معاريف: أهمية قطع نظام الأسد عن عملية ترميم حزب الله لتصميم الهدوء في الشمال

معاريف 4/12/2024، آفي اشكنازي: أهمية قطع نظام الأسد عن عملية ترميم حزب الله لتصميم الهدوء في الشمال
في وضح النهار من يوم امس، بعد الساعة التاسعة صباحا بقليل، أغارت طائرات سلاح الجو في الطريق المؤدي من دمشق الى المطار الدولي على مركبة كان يستقلها مبعوث حزب الله الى الجيش السوري سلمان نمر جمعة.
استجابت التصفية لعدة اهداف: أولا، سلمان نمر جمعة هو شخصية رفيعة للغاية في القيادة العسكرية لحزب الله، رجل اتصال هام للتنسيق بين سوريا وحزب الله وهذه علاقة ضرورية على نحو خاص لحزب الله الان لغرض إعادة بنائه في لبنان مع التشديد على تنسيق التزود بالسلاح والذخيرة.
للنظام السوري أيضا كان الرجل هاما، إذ ان جيش الأسد يعول على قوات حزب الله القتالية بحيث تقف الى جانبه في وجه الثوار. وكانت التصفية امس رسالة علنية واضحة بقيادة النظام السوري، واجاد في صياغة الرسالة العميد دانييل هجاري، الناطق العسكري إذ قال: “النظام السوري يدعم حزب الله ويدع المنظمة تستغله”.
كان جمعة نشيطا قديما لحزب الله وادى على مدى السنين جملة واسعة من الوظائف في الحزب. وفي الغالب عمل في سوريا. وبين الوظائف التي اداها كانت المسؤولية عن الاستخبارات في منطقة الخيام، بعد ذلك كان مسؤول العمليات في قيادة دمشق في حزب الله وفي السنوات الأخيرة كان مبعوث حزب الله في الجيش السوري.
انقسم الجمهور الإسرائيلي أمس الى قسمين. قسم اعتقد بان الرد الإسرائيلي على اطلاق قذيفتي هاون الى هار دوف كان معتدلا. آخرون اعتقدوا بان هجوما على 30 هدف وقتل 10 اشخاص كان خطوة قوية فيها ما ينقل رسالة الى حزب الله بان إسرائيل مصممة على منع استمرار “التنقيط” من لبنان على إسرائيل.
مع ذلك، في الجيش وفي جهاز الامن ينشغلون بقدر اكبر في مسالة كيف نظروا في لبنان، في حزب الله، في سوريا وفي ايران الى الرد الإسرائيلي.
كل اذرع الاستخبارات الإسرائيلية تركز الجهد حول ما يحصل الان في “محور الشر” الإيراني، مع التشديد على محاولات ايران العمل على ترميم وتسليح حزب الله، وبالتوازي – بناء بدائل جديدة. مثلا، إقامة منظومة إرهاب في شمال السامرة وفي الغور.
لقد نزعت إسرائيل القفازات في هذه القصة. وفيما ان عيون الجميع على لبنان، صفى سلاح الجو في غضون اقل من 24 ساعة خليتي مخربين عملتا في منطقة الغور وشمال السامرة. ثمانية المخربين الذين صفوا وبينهم شخصية إرهاب محلية رفيعة المستوى، تم تفعيلهم بتمويل ومساعدة إيرانية.
وحسب منشورات اجنبية، قبل يومين منع سلاح الجو طائرة شحن إيرانية من الدخول الى المجال الجوي لسوريا حين أمرتها طائرات سلاح الجو بالعودة. إضافة الى ذلك، قبل ساعات من اطلاق حزب الله النار الى هار دوف، دمر سلاح الجو جرافة لحزب الله حاولت بناء محور تهريب بين سوريا وشمال لبنان.
إسرائيل تلعب حاليا على كل الملعب. تمارس الضغط على المحور الإيراني انطلاقا من الفهم بان القتال في لبنان وهجوم سلاح الجو في ايران، والذي دمرت فيه منظومة مضادات الطائرات، فتحا نافذة فرص لتفكيك معظم وكلاء ايران.
من ناحية إسرائيل، فان قطع نظام الأسد عن عملية ترميم حزب الله في غاية الأهمية لتصميم الهدوء في الشمال في السنوات القادمة وعلى ما يبدو أيضا بالنسبة لي كيف سيبدو الشرق الأوسط في المستقبل – القريب والبعيد.