معاريف: احتفالات في غزة، غضب بين سكان الجنوب: “اتفاق استسلام لحماس”

معاريف ١٤-١١-٢٠١٨ – من ينير كوزين وآخرين
ثار غضب جماهيري غير مسبوق في اعقاب بيان الكابنت السياسي الامني أمس بان اسرائيل تتبنى اتفاق وقف النار مع حماس وتعود الى مسار التسوية، بينما في قطاع غزة احتفل الناس بوقف النار في الانتصار في الصراع.
اجتمع الكابنت في مداولات استغرقت نحو ست ساعات، بعد يومين اطلق فيهما اكثر من 400 صاروخ نحو بلدات الجنوب، بينما هاجم الجيش الاسرائيلي أكثر من 140 هدف في القطاع. وفي ختام الجلسة صدرت تعليمات للجيش الاسرائيلي للعمل بقدر ما يتطلب الامر، ولكنه تقرر قبول المعادلة المعروفة من الجولات السابقة الا وهي “الهدوء يستجاب بالهدوء”.
وجاء في بعض التقارير في وسائل الاعلام أن القرار اتخذ بين الوزراء بالاجماع – الامر الذي سرعان ما نفاه وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت، اللذان أعلنا بانهما عارضا هذا المخطط. وأعرب الوزيران آييلت شكيد وزئيف الكين هما الاخران عن معارضتهما. وكانت معارضة الوزراء من خلال الاعراب عن الموقف ضد الخطوة، كونه لم يجر تصويت في الموضوع ومن اتخذ القرار كان عمليا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبالمقابل، شددت محافل سياسية رفيعة المستوى أمس على أن الكابنت أخذ بموقف جهاز الامن في أنه يتوجب التوجه نحو افق التسوية وعدم تشديد الهجمات في القطاع.
هذا وأحدث بيان الكابنت عاصفة في الشبكات الاجتماعية فخرج المئات من سكان غلاف غزة للتظاهر وسدوا الطرقات احتجاجا على وصفوه بانه “اتفاق استسلام لحماس”.
“48 ساعة اطلقوا النار علينا، يوجد جرحى، ضرر هائل للممتلكات، ومتى يقررون فاننا نوقف النار وننثني”، هكذا احتج أحد المتظاهرين من سكان سديروت. واضاف: “صوتنا لحكومة اليمين ونتوقع ردا جديا وليس محاولة اخرى لكسب الوقت حتى الجولة التالية.
وأعرب ابناء عائلة غولدن هم ايضا عن غضبهم من الاتفاق وقالوا: “رئيس الوزراء نتنياهو والوزراء في الكابنت لا يفون بتعهداتهم لسكان الجنوب، بالضبط مثلما لا يفون بتعهداتهم لاعادة الجنديين والمدنيين لدى حماس”، كما جاء في بيان العائلة.
وفي المعارضة ايضا هاجموا بشدة قرار وقف النار ووصفوا الجولة القتالية الحالية بانها “عار تشرين الثاني”.
فقد قال رئيس يوجد مستقبل يئير لبيد ان “يوجد حل لغزة وهو يبدأ في أن تضرب حماس بشكل غير متوازن ضربة شديدة. لقد جمع نتنياهو الكابنت على مدى ساعات، وفي نهاية المطاف قرروا تركسكان الجنوب والردع الاسرائيلي لمصيرهم”.
اما رئيس المعسكر الصهيوني آفي غباي فقال: “نحن نثق بجهاز الامن وبالتوصية لوقف النار، ولكن الحكومة والكابنت فشلا. مثلما هرب من معالجة اسعار السكن، الجهاز الصحي والطرق – فان كابوس سكان الجنوب هو بمسؤولية نتنياهو”.
ومقابل الانتقاد والغضب في البلاد، في غزة استقبل قرار وقف النار بالفرح ومسيرات النصر للسكان ولنشطاء حماس. وقال زعيم حماس اسماعيل هنية امس انه “اذا اوقفت اسرائيل عدوانها، فسيكون ممكنا العودة الى التفاهمات لوقف النار”. وكان الناطق بلسان الجهاد الاسلامي تباهى بادخال طراز جديد من الصواريخ في هذه الجولة يحمل رأسا متفجرا أكبر.