القدس

مركز القدس للشؤون العامة – بقلم نداف شرغاي – 38 % فقط عرب … التركيبة السكانية المتغيرة في القدس الكتاب الإحصائي السنوي للقدس؟

مركز القدس للشؤون العامة –  بقلم نداف شرغاي  7/8/2020

يرصد الباحث الأول في مركز القدس للشؤون العامة، نداف شرغاي، التطورات الديموغرافية التي شهدتها مدينة القدس خلال الأعوام الأخيرة، استنادًا إلى الكتاب الإحصائي السنوي للقدس، الذي يصدر عن معهد القدس للأبحاث السياسية.

سكان القدس يبلغ ضعف سكان تل أبيب، ويصل إلى 919 ألف نسمة، من بينهم 62% من اليهود و38% من العرب. والقدس هي أكبر مدينة بها سكان يهود في إسرائيل، وأكبر عدد من السكان اليهود الأرثوذكس المتطرفين (ربع كل السكان اليهود الأرثوذكس المتطرفين في إسرائيل)، وأكبر عدد من السكان العرب (20% من كل العرب في إسرائيل).

التركيبة الديموغرافية في القدس ومعدلات الخصوبة

ويلفت الباحث، الذي وثَّق الصراع حول القدس على مدار 30 عامًا، إلى نمو السكان العرب بمعدل أسرع، ولكن منذ عام 2012 بدأ معدل المواليد بين السكان اليهود في القدس يزيد كثيرًا من معدل السكان العرب.

أما معدل الخصوبة (متوسط عدد الأطفال المتوقع أن تلدهم المرأة خلال حياتها) بالنسبة للنساء اليهوديات في القدس هو 4.4 مقابل 3.1 للنساء العربيات. ولا تزال الهجرة الصافية عند معدل سلبي (- 6 آلاف)، على الرغم من أن معدل الهجرة من القدس هو الأدنى منذ عام 2012. ويمثل الشباب 44% من المغادرين.

يعيش حوالي 220 ألف يهودي حاليًا في «القدس الشرقية»، التي تقع في الواقع إلى شمال وجنوب شرق وشرق الولاية القضائية القديمة للمدينة، في مناطق أُضيفت إلى المدينة عام 1967. وتمثل نسبة اليهود في هذه المناطق 39% من السكان هناك. غير أنه منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي، شهدت هذه المناطق انخفاضًا في نسبة اليهود، والتي كانت في عام 1996 تصل إلى 46% واليوم لا تتجاوز 39%.

ترد هذه البيانات والعديد من الاتجاهات الأخرى في تقرير «القدس: حقائق واتجاهات»، الذي نشره معهد القدس لأبحاث السياسة استعدادًا لـ«يوم القدس». وتستند البيانات إلى الكتاب الإحصائي السنوي للقدس، الذي ينشره المعهد سنويًا، ويحرره ميخال كوراخ والدكتورة مايا تشوشين. أما المعلومات المتضمنة في الورقة مستمدة من مصادر مختلفة، أهمها المكتب المركزي للإحصاء وبلدية القدس ومعهد التأمين الوطني.

سكان القدس ضعف سكان تل أبيب في عام 2018

في نهاية عام 2018، كان 919 ألفًا و400 شخص يعيشون في القدس، وهو ما يبلغ ضعف عدد سكان تل أبيب. وفي عام 2018، كان يعيش في المدينة 555 ألف و800 يهودي (62%) و349 ألفًا و600 عربي (38%)، 96% منهم مسلمون و4% مسيحيون.

ويلفت الباحث في مركز القدس نداف شراجاي إلى أن نسبة العرب إلى اليهود في المدينة تغيرت في عام 2019، حسبما هو معروف، فيما انخفضت نسبة اليهود إلى 61% (يهود) مقابل 39% (عرب).

في «الكتاب السنوي الإحصائي للقدس» الجديد، تعتمد بيانات سكان الأحياء العربية الشمالية الكبيرة خلف السياج الأمني (كفر عقب ومنطقة مخيم شعفاط للاجئين) على بيانات مكتب الإحصاء المركزي، الذي يدرج عدد سكان لا يزيدون عن 60 ألف نسمة.

غير أن معهد القدس للدراسات السياسية ووزارة شؤون القدس يقولان إن هذين الحيين يعيش بهما حوالي 140 ألفًا شخص، مما يصل بنسبة اليهود داخل حدود القدس الرسمية إلى 59% فقط، مقارنة مع 41% من العرب.

وتعد أحدث الأرقام صحيحة اعتبارًا من عام 2018. وهي تكشف أن القدس هي المدينة التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود في إسرائيل، وأكبر عدد من السكان الأرثوذكس المتطرفين، إضافة إلى أكبر عدد من السكان العرب.

الأرثوذكس المتطرفون يمثلون ربع سكان المدينة

ووفقا لتقدير للسكان أجراه المكتب المركزي للإحصاء، بلغ عدد الأرثوذكس المتطرفين في المدينة في عام 2018 حوالي 223 ألفًا و500 نسمة، ومثلوا حوالي الربع (24%) من جميع الأرثوذكس المتطرفين في إسرائيل.

وبالمقارنة، فإن عدد سكان بني براك – أكبر مدينة للأرثوذكس المتطرفين في إسرائيل – لا يزيد عن 198 ألفًا و800 نسمة. وعدد سكان بني براك أقل من مجموع كل السكان الأرثوذكس المتطرفين في القدس.

وعدد السكان العرب في القدس، كما ذكر المقال، يعد أكبر بكثير من السكان العرب في المدن الكبرى في إسرائيل؛ حيث يبلغ حوالي 350 ألف نسمة مقارنة بالناصرة (77 ألف نسمة) ورهط (69 ألف نسمة) وأم الفحم (55 ألف نسمة).

ويشير المقال إلى أن العنصر السكاني اليهودي في القدس متنوع ومعقد عما هوعليه في المدن الإسرائيلية. مستشهدًا بأحدث مسح اجتماعي أجراه المكتب المركزي للإحصاء بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 20 عامًا ويظهر أنه بين عامي 2016 – 2018، اعتبر 21% من اليهود في القدس أنفسهم علمانيين، و24% اعتبروا أنفسهم تقليديين (متدينين ومتدينين بدرجة أقل)، و20% متدينين، و36% من الأرثوذكس المتطرفين.

ويمثل سكان القدس حوالي 10% من سكان إسرائيل، ويشكل السكان اليهود فيها 8% من السكان اليهود في إسرائيل، ويشكل السكان العرب 20% من السكان العرب في إسرائيل.

النمو السكاني

خلال عام 2018، زاد عدد سكان القدس بنسبة 18 ألفّا و100 نسمة (وهي زيادة تمثل 2%). وزاد عدد السكان اليهود بنسبة 10 آلاف و100 نسمة (1.8%)، كما زاد عدد السكان العرب بنسبة 8 آلاف و100 نسمة (2.4%).

ويظهر فحص البيانات على مدار السنوات الخمس الماضية أن النسبة المئوية للنمو السكاني العربي تراوحت بين 2.4 إلى 2.7%، بينما تراوحت بين 1.5 – 2.2% بين السكان اليهود.

معدل المواليد

في عام 2018، ولد 25 ألفًا و200 طفل لسكان القدس. 16 ألفًا و500 (66%) ولدوا لعائلات يهودية و8 آلاف و600 طفل (34%) لعائلات عربية. وسكان القدس لديهم معدل مواليد مرتفع للغاية. في عام 2018، كان معدل المواليد في القدس 27.7 مولود لكل ألف من السكان، وهو أعلى مما كان عليه من المعدل في إسرائيل بصفة عامة حيث لم يتجاوز 20.8 مولود لكل ألف.

وكان معدل المواليد بين السكان اليهود في القدس 29.2 مولود لكل ألف نسمة وهو أعلى من معدل السكان العرب الذي بلغ 24.9. من ناحية أخرى كان معدل المواليد في أوساط السكان اليهود في إسرائيل بشكل عام، والذي بلغ (20.1)، أقل من معدل السكان العرب (23.3).

يتابع الباحث رصد الإحصائيات الديموجرافية قائلًا: على مدار سنوات عدة (1967-2011) كان معدل مواليد العرب في القدس أعلى منه لدى السكان اليهود، ولكن في عام 2012 تغير الاتجاه، وعلى مدار سبع سنوات، أصبح معدل مواليد السكان اليهود أعلى من معدل مواليد السكان العرب.
ويعود ذلك – بحسب المقال – إلى زيادة نسبة السكان المتدينين والأرثوذكس المتطرفين في المدينة، كما زادت نسبة خصوبتهم. ويرتبط انخفاض معدل المواليد بين السكان العرب إلى زيادة مستوى التعليم، وزيادة مشاركة النساء في قوة العمل.

في عام 2018، كان معدل الخصوبة العام (متوسط عدد الأطفال المتوقع أن تلدهم المرأة خلال حياتها) في القدس 3.9، وكان أعلى كثيرًا من معدل الخصوبة في إسرائيل (3.1) وتل أبيب (2) وحيفا (2.3).

وفي عام 2018، كان معدل الخصوبة الإجمالي للنساء اليهوديات في القدس 4.4، وهو أعلى من معدل الخصوبة العام بين النساء العربيات في القدس وهو 3.1. ويعود معدل الخصوبة المرتفع بين النساء اليهوديات بصفة رئيسة – بحسب الباحث – إلى معدل الخصوبة العام المرتفع نسبيًا بين النساء المتدينات والأرثوذكسيات المتطرفات.

الهجرة من إسرائيل وإليها

في عام 2018، انتقل 12 ألفًا و800 ساكن جديد إلى القدس من أماكن أخرى في البلاد، ولكن في الوقت نفسه، غادر 18 ألفًا و800 من سكان القدس. وهذا معناه – وفقًا للباحث – أن صافي تدفق الهجرة إلى القدس مقابل الهجرة منها كان سلبيا ويصل إلى ستة آلاف.

غير أن تدفق الهجرة إلى المدينة مقابل الهجرة منها في عام 2017 يعد مماثلًا. ففي هذين العامين، كانت الهجرة السلبية إلى المدينة هي أدنى معدل هجرة مسجل منذ عام 2008. وفي السنوات السابقة كان المعدل بالفعل عند مستوى 10 آلاف و9 آلاف بالسالب. والمهاجرون من القدس وإليها هم من اليهود في الأساس، إلى جانب أقلية (4%) من العرب.

ومن بين أولئك الذين غادروا، كان ما برز بشكل واضح هو نسبة الذين غادروا مدينة القدس لكي يستقروا في محيط القدس (39% أو 7 آلاف و400 شخص) والذين انتقلوا إلى ضواحي تل أبيب (36% أو 6 آلاف و800).

ويشير الباحث إلى هؤلاء الذين يغادرون هم من العلمانيين، ولكن هناك أيضًا العديد من المتدينين والأرثوذكس المتطرفين الذين يغادرون. وأحياء القدس التي فقدت أكبر عدد من السكان كانت هي: راموت ألون، وبسغات زئيف، وجيلو وجولاه، وميا شعاريم وكاتمون.

نظام التعليم في القدس

في العام الدراسي (2018 / 2019)، كان هناك ما يقارب 286 ألفًا و900 طالب في النظام التعليمي للقدس. وبلغ عدد الطلاب في نظام التعليم العبري 175 ألفًا و500، منهم 66 ألفًا و500 مسجلين في التعليم العام العلماني والديني، و110 آلاف في التعليم الأرثوذكسي المتطرف. وفي نظام التعليم العربي، كان هناك حوالي 110 آلاف و400 طالب، 93 ألفًا منهم في التعليم العام وحوالي 17 ألفًا و400 طالب في التعليم الخاص.

التعليم العالي

في العام (2018 / 2019)، درس 37 ألف طالب في مؤسسات التعليم العالي في القدس، وهو ما يمثل 16% من جميع الطلاب في إسرائيل. ودرس 53% من الطلاب في القدس في الجامعة العبرية، و32% في سبع كليات أكاديمية، و15% في أربع كليات للتعليم.

* نداف شرغاي صحافي ومعلق سابق في صحيفة «هآرتس»،

**نشر هذا المقال تحت عنوان :

Jerusalem’s Changing Demographics: An Overview from the Jerusalem Statistical Yearbook

الكاتب  Nadav Shragai

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى