ترجمات عبرية

معاريف: استعدوا “للانفجار الكبير”

معاريف 29/5/2024، افرايم غانوراستعدوا “للانفجار الكبير”

الخطوة الأولى في الرحلة لاسقاط حكومة نتنياهو تبدأ اليوم، في لقاء بادر اليه رئيس إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان، وسيصل اليها رئيس المعارضة يئير لبيد ورئيس اليمين الرسمي جدعون ساعر. هذا لقاء هدفه الاولي إقامة غرفة عمليات مشتركة لاحزاب المعارضة هدفها الواضح هو اسقاط حكومة نتنياهو وتقديم موعد الانتخابات – غرفة عمليات حسب اقوال شركائها يفترض أن توقف السلوك الفاشل لحكومة نتنياهو، التي تؤدي الدولة الى الكارثة. 

يتبين أن غرفة العمليات المتبلورة بمبادرة ليبرمان هي المرحلة الأولى قبيل “الانفجار الكبير” الذي يفترض أن يولد حزبا يمينيا رسميا ليبراليا جديدا، يفترض أن يضم في المرحلة الأولى افيغدور ليبرمان مع إسرائيل بيتنا، جدعون ساعر مع اليمين الرسمي ونفتالي بينيت. حزب يفترض أن يكون جوابا وبيتا لمئات الاف مصوتي الليكود واليمين خائبي الامل من حكومة نتنياهو ويصعب عليهم التسليم والتأييد للحكومة الهاذية والفاشلة التي يملي فيها بن غفير وسموتريتش جدول الاعمال – ناهيك عن سلوك رئيس الوزراء ووزراء الليكود. 

الميل الأول لمبلوري حزب اليمين الجديد هو استعادة البهاء الجابوتنسكي والولاء للدولة ولوثيقة الاستقلال الذي ميز الليكود في عهد مناحم بيغن واسحق شمير. بانعقاد غرفة العمليات اليوم سيدعو ليبرمان بيني غانتس وغادي آيزنكوت للانسحاب من حكومة نتنياهو في اقرب وقت ممكن والانضمام الى غرفة العمليات، وهكذا تسريع اسقاط هذه الحكومة الفاشلة.

لا شك ان ولادة حزب يميني ليبرالي جديد للتركيبة التي عرضت هنا، مع ضم وجوه جديدة وجذابة، ستنتج انفجارا سياسيا هاما جدا سيغير بشكل واضح الخريطة السياسية في إسرائيل، فيما انه واضح ان “الضحية” الأساس والاهم من هذا الانفجار سيكون الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو الذي سيتفجر الى شظايا. كما أن الانفجار سيضع حدا لظاهرة “البيبية” التي شوهت جدا الليكود وبعامة اليمين في إسرائيل. كما أن الأحزاب الحريدية ستعاني جدا من هذا الانفجار. صحيح انه لن يمس بها انتخابيا بشكل ذي مغزى، لكنه سيمس جدا بمكانتها السياسية مثلما هي اليوم “في العصر الذهبي” لها في شراكتها الطويلة والتقليدية لحكومة نتنياهو، حيث تحظى بالمجد من حيث الميزانيات، القوانين، المنح وعدم التجند للجيش الإسرائيلي. 

تشير معظم الاستطلاعات في النصف سنة الأخيرة الى ارتفاع متواصل في قوة ومكانة إسرائيل بيتنا كحزب يميني، يتمسك بالمباديء وبالنظرة السليمة والموضوعية للواقع. وهذا الى جانب المصداقية البينة لرئيسه ليبرمان مما يشرح أسباب التغيير الهام في مكانة إسرائيل بيتنا كفيل بان يقود، برئاسة ليبرمان، هذا التحول في اليمين والوقوف على رأس حزب اليمين الجديد الذي سيقوم.

ليس سرا أن اليمين في إسرائيل تعزز في السنوات الأخيرة بشكل كبير فيما أن اغلبية الشعب عمليا توجد في الجانب اليميني من الخريطة السياسية، بخاصة بعد 7 أكتوبر. المشكلة هي انه على راس كتلة اليمين يقف رئيس وزراء فقد بشكل واضح وعظيم ثقة معظم مؤيدي اليمين ومكانته، بينما يتعزز اليمين، يفقد الليكود المقاعد في كل الاستطلاعات مما يقول كل شيء عن الحكومة، عن رئيسها وعن “البيبية”. 

حقيقة من المهم ومن الجدير قولها هنا هي ان حزب اليمين الجديد سيتيح بعد الانتخابات القادمة إقامة حكومة بدون الحريديم، حين لا تكون مشكلة لليبرمان، غانتس ولبيد التعاون لاقامة حكومة براغماتية، ناجعة في هذا الوقت الصعب. حكومة تعطي جوابا للازمات الكثيرة التي تعيشها اليوم دولة إسرائيل، حكومة يكون فيها مساواة في العبء وحماية للعلاقة الهامة مع الصديقة الأكبر والاهم الولايات المتحدة، الى جانب المعالجة الجذرية لكل امراض واخفاقات حكومة نتنياهو التي تثبت لها كل يوم من جديد لماذا ينبغي ان تنتهي. وعليه، فان عيونا كثيرة ستتجه اليوم الى لقاء القمة هذا لاقامة غرفة العمليات، التي تبعث عن حق آمالا كبيرة لعهد جديد ولحكومة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى