ترجمات عبرية

معاريف: اقالة رئيس الشباك جاءت لصرف الانتباه عن المشاكل الأمنية التي تواجهها إسرائيل

معاريف 18/3/2025، آفي أشكنازي: اقالة رئيس الشباك جاءت لصرف الانتباه عن المشاكل الأمنية التي تواجهها إسرائيل

تنشغل دولة إسرائيل في الأيام الأخيرة بضجيج الخلفية. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينفذ مناورة تضليل مع الكثير من الضجيج، الدخان والفوضى كي يتملص من الأمور الشجاعة التي تعرض للخطر أمن جنود الجيش الإسرائيلي والمخطوفين في غزة وأمن إسرائيل.

لقد جاءت اقالة رئيس الشباك رونين بار على ما يبدو لاجل مناورة سياسية عشية التصويت الحاسم على إقرار ميزانية الدولة. والهدف: إرضاء سياسيين اثنين هما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والنائب ايتمار بن غفير اللذين كانا في الماضي “موضع متابعة” من الشباك. 

قصة بار كانت منتهية. فقد سبق أن أعلن بانه يتحمل المسؤولية عن فشل الشباك في 7 أكتوبر وأضاف بانه لن يكمل أيامه في المنصب. وبالتالي كان سيأخذ أسبوعا آخر، شهرا آخر وربما أكثر بكثير. المشاكل التي توجد الان على العتبة هي اكثر تعقيدا. فمنذ قرابة أسبوعين والجيش الإسرائيلي يوجد في حالة عدم قتال في غزة. المخطوفون يوجدون في خطر على الحياة، متروكين لمصيرهم من قبل دولتهم. ومن الجهة الأخرى، حماس تتسلح، تعيد بناء نفسها، تبني منظومات وتعد نفسها ليوم الامر. عندما سيكون الجيش الإسرائيلي مطالبا بالمناورة في غزة سيجد امامه عدوا مخندقا وأكثر قوة بكثير مما كان عشية وقف اطلاق النار. 

في لبنان يعمل حزب الله ويحاول فحص اين يمكنه أن يتحدى إسرائيل. في جبهة الجولان – حماس الخارج بتوجه إيراني تحاول بناء منظومة عمليات ضد إسرائيل. في الحدود المصرية يتعاظم حجم التهريبات في كل يوم، ولا يهربون فقط القرود، التماسيح والأسود بل الأسلحة والكثير منها، المخصصة أيضا للضفة، حيث لم تتوقف الحرب ولو للحظة. ولا يزال لم نتحدث بعد عن الحوثيين في اليمن، وفوق كل شيء – مسألة النووي الإيراني وكيف نوقفها في ظل نافذة الفرص الناشئة. 

الضجيج الذي ثار حول الاحبولة الإعلامية الدولية لرئيس الوزراء استهدف صرف الانتباه عن جدول الاعمال الحقيقي – كيف بعد سنة ونصف فشلنا في تحقيق أي هدف من اهداف الحرب في غزة: لم نهزم حماس – لا عسكريا ولا سلطويا، لم نستعد المخطوفين، لم نعيد الامن الى الغلاف، ولا يقل خطورة عن ذلك – انهكنا وحدات النظامي والاحتياط في الجيش الإسرائيلي. في الجيش لا ينجحون في ان يجندوا ما يكفي من رجال الاحتياط لاعمال الوحدات في كل الجبهات، مقاتلو النظامي لا يرون بيتهم لاسابيع إثر أسابيع، والقادة يبذلون جهودا هائلة للحفاظ على كل مقاتل ومقاتل، وكل هذا، كما هو معروف، هو نتيجة مباشرة لفشل الحكومة في تجنيد كل الشبان فوق الـ 18 من كل القطاعات والاجناس. 

يمكن اسقاط المشاكل والامراض على أجهزة الدفاع: الجيش الإسرائيلي، الشباك، الموساد، الشرطة، ويمكن المرة تلو الأخرى التملص من المسؤولية: من كارثة الكرمل، من كارثة ميرون، من كارثة 7 أكتوبر. يمكن اجراء مناورات تملص، اسقاط المسؤولية على مأمور الاطفائية، وزير الداخلية، وزير الامن الداخلي، المفتش العام، رئيس الأركان، رئيس شعبة الاستخبارات، وزير الدفاع ورئيس الشباك. يمكن الشرح بانهم لم يوقظونه من نومه، لم يشدوا اهداب معطفه.

لكن لم يعد ممكنا اكثر مع أصوات البرميل الفارغ الذي يتدحرج في منحدر الشارع بضجيج يصم الاذان، فيما يكون واضحا انه رغم كونه فارغا من المضمون، الا انه يحتل طاقة هائلة وفي النهاية كفيل بان يتفجر ويمس بنا جميعا، نحن سكان هذه البلاد. كفى للاحابيل. توجد دولة ومنظومة امنية لادارتهما. هنا والان.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى