معاريف: إسرائيل تسعى لفرض هيمنتها في المنطقة بالقوة وهذا سيلحق ضررا هائلا

معاريف 11/9/2025، ميخائيل هراري: إسرائيل تسعى لفرض هيمنتها في المنطقة بالقوة وهذا سيلحق ضررا هائلا
محاولة تصفية قيادة حماس في الدوحة هي فصل إضافي في الحرب الطويلة التي بدأت في 7 أكتوبر. النتائج الدقيقة للهجوم لم تتضح بعد، ومع ذلك، سنركز على التداعيات السياسية للعملية.
الولايات المتحدة – رغم ردود الفعل الملتوية، واضح تماما أن واشنطن كانت في سر الأمور حتى وان كانت متحفظة قليلا على الهدف. فترامب يميل، كما تعلمنا، للانضمام الى ما يبدو كنجاح مثلما فعل في الهجوم في ايران، والاستمتاع بثمار خطوة جريئة حققت هدفها. في نظرها يقف السؤال كيف سترد على نتائج الهجوم، حتى وان لم تكن جلية، فواضح أن الضربة لم تكن كاملة. إضافة الى ذلك، نفذ الهجوم في أراضي قطر، حليف استراتيجي للولايات المتحدة. ويزداد الحرج في ضوء الاقوال التي تفيد بان واشنطن اطلعت مسبقا الحكم القطري.
قطر – ويدور الحديث عن احد اللاعبين المشوقين وموضع الخلاف في المنطقة، في ضوء الدور المركزي الذي تؤديه في جملة مسائل وفي ساحات ذات صلة في الشرق الأوسط. في أراضي قطر توجد القاعدة الامريكية الأكبر في المنطقة. ورغم المصالحة التي تحققت بينها وبين دول الخليج ودول عربية أخرى (مصر) لا يدور الحديث عن قصة حب بين هذه الدول. في السياق الإسرائيلي، الصورة معقدة اكثر، بل وتحمل طابعا ذا سمة مميزة في ضوء التحقيق حول “قطر غيت”. إسرائيل تدير مع قطر حوارا متواصلا، على مدى السنين، بعضه بناء وهام. كل هذا لاجل القول ان الهجوم في الدوحة يخلق أزمة حقيقية في منظومة العلاقات بين الدولتين، ازمة تشبه تلك الازمة التي نشأت في اعقاب محاولة التصفية الفاشلة لخالد مشعل في الأردن.
دول الخليج – الهجوم في الدوحة تجاوز خطا احمر، يبدو أن إسرائيل تبنته منذ تلك المحاولة لتصفية مشعل في الأردن. العقل يقضي بان أراضي الدول السيادية، التي توجد لإسرائيل معها منظومة علاقات متفرعة، علنية أو سرية، هي خارج المجال. فما بالك بعد اتفاقات إبراهيم، وقبل توسيعها المنشود الى دول أخرى.
الساحة الدولية – صورة إسرائيل في هذه الساحة لا تحظى بعطف كبير، على اقل تقدير. لا شك أن تصنيف إسرائيل كـ “دولة منتهكة للقانون”، لا تحترم القانون الدولي، تلقى الان تعزيزا إضافيا. دول في أوروبا توجد منذ الان في هجوم سياسي على إسرائيل، وهذا أيضا يتلقى الان تعزيزا. الكثير سيكون متعلقا بمسألة كم ستسارع قطر في الاسرة الدولية لشجب إسرائيل وللعمل ضدها. الولايات المتحدة ستتعهد في مثل هذا الوضع للدفاع عن إسرائيل، لكن، كما اسلفنا، منظومة علاقاتها مع قطر ستصعب عليها جدا.
وماذا عن الحرب في غزة ومصير المخطوفين؟ إسرائيل ارادت في الهجوم في الدوحة نسخ نموذج الضربة الناجحة لقيادة حزب الله، والتي أدت الى وقف نار يترك لإسرائيل يدا حرة في لبنان. غير أن الهجوم لم يعطِ على ما يبدو النتائج المرجوة. فضلا عن ذلك، يدور الحديث عن ساحتين مختلفتين. فشل إسرائيلي حيال قطاع غزة من شأنه ان يؤدي الى تحكم مباشر في غزة بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنىا – امر يتطابق وإرادة الكثيرين في الحكومة. في الأيام القريبة القادمة سنرى كيف سيؤثر الهجوم على ارادة ترامب وعلى السياسة الامريكية.
وللنزاهة، ماذا كان سيحصل لو كان الهجوم توجه كنجاح تام. الجواب كان، بالطبع مختلفا وتحدي حماس مثلما يوجد اليوم أيضا، كان سيتعاظم. على حاله كان التحدي حيال قطر، واساسا على خلفية التلميحات بانها كانت في سر الموضوع. إسرائيل تتخذ في العالم الواسع صورة من فقدت كل لجام وتسعى لان “تفرض هيمنتها في المنطقة بالقوة”. الامر يلحق ضررا هائلا سيواصل التزايد فقط.