ترجمات عبرية

معاريف: أيها المجانين، اخرجوا من غزة

معاريف – يوسي هدار – 24/7/2025 أيها المجانين، اخرجوا من غزة

منذ نحو سنتين، وكثيرون لم يعودوا بيننا. في كل يوم تقريبا يسقط جنود اعزاء على مذبح الحرب التي لا تنتهي. القلب يتفطر إربا، ولا يزال هذا يتحدث وذاك يأتي، عوالم كاملة تخرب. غير أن هذه الحرب، الأطول في تاريخ إسرائيل، ليست حرب الاستقلال وبالتأكيد ليست “حرب الانبعاث” حسب لغة نتنياهو المغسولة بل حرب غنيمة سياسية. 

حرب 7 أكتوبر – نعم، هذا هو اسمها – وان كانت بدأت كحرب اللامفر، كحرب هي الأكثر عدالة ضد منظمة الإرهاب الفلسطينية التي ذبحتنا – لكن كلما مر الوقت، بدلا من ترجمة الإنجازات العظيمة للجيش الإسرائيلي، الذي أثار العجب بضرباته لحماس، الى خطوات سياسية كانت ستساعد في تصفية هذه المنظمة البربرية، واصلت الحكومة الحرب بدوافع سياسية ولمصالح غريبة.

 أيها المجانين اخرجوا من غزة. كل يوم يمر يورطنا فقط اكثر في الوحل الغزي، وما كان ممكنا قبل سنة او نصف سنة بات شبه متعذر الان – والثمن اثقل من أن يحتمل. هذه نتيجة انعدام السياسة لنتنياهو. 

اذا كنا نعرف حتى الان بان من يعرقل الصفقة لاعادة المخطوفين كلهم وانهاء الحرب، من يفرضون دفعات وحشية ولا يسعون الى حل شامل، هم نتنياهو، سموتريتش وبن غفير، الان تقدر حماس بان الإرادة السياسية الجديدة لنتنياهو هي عقد صفقة، ولهذا فان منظمة الإرهاب هي الأخرى تؤخرها. في هذه الاثناء، في مملكة الشر وانغلاق الحس تقترح الوزيرة ستروك احتلال المزيد من الأجزاء في غزة، حتى لو كلف الامر حياة المخطوفين، وسموتريتش وبن غفير يتخيلان استيطانا في القطاع وريفييرا غزة. 

عمليا، كل جوهر هذه الحكومة السيئة هو تنفيذ نزوات نتنياهو السياسية والشخصية وبقاء الحكومة نفسها. وهكذا، من يدير مفاوضات على قانون تملص من الخدمة في اليوم الذي سقط فيه ثلاثة ابطال في غزة، دفع قدما بالخطوة لتنحية رئيس لجنة الخارجية والامن النائب يولي أدلشتاين فقط لانه عرقل إرضاء الأحزاب الحريدية المعنية بان يواصل جمهورها التملص من الخدمة والا يتحمل عبء الحرب. يبدو أن اقالة وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي لم تنجح في توفير البضاعة، ولهذا فان ادلشتاين هو الان على بؤرة الاستهداف. 

علينا أن نخرج من غزة ليس لأننا لا نريد تصفية حماس. نحن سنبيد هؤلاء النازحين غير أنه يجب عمل هذا بحكمة. علينا أن نخرج من غزة كي ندفع قدما بتسوية سياسية تضعف حماس الى أن نعود الى هناك ونكمل المهمة. 

على الا يرووا لنا القصص عن مصاعب العودة الى القتل. المثال الحي والمظفر على ذلك هو وقف النار في لبنان الذي في اثنائه نحن نهاجم حزب الله.

علينا أن نخرج من غزة كي نعيد الخمسين مخطوفا الذين تبقوا هناك، من بينهم 20 على الأقل على قيد الحياة، شبان يعانون منذ سنتين من التعذيب ويحلمون بربع رغيف. علينا أن نخرج من هناك لان جنودنا منهكين وينفذون المهام على مدى زمن طويل جدا، يحتاجون لان يخرجوا كي لا نسمع مرة أخرى “سمح بالنشر”. 

علينا أن نخرج من غزة أيضا في ضوء التدهور الذي لم يشهد له مثيل في المكانة الدولية لإسرائيل – اصبحنا منبوذين في العالم. حتى لو لم يكن الجيش الإسرائيلي يؤذي الأبرياء عن عمد، وحتى لو كانت حماس الحقيرة تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وحتى لو كانت إسرائيل تنقل مساعدات إنسانية وغذاء وليست مذنبة في صور الجوع في غزة، التي يحتمل أن تكون بعضها مهندسة على افضل تقاليد الكذب لحماس – علينا أن نخرج من هناك.

تكاد لا تكون دولة في العالم بما فيها الدول الصديقة لنا في أوروبا لا تخرج ضد إسرائيل بسبب ما يجري في غزة. المواطنون الإسرائيليون يخافون السفر الى الخارج، الجنود يلاحقون في العالم واللاسامية تصل الى ذرى جديدة.

غير ان الحكومة بغبائها الشديد لا تريد أن ترى الأمور كما هي، وتفضل مواصلة الحرب، الانقلاب النظامي، اقالة المستشارة والسيطرة المعادية على الديمقراطية الإسرائيلية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى