ترجمات أجنبية

مركز ستراتفور – هل تتخذ إسرائيل وحماس نهجاً جديداً في غزة ؟

مركز ستراتفور 15-11-2019l
 ترجمة : هالة أبو سليم
لقد أدت الغارة الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة لمقتل بهاء أبو العطا القيادي في حركة الجهاد الاسلامي والذي تتهمه إسرائيل بالوقوف وراء عمليات اطلاق الصواريخ ، جاءت هذه العملية بالتزامن مع عمليه مشابهه استهدفت اكرم العجوري القيادي في حركة لجهاد الاسلامي في دمشق ، وبعد 48ساعه انهالت الصواريخ من غزة على إسرائيل الى ان توصل الطرفان الى اتفاق هش لوقف اطلاق النار بين الطرفين في 14من نوفمبر. دخل اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ بعد اطلاق الفلسطينيون الى ما يُقارب 450 صاروخاً ،أستشهد على أثرها 32 فلسطيني و إصابة 111 فلسطينى و إسرائيلي بجراح .
الجدير بالذكر ان قطاع غزة يؤوى منظمات فلسطينية مسلحة هدفها هو المقاومة ضد احتلال إسرائيل للأراضي  الفلسطينية  ، وبالتالي فإن تبادل العنف بين الطرفين ليس بالشيء الجديد ، لكن الملاحظ هذه المرة :
1- ان إسرائيل لم توجه اصابع الاتهام لحركة حماس انها تقف وراء عمليات اطلاق الصواريخ كونها الحاكم الفعلي لقطاع غزة ، 
2- لم تحجم حركة حماس  اطلاق الصواريخ كرد فعل على عملية اغتيال ابو العطا   من قبل حركة الجهاد و في الوقت نفسه لم تُشارك في اطلاق الصواريخ على إسرائيل. 
ما هي  الاستراتيجية  الجديدة التي تتبعها كلاً من إسرائيل و حركة حماس ؟
تغير الاستراتيجية :
تُركز إسرائيل في جهودها خلال هذه الغارات الجوية على تدمير قدرات حركة الجهاد الاسلامي العسكرية و تقويضها و تجنيب حركة حماس الدخول في الصراع ما بين حركة الجهاد الاسلامي و إسرائيل. وبناءاً على ذلك فقد صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو” هدف إسرائيل الرئيسي و الواضح هو اغتيال ابو العطا كونه يقف عقبة كبيرة امام تحقيق الاستقرار و الهدوء في قطاع غزة” .
قرار إسرائيل ربما يكون اعتراف ضمني إسرائيلي بعدم جدوى توجيه الاتهامات  وتحميل المسئولية  لحركة حماس على انها تقف وراء أي عنف  متصاعد من قطاع غزة . كون حركة الجهاد الاسلامي من وجهة نظر إسرائيل مسئولً عن اشعال الغضب في غزة أكثر من حماس في الآونة  الأخيرة و نظم بعض المظاهرات ضد إسرائيل و  حماس لم تستطع كبح جماح حركة الجهاد الاسلامي ،ارتأت إسرائيل التوقف عن توجيه الاتهام لحركة حماس و قامت بنفسها بضرب  اهداف مهمة جداً في حركة الجهاد الاسلامي بهدف تقويض الحركة و تدمير قدراتها العسكرية بقدر الإمكان. كون هذا لا يُقلل من تهديد حركة الجهاد الاسلامي فحسب بشكل مباشر بل يُساهم في  جعل ميزان القوى لصالح  حركة  حماس  مما يؤهلها مستقبلاً في التوصل  مع  إسرائيل الى اتفاق وقف اطلاق نار  في المستقبل. يمكن أن تساعد سياسة  فرق تسد مع المنظمات الفلسطينية و يُعطى إسرائيل الفرصة الذهبية لضمان الهدوء و الاستقرار وعدم تأجج الصراع مرة أخري .
هل تتجه حركة حماس لتبنى نهج البرجماتية في مواجهة إسرائيل ؟ 
ربما أدركت قيادة حركة حماس الثمن الذي ستدفعه في حال دخولها مواجهة عسكرية مع الجانب الاسرائيلي نظراً للتفوق العسكري الاسرائيلي، وربما  تعمدت عدم زج نفسها في الجولة الأخيرة من التصعيد كنوع من الواقعية لحمايها مقدراتها وتعزيز مكانتها في حال حدوث مفاوضات مستقبلية في السنوات القادمة. فالتنافس الشديد بين المنظمتين ساهم في فرص نجاح هذا النهج  : فرصة تدمير قدرات الجهاد الاسلامي العسكرية  وهو المنافس العسكري الوحيد في قطاع غزة لحركة حماس ومن ناحية ثانية فرض كامل الهيمنة على قطاع غزة و التفرد الكامل على الاراضي الفلسطينية .
 حرب 2014 الدرس القاسي لحركة حماس :
أن الدمار الذي لحق بقطاع غزة عقب حرب 2014، من احد نتائجه  ربما استوعبت قيادة حركة حماس الثمن الذي ستدفعه حال دخولها مواجهة عسكرية مع الجانب الإسرائيلي  نتيجة التفوق العسكري الاسرائيلي. هذا لا يعنى ان حركة حماس تتمتع بعلاقة سلمية  مع الاحتلال الاسرائيلي اكثر من أي مجموعه مسلحة أخري لكن حماس مازالت تركز على الاهداف الاسرائيلية من خلال حكم قطاع غزة حتى  لو عن طريق العنف ،مما يعنى ان حركة حماس ارتأت نهج البراغماتية مع إسرائيل .
المخاطر و الفرص :
فاتفاق اطلاق النار الهش بين الفصائل و بين إسرائيل ممكن أن ينهار بسهولة تحت أي ظرف فقد تحدث عملية اغتيال جديدة أو عمليات اطلاق صواريخ طويلة المدي التي قد تصل الى وسط إسرائيل ،وقد أطلق الجانب الفلسطيني عدة صواريخ الا ان إسرائيل تُقلل من أهمية هذه الصواريخ .
إلى أين تتجه الأمور في قطاع غزة ؟  
كون إسرائيل تُدرك ان الجهاد الاسلامي مرتبط بإيران ارتباط وثيق ، وإسرائيل تسعى لتقويض التواجد الايراني في المنطقة  هذا يُعزز فرصة احتمال نشوب مواجهة قريبة ما بين الجهاد الاسلامي و إسرائيل. ومن الممكن أن تنجر حماس الى مواجهه كبري  مع إسرائيل الى جانب الجهاد الاسلامي ، عبارات التهديد من كلا الطرفين تُشير الى ان حماس قد تدخل هذه المواجهة الى جانب الجهاد الاسلامي .  
الخاتمة  : 
ربما يوجد اسباب تمنع تجدد الصراع في الأمد القريب لكن مستقبل العلاقة ما بين حركة حماس و إسرائيل مازال غير واضح  ، بالنسبة لقيادة سياسية مٌحاصرة سواء لإسرائيل او حماس ، ربما تأجيل الأزمة هو افضل الخيارات السيئة للتعامل مع قضية  معقدة و شائكة . 
* الرابط الأصلي للمقال : 
Israel and Hamas Try a New Approach in Gaza

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى