ترجمات عبرية

معاريف: اتفاق فصل القوات مع سوريا يخدم الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل

معاريف 15/12/2024، ميخائيل هراري: اتفاق فصل القوات مع سوريا يخدم الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل

استقبل انهيار نظام الأسد في إسرائيل بالإيجاب، وعن حق. فكما يذكر، في بداية الحرب الاهلية في سوريا ترددت إسرائيل في ما اذا كان عليها ان تدعم الثوار وسقوط النظام، ام ان تفضل “الشر المعروف” على بديل ليست واضحة طبيعته. انهيار النظام الان هو نتيجة لبضع تطورات أساسية: ضعف ايران وحزب الله كنتيجة للاعمال الإسرائيلية ضدهما في الأشهر الأخيرة، التركيز الروسي على الحرب في أوكرانيا وسياقات تآكل داخلية في سوريا في كل ما يتعلق بقدرة النظام على البقاء. ان انعدام الوضوح بشأن النظام الجديد، الذي تتصدره عناصر إسلامية متطرفة، يتضمن علامات استفهام كثيرة حول قدرته على بلورة حكم مركزي، فاعل وشرعي. كل هذا دفع إسرائيل لان تعمل بسرعة للسيطرة على اراضٍ في سوريا، بهدف تحقيق سيطرة في جبل الشيخ السوري وبلورة نوع من الحزام الأمني الذي يمنع الهجمات على إسرائيل. يدور الحديث عن خطوة حكيمة وواجبة في الظروف القائمة. الجيش الإسرائيلي هاجم أيضا منظومات سلاح استراتيجية كي يمنع سقوطها في ايدي عناصر متطرفة. 

ما هو مفهوم اقل هو اقوال إسرائيلية بان اتفاق فصل القوات بين إسرائيل سوريا في 1974 انهار. فقد قال رئيس الوزراء نفسه الأسبوع الماضي في اثناء زيارة الى الحدود السورية: “هذه المنطقة تسيطر عليها على مدى قرابة 50 سنة منطقة عازلة اتفق عليها في 1974، اتفاق فصل القوات. هذا الاتفاق انهار، جنود سوريا تركوا مواقعهم”. الى هذا يمكن أن تضاف اقوال أخرى على ألسنة ضباط كبار يوجدون في المنطقة السورية، وتفيد بان النية هي للبقاء هناك لفترة غير قصيرة. 

هذه التطورات جرت ردود شجب، ضمن أمور أخرى من جانب مصر، قطر والأردن. فقد قال وزير الخارجية الأردني: “نحن نشجب كل محاولة لاحتلال ارض سورية ودخول إسرائيل الى أي جزء من أراضيها ونرى بذلك خرقا للقانون الدولي”. دول أخرى، كفرنسا وألمانيا، دعت للحفاظ على الوحدة الإقليمية لسوريا ووجهت اقوالها لإسرائيل ولتركيا أيضا. 

من المهم الايضاح بان الاعمال التي استهدفت منع سقوط أسلحة استراتيجية، بما فيها السلاح الكيماوي، في ايدي الثوار الذين سيطروا على سوريا، استقبلت بتفهم. هكذا أيضا الدخول الإسرائيلي الفوري الى أراضي سوريا بعد ترك الجيش السوري مواقعه. لكن الانطباع المتزايد هو ان إسرائيل تخطط لتواجد أطول في الأراضي السورية مما يطرح علامات استفهام حول نوايا إسرائيل.

ان اتفاق فصل القوات الذي وقع بين إسرائيل وسوريا في 1974 هو اتفاق هام. صحيح أن إسرائيل انسحبت من القبيطرة وأجرت تعديلات حدودية طفيفة أخرى، لكن هضبة الجولات بقيت في ايديها. عمليا، تلقت إسرائيل إذنا غير رسمي لذلك في اتفاق فصل القوات، ووعد شفوي من وزير الخارجية الأمريكي في حينه هنري كيسنجر بان الولايات المتحدة لم تطالب انسحاب من الجولان. بتعابير أخرى: اتفاق فصل القوات يخدم الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل. إسرائيل ملزمة بان توضح بان الاتفاق قائم على حاله وليس لها أي نية لاستغلال الظروف الحالية لتدخل إقليمي في سوريا ويفضل ساعة مبكرة اكثر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى