ترجمات عبرية

معاريف: إسرائيل تتفتت

معاريف 6/6/2024، يوسي هدار: إسرائيل تتفتت

الشمال يحترق، كريات شمونا يتصاعد منها اللهيب، مدن وبلدات كاملة ومهجورة منقطعة عن البنى التحتية وعن وسائل الاعلام. عشرات الاف المخلين منذ ثمانية أشهر بلا بيت حتى الان، تقرر موت أربعة مخطوفين آخرين في أسر حماس وباقي المخطوفين لا يزالون يذوون في الاسر. السم والإغراض يتسللان الى هيئة الأركان والالوية يهاجمون رئيس الأركان. إسرائيل تراوح في المكان في غزة وحماس لا تزال تسيطر هناك. بلدات الغلاف لا تزال تقصف. بلدات خط التماس مهددة، إيران تقترب من القنبلة بخطى واسعة، والمجتمع الإسرائيلي ممزق. الرئيس بايدن يؤكد بان نتنياهو يسوف، العزلة الدولية والتسونامي السياسي يحتدمان، وكلنا لا نزال نلعق جراح مذبحة 7 أكتوبر. وفي نفس الوقت تماما، في مشهد تجريدي وغير مفهوم، الشخص ذاته المسؤول عن اخفاق 7 أكتوبر، عن إدارة الحرب الأكثر فشلا في تاريخ إسرائيل ولكل الشرور التي احصيناها لتونا، لا يزال يجلس على كرسيه، معتد بنفسه، يواصل الخداع والكذب، يفضل ائتلاف الكهانيين خاصته على الدولة وحتى لا يفكر بالرحيل الى بيته. 

واذا لم يكن هذا بكافٍ فان الحريديم يواصلون التملص من الجيش، الوزير سموتريتش يتجاهل المخطوفين وينشغل بالإدارة المدنية في يهودا والسامرة، الوزير بن غفير يسيطر على الشرطة ويهرب بجبن من عائلات المخطوفين، رئيس هيئة الامن القومي يهين العائلات، محاولة الانقلاب النظامي تتواصل، ميري ريغف تعتقد ان الحكومة قامت بافعال مذهلة، وفي قناة الدعاية للحكم يحصون قتلى مذبحة 7 أكتوبر وفقا لانتمائهم السياسي. إسرائيل تتفتت.

نعم، من الصعب التصديق لكن إسرائيل تتفتت. البلاد التي حلمنا بها الفي سنة، البلاد التي تعلمنا عنها بدم الكثيرين والطيبين، بلاد دافيد وشلومو، بلاد الحشمونائيين، بلاد بن غوريون وبيغن على شفا الخراب، ولا مخلص. 

ماذا حصل لنا؟ كيف وصلنا الى أيام ظلماء كهذه؟ اين إسرائيل الجميلة، القوية والمحقة؟ الا يوجد بضعة أولياء يقفون بشجاعة ويوقفون الانهيار؟ اين أعضاء اليهود الاسوياء، أعضاء الحزب الذي كان ذات مرة قوميا ليبراليا، لماذا لا يقولون كفى!”؟ لماذا يسمحون لهذه الحكومة السيئة ان تنزلنا بكرب؟ اين رئيس الدولة الصامت بحيث يحذر، يقف على الباب، يوقف الجنوب؟ اين المعارضة التي تغرد بغضب لكنها تفشل في إيجاد بديل سلطوي حقيقي. على كل هؤلاء ملقى الواجب لاستبدال الحكومة، واذا كان ممكنا حتى في الكنيست الحالية ومنع تفتت إسرائيل. على كل هؤلاء ان يقوموا ويقولوا ليس بعد الان، ويقيموا حكومة طواريء حقيقية، حكومة مسؤولة وسوية العقل تنقذ إسرائيل وترمم الحيطان. الزمن نفد منذ زمن.

لو لم يفشل نتنياهو في إدارة الحرب لكنا منذ زمن بعيد حيدنا حماس واعدنا المخطوفين. لكن الان، بعد اشهر طويلة من المراوحة في المكان لا مفر من قبول الصفقة التي توجد على الطاولة. نعم، يمكن ا يضا النظر بعيدا والرؤيا بوضوح. على الحكومة الجديدة القومية – الليبرالية والصهيونية التي ستقوم ان ترى بوضوح وان تعترف بهذا بانه ينبغي تصفية حماس الاجرامية واللعينة مثلما ان تعترف أيضا بان السلطة الفلسطينية هي بالفعل داعمة للارهاب. ومع ذلك ان تنظر بعيدا أيضا، باتجاه صفقة شاملة وتطبيع مع السعودية. حماس سنعود ونعالجها في اقرب وقت ممكن. لم يتطلب جهد خاص لايجاد الأسباب لذلك وعندها سنهزمها تماما، والحكومة الجديدة التي ستقوم ستتمتع بشرعية دولية اكبر لعمل هذا أيضا. عندما يفيض اليأس لا يتبقى لنا غير التمسك بالامل في ان “انفضي الغبار، قومي والبسي احلى ملابسك، استيقظي إذ جاء نورك، قومي ونوري”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى