مركز دراسات الأمن القومي – الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني : بدائل سياسية
ترجمة خاصة عن مركز دراسات الأمن القومي – 1/2/2018
منذ عقود والنقاش السياسي يدور حول مسألة مستقبل مناطق الـ 67، وينقسم لمعسكريْن سياسييْن: معسكر اليسار الذي طلب رفع السيطرة الإسرائيلية عن المناطق والسكان الفلسطينيين والعمل لإقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، ومعسكر اليمين الذي يطلب تركيز السيطرة الإسرائيلية على المناطق من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط، والعمل على توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وكان من الضروري دراسة موقف أعضاء الكنيست بهذا الشأن: هل يقترحون خطة مصاغة؟ كيف يفسرون وضع إسرائيل السياسي؟ وما هي رؤيتهم لمستقبلها: الحفاظ على الوضع الراهن، حل الدولتين أم دولة واحدة؟
المشاركون هم: المحامي جلعاد سار، وأعضاء الكنيست موتي يوغاف (البيت اليهودي)، ستاف شبير (المعسكر الصهيوني)، يوئاف كيش (الليكود)، تمار زاندبرج (ميرتس).
جلعاد سار
الحل المطروح هو دولتين لشعبين، سيضمن أمنًا واستقرارًا مستقبليين، وسينهي الاحتكاك بين السكان اليهود والفلسطينيين.
نحن نثق بالإجراءات الثنائية من كلا الجانبين، بالتوازي مع إجراءات مستقلة لكل جانب منهما من شانها أن تقود لإحراز تقدم في فكرة حل الدولتين لشعبين. نحن مع الأمر حتى في ظل غياب اتفاق، الامر بالطبع يجب أن يكون مترافقًا مع خطاب داخلي وإدماج الجمهور من أجل الحصول على شرعية لهذه الفكرة.
فيما يخص غزة، نحن نرى ضرورة في التوصل لهدنة طويلة الأمد، بالتوازي مع إعمار واستقرار الوضع الإنساني ودعم صلاحيات السلطة الفلسطينية. حتى يتم التوصل لاتفاق دائم كامل نحن لا نوصي بسحب الجيش من الضفة الغربية.
موتي يوغاف
فكرة حل الدولتين هي فكرة غير واقعية، لم تكن موجودة يومًا ولن تتحقق أبدًا. كل منطقة نقلناها تحولت لقاعدة إرهابية، ولذلك على إسرائيل ألا تنقل أي منطقة للعدو. الحدود الشرقية الدفاعية لإسرائيل كانت وستكون الأردن، إنها تضمن أمنًا كاملًا وتحيّد تحويل كل الضفة الغربية لمقر للإرهاب مثلما حدث في غزة.
تمار زاندبرج
نحن نعيش فترة غريبة؛ تغيرات بعيدة المدى في المنطقة أمام تجميد تام للعلاقات مع الفلسطينيين، هذه القضية هي صاحبة الإمكانية الأقرب لتدمير الدولة. الاحتلال يفسد، يمزق المنظومة السياسية، يلوث المؤسسات الاسرائيلية من الجيش وحتى القضاء ويقوض الديمقراطية، هنا يظهر ضعف اليسار، فنحن نسمع عن مبادرات من اليمين ولا نسمع من اليسار، لكن اليمين يتجاهل تواجد حوالي مليون شخص تحت سيطرة إسرائيلية دون حقوق. مازال اليسار يدرس حل الدولتين، لكن هذا وحده لم يعد اساسًا للفكر السياسي المتقدم، خوف غباي ولبيد تبرز في الخلفية.
اليسار متهم بالسذاجة وأنه عالق في القضية الفلسطينية، لكن واضح أن هذا ما يمنع الصعود خطوة في العلاقات مع الانظمة السنية، إنهاء الصراع سيحسن موقف إسرائيل في ائتلافات جديدة بالشرق الأوسط.
الإجراءات التي اقترحها: إنهاء الحكم العسكري ووقف إجراءات الفصل العنصري بشكل فوري، بصرف النظر عن مفاوضات سياسية، تسهيلات أمنية، تسهيل حرية الحركة والحرية السياسية، تصاريح بناء، إزالة الحصار عن غزة وتعبئة المنظمات والدول من أجل ذلك.
حان وقت تخفيف الأزمة في قطاع غزة، تسوية دائمة لحل الدولتين هي وسيلة وليست هدفًا مقدسًا. علينا الاعلان فورًا عن قبول المبادرة العربية، الدخول في مفاوضات وتعزيز إجراءات تعاونية مثل قانون إخلاء، تعويض. يوجد هنا فرصة مناسبة لإسرائيل.
يوئاف كيش
أعتقد بأن فكرة دولتين لشعبين تشكل خطرًا على وجود إسرائيل، دكتاتورية فلسطينية على حدودنا، أيضًا الحل الثاني (دولة ثنائية القومية) غير واقعية، وإسرائيل لن تبقى يهودية وديمقراطية بهذه الطريقة. أرى أننا لا يمكن أن نتوصل لسلام اليوم، لا يوجد حل، ماذا يجب أن نفعل إذًا؟ يجب أن نقود خطوة مستقلة، خطة الحكم الذاتي على أساس خطة بيغن، فهي تزيد من الجدوى بالنسبة لإسرائيل: الحد الأقصى من مناطق السيادة الاسرائيلية مع الحد الأدنى من مناطق فلسطينية، أيضًا المراكز السكنية العربية الكبرة ستبقى مستقلة، سواء اقتصاديًا أو من ناحية الحركة، وهكذا نتغلب على المشكلة الاقتصادية. في النهاية، نحن نعيش وقتًا حاسمًا في ظل دعم أمريكي وأمام رفض فلسطيني عنيف. أنا سأقود هذه الخطوة في الكنيست واتمنى أن تنتهي بتشريعها.
ستاف شابير
على إسرائيل أن تحسم الأمر، لكن حكومات اليمين واليسار تفضل أن تنتظر، أن تماطل ولا تتخذ قرارات. على إسرائيل ان تعمل حسب مصالحها في كل لحظة، وذلك لخلق خط حدودي واضح بيننا وبين 5 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية. ليس هناك علاقة بين توسيع المستوطنات وبين أمن اسرائيل والعكس، أغلب قوات الجيش منشغلة بالحفاظ على الاستيطان بدلًا من تأمين الحدود وبناء قوة أمام حزب الله وحماس.
يجب أن تكون هناك ثلاثة خطوط متوازية للانفصال: مفاوضات، خلق حقائق في المنطقة بغض النظر عن الفلسطينيين، تغيير الوضع المدني في الضفة الغربية والذهاب للمبادرة العربية من أجل خلق تطبيع مع دول عربية معتدلة وتحسين الميزة الإسرائيلية أمام الفلسطينيين في المفاوضات.
اطلس للدراسات