ترجمات عبرية

معاريف: إسرائيل لا تبني جيشها على أساس التهديدات والمهام

معاريف 8/5/2025، آفي اشكنازي: إسرائيل لا تبني جيشها على أساس التهديدات والمهام

بعد بضعة أيام، بعد نحو أربعة أشهر من القتال العنيد سينسحب مقاتلو كتيبة نحشون من لواء كفير من الشوارع المهجورة والمدمرة لمخيم اللاجئين جنين لينتشروا في خطوط هجومية – تمهيدا للمناورة في قطاع غزة. 

مئات جنود الاحتياط ينهون منذ الان تدريبات الاستعدادات لتموضع المقاتلين الجدد في مخيم اللاجئين. مهمة رجال الاحتياط هي أن يستولوا بقوة على المنطقة ومواصلة تنفيذ العمليات في المجال القروي الذي حول مخيم اللاجئين في شمال السامرة لاجل العثور على جيوب كتائب الإرهاب التي فرت من المخيم. 

امس تلقينا نموذجا أليما عن أنه حتى عندما نكون نفذنا فوق السطح “قص عشب” مبهر بل واساسي، فان البذور تعرف كيف تنتشر من تحت وجه الأرض وتطل بشكل مفاجيء في مكان آخر. 

مقاتلو نحشون كانوا في أكتوبر في حدود الشمال، في الجبهة المركزية. على مدى أسابيع قادوا معركة دفاعية تجاه حزب الله بل وتعرضوا للاصابات. بعد ذلك نزلوا الى العمليات في الضفة، وسقط مقاتلان في هذا النشاط. 

لاحقا كانوا مطالبين بان يشاركوا في المناورة في غزة، ومن هناك نقلوا لان يقاتلوا، يحتلوا ويطهروا مخيم اللاجئين في جنين – عش افاعي الإرهاب في الضفة. انجاز الجيش الإسرائيلي في القتال في شمال السامرة مبهر بكل مقياس. 

مقاتلو النظامي في الجيش الإسرائيلي ينجحون في الاذهال في قدراتهم القتالية وتمسكهم بالمهمة. هذا في الوقت الذي ينتقلون فيه من ساحة قتالية واحدة الى أخرى – من غزة الى لبنان، الى سوريا، الى الضفة وهلمجرا. 

هؤلاء المقاتلون يحملون على ظهرهم دولة كاملة. دولة مستواها السياسي – قباطنة السفينة – لا يعرفون كيف يوجهونها الى ميناء الوطن. المستوى السياسي غارق حتى الرقبة في معركة تفعيل سياسي ضيقة، تنشغل فقط وحصريا في البحث عن الطرق لارضاء ذوي المصلحة بشكل موضعي وفوري. 

وهكذا لا تنجح إسرائيل في ان تبلور خطة حقيقية مع افق لليوم التالي في غزة. هكذا لا تبني إسرائيل جيشها للمدى القريب، المتوسط والبعيد على أساس التهديدات والمهام. هنا بالضبط مشكلة المستوى السياسي غير القادر على أن يضرب على الطاولة ويعلن لكل الأحزاب في الائتلاف بان هناك شيء ما اكبر من كل شيء آخر في اللعبة السياسية التهكمية – أمن إسرائيل. واذا كان أمر الساعة هو أن كل القطاعات يجب ان تتكرس للمهمة – فهيا الى الامام: كل فتى ابن 18 ملزم ومطالب بان يتجند ويشارك في التحدي. 

رئيس الأركان الفريق ايال زمير ليس هو من ينبغي أن يطرق على الطاولة أن يصرخ بهذا المطلب. هذا يجب أن ينفذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس. عليهما أن يحرصا على أن الاف الحريديم المطالبين بان يتجندوا ان يمتثلوا في بوابات مكتب التجنيد. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى