معاريف: إسرائيل التي بدأت الحرب هي المسؤولة عن انهائها

معاريف 18/6/2025: ران ادليست: إسرائيل التي بدأت الحرب هي المسؤولة عن انهائها
السؤال هو كيف وصلنا الى وضع يقدم فيه الجيش الإسرائيلي الى المستوى السياسي نصرا يمكنه أن يصل به الى تسوية، والمستوى السياسي، أي الحزبي، يواصل نحو “نصر مطلق” بمستوى توراتي، وضمن أمور أخرى يدعو سكان طهران الى الرحيل عن المدينة. لماذا؟ لانه يخيل لنا أننا قادرون.
وصلنا الى هذا الوضع بسهولة. في البداية طبعنا الفساد، بعد ذلك طبعنا الحرب. اليوم، في اعقاب ضعضعة النظام في ايران في إثر اعمال الجيش الإسرائيلي ارتبط جامع الحظوات نتنياهو بجامع الحظوات من البيت الأبيض ويلعب هذان دور المفكرين الاستراتيجيين اللذين يعملان على تغيير النظام من خلال قصف مؤسسات حكم تستولي عليها “قواتنا”. ليس لدي أي فكرة اذا كان لهذه الخطة أي احتمال. الواضح هو أن الحديث يدور عن وصفة لحرب أهلية هي نتيجة بشعة لحملة عسكرية ناجحة بحد ذاتها. إسرائيل لم يسبق ان نجحت ابدا في أن تغرس حكما خاصا بها في أراضي عدو وفي دول عدو.
هذه الخطوة المنفلتة تتحرك بالتوازي مع رشقات ثابتة من الصواريخ الباليستية. ليس لدي أي فكرة كيف رد سلاح الجو ويرد على هذا التحدي. لكن الوضع على الأرض رهيب. فلا تساوي أي قنبلة على مسافة 2300 كيلو متر في طيز النبي يوما من الصواريخ الفتاكة. وماذا تفعل الحكومة امام مشاهد الشارع والتفكك لطهران؟ تلقي للجمهور المنفعل بجماجم “الكبار”. وعندها، حين تكون تصفية الكبار هي هدف الحرب، يتحول القتال نفسه من حرب على أمن إسرائيل الى حرب عصابات يدنا فيها هي العليا. كم اعمى وغبي للمرء أن يكون كي يفرح بـ رواق عمل حر” لسلاح الجو في سماء طهران، دون تعاون قتالي مع الولايات المتحدة او تسويتهم مع الإيرانيين.
في 13 حزيران، بعد أن رتب سلاح الجو لنفسه رخصة لان يتحول بحرية في سماء ايران، وبعد ان تبين بان نظام آيات الله، ككل نظام دكتاتوري مقيت، ينهار في داخل نفسه، نشرت تغريدة بهذا النص: “اذا خرجنا “بثمن زهيد” من ناحية الاضرار بالارواح والممتلكات، سيكون ممكنا ان نحزن أيضا عليهم وعلى الدولة الليبرالية الديمقراطية أيضا. كهانا وبيبي انتصرا. حتى لو كانت الاثمان لا تطاق، والديمقراطية ستدحر بسبب حالة الطوارئ، ليس لطيفا، لكن هذا هو الموجود”.
هذا هو الوضع في هذه الأيام وبانتظار الخطوة الامريكية – الإيرانية التالية. فرضية عمل الحكومة هي ان رشقتنا وبعدها رشقتهم هما قدر سيتواصل “لاسابيع”. يجدر بنا أن نتذكر بان من بدأ الحرب في ايران بمستوى حرب شاملة هي حكومة إسرائيل. ومثلما يبدو هذا اليوم، فانها هي المسؤولة عن انهائها حتى من طرف واحد. ولما كان حقا لا توجد لنا حكومة بل عصبة أصفار، ينبغي أن نطالب بوقف القتال من واحد يقف امام الاصفار. ليس فقط بسبب التورط بصواريخ إشكالية بل بسبب أن هذه الدولة ببساطة تتفكك.