معاريف: إدارة بايدن تدفع بإستراتيجية شــــامـلـــة لإنـهـــاء الـحــــرب
معاريف 26-7-2024، البروفيسور ايتان غلبواع: إدارة بايدن تدفع بإستراتيجية شــــامـلـــة لإنـهـــاء الـحــــرب
الجدال بين إدارة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو على إدارة الحرب واليوم التالي تعاظم في الأيام الأخيرة، وهو يعرض إنجازات الجيش الاسرائيلي في غزة وأمن إسرائيل للخطر.
يتركز الجدال في مسألة العملية في رفح، لكنه أوسع بكثير. في نظر الإدارة الأميركية، فان المفاوضات التي تجري بين إسرائيل وحماس على صفقة ثانية لتحرير مخطوفين هي خطوة أولى حرجة لتحريك مسيرة لانهاء الحرب في غزة. غير ان نتنياهو يواصل تحدي سياسة بايدن ويمس بفرص الوصول الى تفاهمات تجدي مصالح الطرفين. تعارض الإدارة بكل حزم استمرار الحرب في رفح، وتخشى من ان تتسبب عملية عسكرية بقتل مدنيين كثيرين وتصفي تماما الشرعية الداخلية والدولية للتأييد الأميركي لإسرائيل الذي يتدهور منذ الآن.
لقد كان هذا هو التحذير الخطير الذي اطلقه وزير الخارجية انطوني بلينكن في ختام زيارته الى البلاد في نهاية الأسبوع. وقالت نائبة الرئيس كاميلا هاريس امس ان الدخول الى رفح سيكون خطأ.
يخفي الجدال على رفح نوايا أميركية بعيدة الأثر تجاه إسرائيل وغزة. بخلاف حكومة نتنياهو، طورت إدارة بايدن استراتيجية لانهاء الحرب. وهي تقوم على أساس سلسلة خطوات تبدأ بصفقة ثانية لتحرير مخطوفين مقابل وقف نار طويل.
صفقة كهذه ستسمح بالامتناع عن خطوة عسكرية في رفح، ستقلص الازمة الإنسانية من خلال اغراق غزة بالمساعدات، ستسمح لقسم من النازحين بالعودة الى بيوتهم في شمال وفي وسط القطاع وستمنح مساحة زمنية لتحقيق اتفاق لإنهاء الحرب يخلي حماس من غزة، يؤدي الى تجريد القطاع ويدخل جهة سلطوية بديلة.
بالتوازي، لن يكون مبرر آخر لحزب الله لمواصلة الهجمات على إسرائيل في الشمال وللحوثيين في الهجمات من الجنوب. وقف الحرب في الشمال سيسمح باستئناف مهمة الوسط عاموس هوكشتاين لتحقيق حل دبلوماسي في جنوب لبنان يزيح قوات حزب الله الى ما وراء الليطاني.
وليس أقل أهمية: تحرير المخطوفين ووقف النار سيشطب المسألة عن جدول اعمال الانتخابات لرئاسية ويوقف ضغط المحافل المناهضة لإسرائيل على بايدن للكف عن دعمه لإسرائيل.
الخطة الأكبر يفترض أن تنفذ بمشاركة دول عربية مؤيدة لاميركا. في الأسبوع الماضي بحث بلينكن فيها في القاهرة مع ست دول كهذه. الفكرة هي لتقسيم العمل بحيث تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل في موضوع المخطوفين واليوم التالي، بينما تضغط الدول العربية على حماس وعلى الفلسطينيين. صفقة لتحرير المخطوفين ووقف نار طويل هما شرطان أساسيان لتنفيذ الخطة الاستراتيجية الكبرى.
تعتقد إدارة بايدن بان حكومة نتنياهو والجهات المتطرفة فيها تفشل صفقة تحرير المخطوفين، المتعلقة بوقف النار. وهذا هو السبب الذي يجعلهم يركزون انتقادهم على نتنياهو. فهم يقدرون بان اتفاقا لتحرير المخطوفين ووقف النار سيؤدي الى تفكيك الحكومة واستبدالها – مع أو بدون انتخابات. بايدن يقول لنتنياهو – سيتعين عليك ان تختار بين “بن غفير” وسموتريتش وبيني.
إسرائيل متعلقة تماما بالولايات المتحدة، وفي الجو تحوم تهديدات وقف او ابطاء تزويد الذخيرة والعتاد العسكري. لكن نتنياهو لا يهتم الا ببقائه وبالتالي ليس واضحا ماذا سيفعل.
على تحذير بلينكن رد نتنياهو بقوله ان إسرائيل ستدخل الى رفح – مع او بدون دعم الولايات المتحدة. قد يكون هذا تكتيكا يستهدف كسب بضع نقاط في أوساط القاعدة الليكودية، لكنه استفزاز بالأساس – يفاقم الازمة مع بايدن فقط.
بالضغط على حماس وعلى حكومة نتنياهو، تعتقد إدارة بايدن ان بضربة واحدة يمكنها أن تحيد المتطرفين – سواء في أوساط الفلسطينيين أم في أوساط الإسرائيليين – الذين يعتبرون العوائق الأكبر في الطريق الى تحقيق الخطة الأكبر. يحتمل أن يكون بايدن يبالغ في قوة الدبلوماسية الأميركية لابعاد حماس عن القطاع وحزب الله عن جنوب لبنان. لكن بغياب بدائل أخرى، لعله من المجدي اعطاؤه الفرصة.