معاريف / اصوات جديدة يمينية في حزب العمل
معاريف – بقلم اريك بندر – 27/5/2018
حزب العمل يغمز يمينا. فبعد أن نشر النائب ايتان كابل في نهاية الاسبوع بوستا دعا فيه الحزب الى “الصحوة من هذيانات اتفاقات اوسلو على الساحة الخلفية في البيت الابيض”، والى تأييد الضم احادي الجانب للكتل الاستيطانية الكبرى، وبعد أن قال النائب نحمان شاي انه سيعمل على ان ينزل عنه “وصمة اليسار” – اعلن أمس التيار المركزي في الحزب بانه يتخلى على رؤيا الدولتين.
وجاء في البيان ان “التيار المركزي”، وهو الجناح الاكبر في حزب العمل، تبنى الخطة السياسية والامنية لرئيس الجناح، النائب السابق ميخائيل بار زوهر للتخلي عن فكرة الدولتين واتخاذ خطوات احادية الجانب على الارض.
شرح بار زوهر بان الخطة، التي رفعت الى رئيس الحزب آفي غباي، تشكك في فرص التوصل في الزمن القريب القادم الى سلام مع الفلسطينيين وفقا لصيغة الدولتين للشعبين. وعليه، فانه اذا لم يتحقق في غضون الفترة القريبة القادمة حل متفق عليه، فان على اسرائيل أن تعمل بشكل مستقل.
“على اسرائيل ان تقرر، انطلاقا من اجماع وطني اقصى، ما هي المناطق التي ستبقى تحت سيطرتها – كتل الاستيطان الكبرى، غوش عصيون، غور الاردن وما شابه، فتضم هذه المناطق الى دولة اسرائيل، فتقرر حدودها الجديدة. باقي المنطقة، وفيها الاغلبية الساحقة من السكان الفلسطينيين، تنقل الى الفلسطينيين، ويمكنهم ان يقيموا دولة وان ينضموا الى الاردن ان يتبنوا نهجا آخر”، كما جاء في البيان.
كما جاء فيه ان “اسرائيل تبذل كل جهد لاخلاء المستوطنات المنعزلة التي ستبقى في المناطق الفلسطينية وايجاد جواب مناسب لاحتياجات سكانها”.
كما أنه، بخلاف فك الارتباط عن قطاع غزة، ستبقى قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة الفلسطينية وهدفها الوحيد – منع كل عملية هجومية ضد اسرائيل. ولن يتقرر لتواجد الجيش الاسرائيلي موعد انتهاء، الا اذا وقعت في المستقبل تسوية سلمية كاملة مع الفلسطينيين.
“اسرائيل ستواصل جهودها للوصول الى سلام وستكون مستعدة للبحث في كل جوانب التسوية الممكنة. ومع ذلك، فان الحل المقترح يقرر الحدود الدائمة لاسرائيل، ويحفظ امنها. هذا الحل، الذي لا يحتاج الى اقرار من رام الله سيزيل عن رقابنا حجر الرحى المتمثل بالسيطرة على مليوني فلسطيني”، كما يشير البيان ايضا.
“على مدى عشرين سنة حاولوا التوصل الى حل الدولتين. هذا لا ينجح وحان الوقت لحل آخر”، قال زوهر لـ “معاريف الاسبوع”.
ويضم الجناح المركزي النواب ايتان بروشي، حيليك بار، نحمان شاي، آييلت نحمياس فيربن، رويتل سويد، ليئا فديدا، عومر بارليف ورئيس الصندوق القومي لاسرائيل داني عطر.
والى ذلك نشر في نهاية الاسبوع النائب ايتان كابل بوستا على صفحته في الفيسبوك، دعا فيه حزب الى الصحوة من رؤيا اوسلو وتبني خطة تضم الكتل الاستيطانية وتجمد البناء في باقي المناطق. كما دعا الى اجراء حساب للنفس لماذا لا يقلع الحزب منذ سنين ويفقد قوته.
اما النائب شاي فقال في مقابلة مع صحيفة الوسط الديني الوطني “مكور ريشون”: “انا لست يسارا ولست يسرويا. عندما تبدأ الحملات سيسموني بهذه الوصمة وسنزيلها”.
وردا على ذلك، قال زميلهما في الكتلة، النائب ميكي روزنتال انه “يمكن التفكير هكذا أو غيره، تأييد الانفصال عن الفلسطينيين او القول ان هذا غير عملي. اما الارتباط برواية اليمين وكأن اليسار هو موقف غير شرعي، فهذا فعل مهين. يدور الحديث عن منبطحين مستعدين مقابل عطف الجمهور للتخلي عن مواقف مبدئية”.
وقال النائب ايتسيك شمولي عن خطة كابل: “لا اعتقد ان ما هو مطلوب من جانبنا هو الصحوة بل الايمان بعدالة الطريق. انا اعارض المبادرة التي في المدى القصير من شأنها أن تؤدي الى الغاء اتفاقات اوسلو وتصعيد أمني وسياسي، ولاحقا الى ابعاد احتمال الانفصال بدلا من تحقيقه – حين يعلن الفلسطينيون بان مطلبهم من الان فصاعدا هو المواطنة المتساوية في دولة واحدة بدأت اسرائيل بضمها من جانب واحد”.
اما رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي، فقال امس في برنامج “التق الصحافة” ان “كل واحد يمكنه أن يأتي بالافكار، ولكن فكري هو الانفصال وليس الضم. هذا اقر في مؤتمر الحزب قبل نحو شهر”.
وتراجع النائب نحمان شاي عن عبارة “وصمة” وغرد في التويتر فقال: “ايها الرفيقات والرفاق، انا بالطبع آسف على استخدام كلمة وصمة. كان هذا جوابا على سؤال تضمن هذا التعبير غير المناسب. حزبي وأنا في الوسط – اليسار، هكذا كان وسيكون”.
في اعقاب تصريحات كابل وشاي دعت رئيسة الحرس الفتي في العمل ياعيل سيناي الى تجميدهما عن كل منصب لهما في الحزب.