معاريف: اضطرار الواقع

معاريف – آفي أشكنازي – 6/2/2025 اضطرار الواقع
رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هو سياسي خاص بل خاص جدا. ليست لديه مجاملات رسمية بأقل تقدير، وهو يغلق خطوات بالشكل التبسيطي ولكن الأكثر تصميما.
قبل أسبوع بعث بستيف ويتكوف، صديقه المقرب الذي يعمل كمبعوثه الى الشرق الأوسط الى جولة في محور نتساريم في غزة. جاء ويتكوف، رأى بعينيه الواقع في غزة، الدمار والخراب وشم الروائح العفنة لهذا المكان اللعين في العالم. بعد ذلك سافر الى واشنطن ليروي للزعيم ما شهده في هذه الزيارة.
اقوال ترامب عن الهجرة الجماعية من غزة هي اضطرار الواقع. 70 في المئة من المباني في غزة مدمرة. معظم البنى التحتية، بما في ذلك أنفاق حماس، تضررت، دمرت او فجرت.
شبكات المجاري، الكهرباء والمياه غير قائمة. في الشوارع توجد مئات وربما الاف الجثث. بالتوازي توجد الكثير جدا من مخلفات الذخائر من أنواع مختلفة. فوق كل هذا، نطاق القذائف من الجو والاعمال العسكرية للجيش الإسرائيلي من البر تسببت بردود فعل ثانوية لتحرير غازات ومعادن سامة توجد في الذخائر التي استخدمت من فوق ومن تحت الأرض. فقط بعد سنوات سيكون عالم الطب مطالبا بان يقيس مديات الإصابات الفرعية.
مشكلة الغزيين هي انهم يفكرون بطريقة مميزة، محفوظة لهم فقط. قد يكون هذا هو السبب في أنهم لا يتقدمون في أي مرة، ليطوروا ويستغلوا الطاقات الكامنة حولهم.
كان يمكن لغزة أن تكون تحفة الشرق الأوسط. ان تكون اقليما مزدهرا. ارض خصبة، شاطيء ذهبي بلا نهاية، مناخ مريح على مدى 340 يوم في السنة من الشمس. قوة العمل في غزة ليست غالية. كل هذا كان يمكنه أن يؤدي بالسكان الى حياة طيبة. لكنهم اختاروا ان يسيروا في كل السنين مع خط التفكير المميز لديهم. فضلوا الفقر، الشُح، التطرف الديني، العنف والإرهاب.
مدى الدمار في غزة هو على قدر يجعل المخرج الوحيد للاعمال هو اخلاء أراض واسعة من المدنيين، الى جانب معالجة مكثفة من اخلاء الأنقاض وتطهير الأرض – مشكوك أن يكون ممكنا عمل ذلك في السنوات القريبة القادمة.
اقوال ترامب بسيطة جدا. هو يقترح على الغزيين الحل الأكثر راحة من ناحيته. على سكان غزة أن يغيروا القرص. هم في هذه اللحظة مثل سكان في حي سكني يمر بتجديد مديني. باستثناء أن في غزة هو أكثر تعقيدا بكثير. ومثلما في حي التجدد المديني، السكان يخرجون الى سكن بديل على مدى بضع سنوات.
فضلا عن هذا، فان من يبحث هنا عن اخلاق وقدسية الأرض، عليه الا ينسى بان أولئك “الغزيين المساكين” هم الذين جلبوا على أنفسهم كارثتهم. الى جانب هذا نحن أيضا لا ننسى بان الغزيين تسببوا لمئات الاف الإسرائيليين ان يهاجروا من بيوتهم في الجنوب (وبشكل غير مباشر في الشمال) على مدى اكثر من سنة.