ترجمات عبرية

معاريف: الاضطرابات في هولندا يجب أن تكون دعوة صحوة لحكومة إسرائيل

معاريف 10/11/2024، د. شاي هار تسفي: الاضطرابات في هولندا يجب أن تكون دعوة صحوة لحكومة إسرائيل

الاحداث اللاسامية العنيفة في أمستردام ضد مشجعي مكابي تل أبيب لم تقع كالبرق في يوم صافٍ. فمنذ نشبت حرب السيوف الحديدية يبدو واضحا ارتفاع حاد في مدى مظاهر اللاسامية واحداث العنف. يعد هذا تهديدا ملموسا للامن الجسدي لليهود في ارجاء العالم وتحديا متعاظما للامن القومي لدولة إسرائيل. 

من تقرير نشرته منظمة “CIDI” التي تراقب وتعمل ضد اللاسامية في هولندا يتبين أنه في العام 2023 وقعت في الدولة 379 حادثة لاسامية مقابل 155 فقط في العام 2022 و 183 في العام 2021. 

هولندا ليست مميزة حقا. بل تشكل الاستثناء الذي يدل على القاعدة. فالتقرير السنوي الذي نشرته وزارة الشتات (بمشاركة الوكالة اليهودي والهستدروت الصهيونية العالمية” عن وضع اللاسامية في العالم في 2023 أشار الى أنه منذ 7 أكتوبر طرأت قفزة ذات مغزى في المظاهر والاحداث اللاسامية حتى في دول مركزية أخرى في أوروبا وعلى رأسها بريطانيا، المانيا وفرنسا وذلك بالطبع الى جانب الاحداث في الجامعات في الولايات المتحدة. 

احد الأسباب المركزية للصعود الحاد في هذه الظاهرة الخطيرة هو الارتباط بين ايديولوجيات اليسار المتطرف وفكر الاخوان المسلمين. الى هذا ينبغي أن يضاف نشاط منظمات المجتمع المدني والنشطاء في الغرب الذين لبعضهم علاقات بمنظمات إرهابية كحماس والجبهة الشعبية للترويج ولغرس الأفكار المتطرفة ضد إسرائيل. 

في السنوات الأخيرة وان كان واضحا أن تصاعد اللاسامية دفع حكومات في الولايات المتحدة وفي أوروبا لاتخاذ خطوات للحصر والتصدي للتهديد، لكن لا شك ان ثمة حاجة الى قفزة درجة في المعالجة من جانبها في ضوء الفهم بانه بدون معالجة مناسبة من شأن اللاسامية ان تتعاظم اكثر فأكثر.

يدور الحديث أولا وقبل كل شيء عن تهديد ملموس على امن اليهود لكن أيضا عن تهديد متزايد على النظام العام في تلك الدول. 

اعمال الشغب في هولندا يجب ان تشكل دعوة صحوة لحكومة إسرائيل. على المستوى العملي فانها تثير غير قليل من التساؤلات كيف حصل الامر إذ انه رغم أن الكثير من الجهات في البلاد اطلقت اخطارات فوجيء مشجعو مكابي ومحافل الامن في هولندا لم تعمل كما هو متوقع منها. 

وعليه، مطلوب تشكيل لجنة فحص كي تبلور هذه استنتاجات سريعة لتحسين طرق التعاطي مع الامر. وذلك ضمن أمور أخرى في ضوء الخوف في أن من شأن الاحداث في هولندا ان تشكل الهاما وتشجيع جماعات متطرفة أخرى في أوروبا على ارتكاب أفعال مشابهة. 

في البعد السياسي على حكومة إسرائيل ان تستغل بيانات التنديد الواسعة لزعماء في أوروبا للعمل كي يترجم هؤلاء ذلك الى اعمال حقيقية، سواء في كل ما يتعلق بزيادة الحراسة للمؤسسات اليهودية أم لاتخاذ يد متشددة ضد جهات تشارك في تشجيع اللاسامية.

في المستوى العام، وفي ضوء إمكانية ان يتعاظم التهديد اكثر فأكثر يبدو أنه مطلوب تحسين الرد الشامل من جانب دولة إسرائيل. عمليا، ينبغي العمل على إقامة جسم حكومي عام بدلا من التوزيع القائم اليوم بين الوزارات الحكومية والهيئات التي تعالج هذا التهديد. هذا الجسم يجب أن يكون مع صلاحيات، مقدرات وقدرات تنفيذية واسعة تتيح له تنسيق وقيادة التصدي متعدد الجوانب والساحات بنجاعة ضد اللاسامية المتصاعدة. وبخاصة في كل ما يتعلق بجهود الاعلام مع التشديد على الشبكات الاجتماعية والاعمال اللازمة في مجالات التعليم والانفاذ. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى