مكتبه ليتلقى رتبة يصفى في غضون يومين – فهذا مفهوم بما يكفي.

هذه هي المرة الأولى منذ 52 سنة التي تقاتل فيها إسرائيل دولة وأمة. والان يدور الحديث عن دولة اكثر من 90 مليون نسمة، تقع على مساحة 1.6 مليون متر مربع (50 ضعف عن مساحة إسرائيل). في دولة كهذه لن تنتهي لنا الأهداف ابدا. دوما سيكون هناك ما يمكن مهاجمته.

لكن بعد سلسلة النجاحات اللامعة، كل يوم من استمرار القتال يُعلي الخطر بان ندفع نحن أيضا اثمانا أعلى. يمكن أن يكون هذا خلل في طائرة او ضربة ذات مغزى كبير في الجبهة الداخلية، وعليه فيجب أن نفحص في كل يوم قتال ما هو حجم الإنجاز الذي لا يزال ممكنا تحقيقه مقابل هذا الخطر.

البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تصفيته من الجو، ولا أيضا تطلعات النظام للنووي العسكري. لقد جمعت ايران المعرفة لتخصيب اليورانيوم، كما جمعت كمية مبهرة من المادة المشعة ووزعتها في ارجاء الدولة. وهذان الامران لا يمكن تدميرهما بالطائرات وبالقنابل. حتى لو دمرت كل منشآت النووي الإيرانية، يمكنها أن تقيم البرنامج من جديد وعليه فالانجاز يجب أن يكون اكبر من التدمير المادي لمنشآت النووي: اسقاط النظام أو اتفاق استسلام بصيغة فرساي.

واضح أن دخول الولايات المتحدة الى القتال سيغير الصورة تماما وسيسرع نهاية المعركة. فهذه ليست فقط القدرة الامريكية على ضرب المنشأة التحترضية في فوردو – انه الفهم الإيراني بان الأمريكيين يمكنهم ان يفككوا هذا النظام تماما. فقد رأى الإيرانيون ما احدثه الامريكيون من الجو لنظام صدام حسين في العراق. وهذا الدرس لاذع لديهم. اذا كانت الولايات المتحدة في الداخل – فان ايران ستزحف استجداء للوصول الى اتفاق.

 أوقفوا المماطلة

حتى ذلك الحين، هاكم بضعة تشخيصات لما حصل حتى الان وتنسيق التوقعات للمستقبل القادم:

توقيت الهجوم – خرجت إسرائيل الى المعركة ليس اضطرارا بل رغبة في استغلال نافذة الفرص الخاصة التي كانت توشك على الانغلاق. في السنة الأخيرة لم يطرأ اختراق ذو مغزى في طريق ايران الى القنبلة. ايران بالفعل جمعت كميات اكبر من مادة اليورانيوم المخصب بمستوى عال وكانت تطورات موضعية في أوساط العلماء الإيرانيين الذين انشغلوا بتطوير سلاح نووي.

منذ خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018، وبقوة اكبر منذ تصفية ابي البرنامج النووي الإيراني محسن فخريزاده في 2022 بدأ العلماء الذين واصلوا طريقه بمبادرات مستقلة. لم يكن توجيه من الزعيم الأعلى لتطوير قنبلة، لكنه سمح للعلماء ان يعملوا بشكل مستقل ويغلقوا فجوات معرفة في الطريق الى انتاج قنبلة أولى. وعليه فان تصفية العلماء في ضربة البدء هي احد الإنجازات الأهم لنا. ليس مؤكدا ان ايران ستعرف كيف تستعيد المعرفة التي جمعها هؤلاء الأشخاص.

ما اشغل البال حقا هو الجهد الإيراني لترميم قدرات الدفاع الجوي الذي تضررت في أكتوبر من السنة الماضية، ودخولهم الى انتاج متسارع لصواريخ ارض ارض. نافذة الفرص فتحت عندما فهمت الإدارة الامريكية بان الإيرانيين يماطلونها في المفاوضات وليسوا مستعدين للوصول الى حل حقيقي. الجيش الإسرائيلي اكمل الجاهزية لخطط الحرب وآمن بقدرته على خلق حرية عمل جوي فوق ايران، وإدارة ترامب اعطتنا الضوء الأخضر للعمل.

خامينئي – في كل تصورات الشخصية التي كتبت في أجهزة الاستخبارات في الغرب عن الزعيم الأعلى لإيران يوصف كمتطرف، شكاك، مصاب بجنون الاضطهاد لكنه حذر وغير مغامر. لكن هو أيضا كان اسيرا لمفهوم ما وهو أيضا عاش 7 أكتوبر الخاص به. تماما مثل نصرالله الذي آمن حتى نفسه الأخير بان إسرائيل مردوعة منه ولم يفهم ان حاجز خوف إسرائيل من حزب الله انكسر في 7 أكتوبر.

خامينئي أيضا لم يفهم، حين تجرأ لأول مرة على مهاجمة إسرائيل مباشرة في نيسان 2024، وبعدها مرة أخرى في أكتوبر، حين كسر الرد الإسرائيلي حاجزا آخر: سلاح الجو فهم بانه يمكن تدمير الدفاع الجوي الإيراني وخلق الظروف لسلاح الجو للعمل بحرية فوق ايران. هذا شق الطريق للخطة الجريئة التي تتحقق في الأيام الأخيرة.

كما أن خامينئي لم يقرأ الأمريكيين. فقد اعتقد أن ترامب متحمس جدا لتحقيق اتفاق بكل ثمن وانه يمكن جذبه الى مفاوضات لا نهاية لها. كما أنه رأى امامه محاميا متمرسا لا يفهم حقا بالنووي وكان واثقا انه يمكنه أن يماطل. فرضيته الأساس كانت انه طالما كانت مفاوضات لا يمكن لإسرائيل ان تهاجم. ما في أمريكا يسمونه: بيغميستيك (خطأ جسيم).

فوردو – موقع التخصيب الثاني في حجمه في ايران، المفدون عميقا في داخل جبل، يصبح في الخطاب الإعلامي في الأيام الأخيرة الحجم الرئيس في البرنامج النووي. فوردو هو عنصر هام في البرنامج النووي، ويحتمل أن الى جانب أجهزة الطرد المركزية هو أيضا موقع التخزين الرئيس للمادة المشعة، وبصفته هذه من المهم تدميره. لكن البرنامج النووي الإيراني لا يسقط او يقوم على فوردو.

ليس لإسرائيل قدرة على تدميره بهجوم جوي. احدى إمكانيات إسرائيل لتدمير الموقع، كما نشر هو الوصول الى باطن الأرض واستخدام قوات برية بكل المخاطر التي تنطوي على ذلك. الأسلحة الامريكية يمكنها ان تخترق وتضربه، لكن كما اسلفنا هذا أيضا لن يصفي البرنامج النووي الإيراني.

ستاند ان – اصطلاح جديد لكثيرين منا. المعنى هو ان طائرات سلاح الجو يمكنها أن تبقى بحرية فوق الأهداف في مناطق نقية من الدفاع الجوي والقاء قنابل رخيصة اكثر بتواتر اعلى على الأهداف. هذا يعطي لإسرائيل قدرة إصابة اكبر لكل هدف في المناطق التي فتحت ويعزز إحساس الإيرانيين بانعدام الوسيلة.

طول النفس – تقارير أمريكية تدعي بان مخزون صواريخ حيتس الإسرائيلية آخذ في النفاذ. ايران لا تعرف كما صاروخ اعتراض بقي لنا  لكنها احصت كل صاروخ اعتراض اطلقناه في الأشهر الأخيرة ضد الصواريخ الحوثية (واطلقنا كثيرا) وضد هجماتها.

دون الدخول الى اعداد دقيقة نقول ان اسرائيل تنتج مئات قليلة جدا من صواريخ حيتس كل سنة. انتاج حيتس ليس مرنا. فهو منوط بتوريد عناصر معينة تستغرق وقتا طويلا. اذا ما طلبنا اليوم الف صاروخ إضافي – فسيستغرق انتاجها سنوات. بالمقابل انتجت ايران حتى يوم الخميس الماضي 30 صاروخ ارض ارض في الأسبوع، أي نحو 1500 في السنة. بعض من قدرات الإنتاج هذه تضررت، لكن ليس كلها. وعليه فهذه فجوة تشغل البال.

الولايات المتحدة تساعدنا في الدفاع، لكن أداء منظومة ثاد المنشورة في إسرائيل وأداء سفن AEGIS لا يقترب من نجاح حيتس الذي يبلغ نحو 90 في المئة. المعنى هو انه كلما طالت المعركة، فان الإصابة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون اشد.

الامريكيون يغدقون علينا كل ما نطلب. من بداية الحرب تهبط هنا طائرات محملة بالذخيرة الجوية التي تسمح بتواصل الهجمات في ايران. سلاح الجو يمكنه أن يعوض الضغف في الدفاع بقدرات العقاب التي طورها لنفسه – على كل إصابة ذات مغزى في إسرائيل يمكنه أن يجبي ثمنا باهظا من ايران. لكنه لا يمكنه أن يعيد أولئك الذين سيصابون بالصواريخ الإيرانية.

 جني الأرباح

حالة النهاية – قلة من الأشخاص الذين بعد سلسلة نجاحات يمكنهم أن ينهضوا عن الطاولة ويلموا كومة أقراص القمار التي جمعوها. كثيرون يستسلمون للاغراء في محاولة تحقيق المزيد. تغيير النظام في ايران هو شيء ما نتمناه جميعنا. لكن من الخطير بمكان ان يغرينا التفكير بان سلاح الجو سيغير النظام في ايران. معظم العالم يفهم اليوم بانه لم يتبقَ لإيران أوراقا كثيرة باستثناء الصمود. توجد فرصة لخلق اجماع دولي لاقتياد ايران الى نزع قدراتها النووية. الإنجازات العسكرية شقت الطريق للعمل السياسي، وهذا ما هو مطلوب من إسرائيل الان. إسرائيل تتميز دوما بضربات بدء لامعة ولا تعرف متى تنهي.

ان البطولة الرائعة لطواقم الجو، مقاتلي الوحدات الخاصة ورجال المواد، التفاني الرائع للطواقم الأرضية التي تتيح تواصل القتال، يمكن أن نستخدمها الان لخلق مستقبل افضل. نتنياهو الذي على مدى سنة ونصف كان مشغولا بان يشطب من ارثه 7 أكتوبر ويضمن مستقبله الشخصي، يمكنه الان ان يكتب فصلا فاخرا في ارثه، وهذه المرة أيضا ان يضمن مستقبلنا جميعا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى