ترجمات عبرية

معاريف: اقتصاد الحرب الخرب

معاريف 1/8/2024، يهودا شاروني: اقتصاد الحرب الخرب

بعد بضعة أيام من كارثة 7 أكتوبر نشأ إحساس بان ما كان، لن يكون بعد اليوم. فقد تدهورنا الى خط الفصل، وكان الجميع واثقين بان موعد الانتخابات للكنيست سيقدم الى العام 2024، إذ انه بعد مثل هذه الضربة، تكون حاجة الى إستعادة ثقة الجمهور من جديد. 

النائبة غاليت ديستل اتبريان، مصابة بصدمة المعركة ندمت على خطيئتها بما ساهمت به من مساهمة خاصة لالة السم. وزراء من شاس مثل وزير العمل يوآف بن تسور قالوا لي صراحة ان الانتخابات على الاعتاب.

غير أنه كعلاج سحري للضربة القيت الى الهواء شعارات مبتكرة مثل كلنا “شعب واحد”، “اخوة نحن”، “معا ننتصر” وغيرها. شعارات تضاربت تضاربا مطلقا مع التفريق الذي زرعه نتنياهو. فقد استهدفت استعراض مظهر وحدة زائفة. 

رأينا هذا الأسبوع كيف يبدو ويعمل شعار “شعب واحد”، عند هجمة المشاغبين على معسكر سديه تيمان وعلى المحكمة العسكرية في بيت ليد. لو أن عُشر شعارات الوحدة فقط قيلت في حكومة بينيت – لبيد لمعقول الافتراض بان الحكومة كانت ستبقى على حالها حتى الان. غير أن آلة سم متطورة مثل ميري ريغف، لم تعاني آلام بطن حين جاءت لاسقاط حكومة قائمة ولم تتراجع. كما أن دودي إمسلم لم يغلق في حينه فمه، الذي افلت ترهات وتشهيرات وعظم فقط آلة السم. 

إذن ما الذي كان لنا في الـ 300 يوم الأخيرة من الحرب؟ نبدأ من النهاية. حتى قبل تفريق الكنيست هذا الأسبوع الى إجازة فضائحة دفع قدما بمشاريع قوانين تعيد بضم زاحف الثورة القضائية.

دودي إمسلم يتطلع لضم سلطة الشركات الحكومية في قانون يغير تركيبة لجنة التعيينات لاجل جعل السلطة ليكوديادا. الى ان يحصل هذا، فان بضع تعيينات أساسية في الاقتصاد عالقة لان حماة الحمى يصدون باجسادهم صناعة الوظائف المعادية. 

لهذا ليس لنا بعد مفتش عام، محكمة عليا تؤدي مهامها بدون رئيس منذ اعتزال استر حايوت، منذ نصف سنة لا يوجد مدير سلطة الشركات الحكومية (الذي سيحل مكانة المديرة السابقة التي عزلت)، وتوجد القصة التي لا تنتهي لمؤسسة التأمين الوطني بدون مدير عام منذ سنتين. وقريبا سنبقى أيضا بدون مأمور شؤون الموظفين.

في اطار مشروع البقاء طرحت في الكنيست مشارع قوانين عبثية أخرى: نقل المسؤولية عن سلطة الأراضي لايتمار بن غفير، نقل المسؤولية عن انتخاب مأمور شكاوى القضاة – الى الكنيست، تفضيلات فئوية للقناة 14 وتفضيل إصلاحي للقطاع الحريدي في التعيينات في الخدمة العامة. 

بأُسم بقاء الائتلاف فان ميزانية الدولة أيضا شهدت تنكيلا ماليا. الأموال الائتلافية التي وعد بالا بتحول اذا لم تكن تساهم في الجهد الحربي واصلت التدفق مثل المسيرات من حزب الله. 

العجز في الميزانية، التي وعدنا الا يجتاز خط الـ 6.6 في المئة اقلع منذ زمن بعيد ما يخلق خطرا في تخفيض التصنيف الائتماني وتخليد الفائدة العالية. اقتصاد إسرائيل صحيح حتى اليوم لا يدار بل يعمل بدوس كامل على دواسة الوقود بينما الغيار في العادم. خطوات الزامية مثل الغاء وزارات حكومة زائدة، لم تتم. ميزانية 2024 تجتاز مخطط “تاما 38″، ووزارات حكومة تضطر لان تنفذ تقليصات تسمى “تقليص غبير”. وماذا عن ميزانية 2025؟ بخلاف الوعود لم تصل بعد لاقرار الحكومة. الكتاب المسجل الذي ارسله هذا الأسبوع المسؤول عن الميزانيات يوغاف غردوس لوزير المالية، وفيه التداعيات الخطيرة لعدم إقرار الميزانية اعيد الى المرسل.

نتنياهو يفعل كل ما في وسعه كي يحيد إجراءات متشددة محتملة في الميزانية. لو كان الامر بيده، لكان سن تشريعا يسمح للحكومة بان تواصل الوجود حتى لو لم تقر الميزانية في الكنيست. 

وعندها تذكرت بشوق وعود مكافحة غلاء المعيشة التي اطلقها نتنياهو، حين صل الى محطة الوقود مع فوهة شحن في الجانب غير الصحيح من السيارة. فهذا ليس فقط البنزين بل وأيضا أسعار السكن التي عادت للارتباع ضمن أمور أخرى بسبب سياسة نتنياهو منع وصول عاملي البناء من المناطق.

أسعار الغذاء التي وعد نتنياهو بتخفيضها عندما زار فرع رامي ليفي في القدس ترتفع كل شهر. وتذكرت زيارته قبل ثلاث سنوات، دكان الفلافل في اور عكيفا. ففي الزيارة حصلت معجزة حين سحب بيبي ورقة نقدية من جيبه كي يدفع. 

اذا كان سلوك حكومة نتنياهو في شؤون الاقتصاد والمجتمع مقلق، ففي شؤون الامن مخيف حقا. فالحديث يدور عن مصير المخطوفين، كم شهرا إضافيا ستستمر الحرب، ومتى سيعود المخلون الى الشمال. كل هذه ستؤثر على ميزانية الامن. برعاية حكومة نتنياهو ثقل عبء الخدمة على جنود الاحتياط والنظامي.

عن عُشر من كل واحد من هذه البنود بيبي ملزم بان يذهب الى انتخابات بعد 100 يوم من نشوب الحرب وليس 300 يوم. اذا كانت الكنيست خرجت الى إجازة ثلاثة اشهر ولم تقع السماء – فلا يوجد أي سبب يمنع من اجراء انتخابات في هذا الوقت أيضا.

ولكن تمهلوا. يوجد لنا رئيس وزراء يخطب بتفوق في الكونغرس وفي ختام خطابه أسفت حتى الا أكون مواطنا أمريكيا، يحظى بمظلة الدفاع الإسرائيلية. وفضلا عن هذا، كلمات كالرمل ولا يوجد ما يؤكل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى