معاريف: اذرع الجيش الأمريكي والصناعة الأمنية تستفيد من التجربة القتالية الإسرائيلية
معاريف 14/11/2024، يورام أتينغر*: اذرع الجيش الأمريكي والصناعة الأمنية تستفيد من التجربة القتالية الإسرائيلية
غارة سلاح الجو في ايران شددت على تفوق الطائرات القتالية الامريكية في الساحة الدولية ومكانة إسرائيل كمركز للحداثة في ظروف قتالية وكـ “دكان فاخر” للصناعة الأمنية الامريكية.
استخدم سلاح الجو الإسرائيلي طائرات اف 16، اف 35 واف 15 بقوى غير مسبوقة في جبهات مختلفة. يكتسب السلاح تجربة عملياتية خاصة ويظهر إبداعية وجسارة تكشف قدرات الطائرات الامريكية وتتغلب على مواضع خلل حرجة ليست معروفة لسلاح الجو الأمريكي في التجربة العملياتية الأقل. من هنا أيضا رغبة الولايات المتحدة في أن تجري عددا أكبر من المناورات المشتركة مع سلاح الجو الإسرائيلي.
الدروس العملياتية من الغارة إياها هي جزء من العلاقة المنهاجية التي بين سلاح الجو الإسرائيلي والامريكي، علاقة تثري عقائد القتال الجوي الامريكية. هكذا كان أيضا بعد الحملة في حزيران 1982 التي أدت الى تدمير نحو 20 بطارية صواريخ أرض – جو سوفياتية واسقاط عشرات عديدة من طائرات “ميغ”. الجيش الإسرائيلي يستمد منفعة أيضا من التجربة القتالية الإسرائيلية في بلورة منظومات التحكم والرقابة، في الدفاع ضد الصواريخ، في القتال ضد الإرهاب، في القتال في المناطق المبنية وغيرها.
غارة سلاح الجو في ايران تشكل تذكيرا لحقيقة أن إسرائيل هي “مختبر في ظروف قتالية”، ينقل كل يوم الى سلاح الجو الأمريكي والى شركات انتاج الطائرات دروس عملياتية، صيانة واصلاحات توفر سنوات عديدة من البحث والتطوير بحجوم مليارات الدولارات، ترفع مستوى المنافسة لدى الطائرات الامريكية في السوق الدولية وتوسع تصدير الطائرات وسوق العمالة لكبرى شركات الإنتاج في الولايات المتحدة. يستخدم الجيش الإسرائيلي مئات المنظومات القتالية الامريكية ويساهم في الإبداعية من تجربته الخاصة. وهكذا يمنح ريح اسناد للصناعة الأمنية في الولايات المتحدة التي تشغل ثلاثة ملايين ونصف نسمة إضافة الى المقاولين الفرعيين الذين يستفيدون هم أيضا من “مركز البحث والتطوير” الإسرائيلي.
ان المساهمة الإسرائيلية في الصناعة الأمنية الامريكية تشبه المساهمة الإسرائيلية في صناعة التكنولوجيا العليا المدنية في الولايات المتحدة، عبر 250 شركة عظمى تشغل في إسرائيل مراكز بحث وتطوير، مثل انتل، ميكروسوفت، غوغل، فيس بوك وغيرها.
غارة 26 أكتوبر 2024 رفعت مستوى قوة الردع الإسرائيلي في الحرب ضد الإرهاب الإسلامي، المناهض لامريكا، الشيعي والسُني، المصممين على اسقاط كل نظام عربي مؤيد لامريكا، للسيطرة على 48 في المئة من ابار النفط العالمي (في منطقة الخليج) ولابادة “الشيطان الكبير”.
الجنرال الكسندر هيغ الاستراتيجي الأعلى للناتو ووزير الخارجية الأمريكي والادميرال المو زومفالت الذين كان قائد عمليات الاسطول الأمريكي ادعيا بان إسرائيل هي حاملة الطائرات الامريكية الأكبر في العالم، التي لا تحتاج لاي امريكي على دكتها والتي هي غير قابلة للغرق وتوفر على الولايات المتحدة 15 – 20 مليار دولار في السنة.
غارة 26 أكتوبر تصب الضوء على حقيقة أن الولايات المتحدة لا تمنح إسرائيل مساعدة خارجية سنوية بل تنفذ استثمارا سنويا في إسرائيل ينتج مئات في المئة من المردود وتوضح بان العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل هي طريق في اتجاهين.
*عضو منتدى القادة الوطني
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook