ترجمات عبرية

معاريف: إسرائيل وايران الى اين؟

معاريف 15/6/2025، البروفيسور أماتسيا برعام: إسرائيل وايران الى اين؟

التضليل الإسرائيلي – الأمريكي المشترك والهجوم الإسرائيلي المفاجيء ضد ايران هما نجاح باعث على الدوار، لكن محظور أن يدور رأسنا من النجاح. ما الذي نجح، والى اين نسير؟ لسلاح الجو ولهيئات الاستخبارات كانت أولوية واضحة: لما كانت إسرائيل ألمحت بانه فضلا عن تخصيب اليورانيوم فان ايران تقترب أيضا من انهاء آلية التفجير النووي، التي تسمى “مجموعة السلاح”، فانه أولا وقبل كل شيء يجب تشويش هذا. هذا هو معنى الضربة لمركز البحوث النووية الذي صفي فيه، كما علم، تسعة علماء عملوا في بناء الالية. ينبغي الافتراض بان منشآت الهندسة الدقيقة المرتبطة بالعملية تضررت. هذه أولوية عليا إذ ان الضربة يفترض أن تكسبنا الوقت.

الضربة القاسية لنطنز كفيلة بان تبطيء بشكل دراماتيكي عملية التخصيب. في الهجوم صفي أيضا رئيس اركان الجيش، قائد الحرس الثوري وقائد فيلق القدس في الحرس، الذي يشرف على اعمال الميليشيات في العراق، لبنان واليمن. لاجل السماح بهذه الضربات وغيرها، واستمرار الهجمات، صفيت قمة قيادة سلاح الجو والصواريخ المضادة للطائرات لدى الحرس الثوري وتضررت بشدة بطارايات مضادات الطائرات. ولاجل تقليل قدرة الرد ضد إسرائيل ضرب سلاح الجو بشدة الصواريخ ارض – ارض أيضا. ومع ذلك، بعد يومين من القتال، فان معظم منشآت النووي لم تتضرر بعد والهجمات مستمرة.

الإهانة لقيادة ايران قاسية للغاية. رد فعل الميليشيات المؤيدة لإيران مفاجئة حتى الان. فالميليشيات العراقية وحزب الله لا تتعهد بالتدخل، والحوثيون يواصلون أعمالهم كالمعتاد، صاروخ بين الحين والآخر. هذه أيضا ضربة قاسية للمكانة الإيرانية، وسيكون هناك من سيسأل، لاي غرض استثمرنا فيها هذا القدر الكبير. الرد الإيراني على إسرائيل هو كالمتوقع. من ناحية سياسية، النخبة الحاكمة كلها موحدة من خلف الزعيم الأعلى علي خامينئي، من حيث الرأي انه يجب الرد بالضرب الشديد وإلغاء اللقاء الذي كان مخططه له لليوم مع المندوبين الأمريكيين في عُمان.

ما هي الخيارات الإيرانية؟ الاتجاه الأكثر عقلانية هو البقاء مركزين على إسرائيل وتحويل المواجهة الى حرب استنزاف طويلة. الفكرة هي ان إسرائيل توجد منذ الان في حرب استنزاف في غزة، ولا يمكنها أن تغرق في استنزاف مشابه على مسافة 1500 كيلو متر عن حدودها. اذا ضعفت إسرائيل، فان حزب الله سيعود الى ساحة القتال. بالمقابل، قدرة الامتصاص والصمود الإيراني في الاستنزاف تكاد تكون غير محدودة. رأينا هذا في حرب الثماني سنوات ضد صدام حسين.

وبالفعل، حسب معظم التقديرات، فان نصف حتى ثلثي الشعب في ايران يريدون سقوط النظام. غير أنه “طالما كان النفط الإيراني يضخ الى أسواق العالم فان الاحتمال بثورة شعبية متدنٍ: الضائقة كبرى، لكن هذه لا تكفي. الحرس الثوري، الشرطة وميليشيا البسيج يمكنهم أن يقمعوا كل انتفاضة. لكن، اذا ما ازداد الغضب في أوساط المتطرفين في ايران وهاجمت ايران قواعد الولايات المتحدة في الخليج او منشآت النفط لدول الخليج، او أغلقت مضائق هرمز لخروج النفط وكذا مضائق باب المندب في وجه الملاحقة الدولية، فانها ستخاطر في أن يجبر الامر إدارة ترامب على التدخل. معقول أن يؤدي هذا الى انهيار النظام الإيراني.

ما هي الخيارات التي امام إسرائيل؟

أولا، محظور عليها الدخول الى حرب استنزاف باي شكل كان. فبعد ان تأجل الاختراق الى القنبلة وتوصلنا الى الاستنتاج باننا قريبون من الاستنفاد ينبغي البحث عن كل طريق لوقف النار واستئناف المفاوضات على اغلاق المشروع النووي. ينبغي الامل في أن ينهار النظام وبسرعة. اذا لم ينهار، فانه حتى الخليط الحالي المتمثل بخامينئي مع الرئيس فزشكيان وحكومته يقيم قيادة قد توافق على وقف النار واستئناف المفاوضات.

اذا أصرت ايران على مواصلة القتال، فيمكن لإسرائيل أن تعطيل معظم تصدير النفط الإيراني من خلال الهجوم على جزيرة خرج. هكذا نجح صدام حسين في أن يفرض على الخميني وقف نار في 1988. المخاطرة: خطوة كهذه ستدفع ايران الى التطرف وعندها فان اغلاق المضائق سيكون شبه مؤكد. الحكم في طهران سيصمد امام الضغوط الداخلية المتزايدة لكن أسعار النفط ستقلع الى السماء، وكل غضب الغرب واصدقائنا في الخليج سيوجه ضدها. ينبغي الامل بانه اتفق مسبقا مع إدارة ترامب بانه في مثل هذه الحالة ستتدخل الولايات المتحدة في القتال او تفرض وقفا للنار. وفي هذه الاثناء لا ينبغي أن ننسى المخطوفين الذين يذوون في اقبية حماس في غزة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى