أقلام وأراء

محمد قاروط ابو رحمه: قراءة في كتيب في العقل الحر والتفكير ومنهج العمل التنظيمي، جديد الاخ بكر أبو بكر

محمد قاروط ابو رحمه 29-11-2024: قراءة في كتيب في العقل الحر والتفكير ومنهج العمل التنظيمي، جديد الاخ بكر أبو بكر

عندما يضع بكر اصبعه على الجرح لا تكون اصبعه مجروحة. يروى ان رجلا اشتكى للطبيب وجعا في سائر انحاء جسمه، كان كلما وضع اصبعه على موضع من جسمه صرخ من الالم. لكن عندما يضع الطبيب يده على ذات الموضع لفحصه، لا يسمع الطبيب صراخ الرجل. بعد ساعة من الفحص، قال الطبيب للرجل: اصبعك مجروحة. الالم في اصبعك من الجرح، فكلما وضعته على موضع من جسمك، آلمك اصبعك من الجرح الذي في اصبعك.

عندما يضع بكر اصبعه، يضعه على جرح حقيقي، يؤلم باصبعه، لكن باصبعه يريد ان يوقف النزيف، ويصف الدواء ولا يفرضه.   

جديد الاخ بكر ابو بكر كتيب في العقل الحر والتفكير ومنهج العمل التنظيمي، هو اصبع لمواضع الخلل والجروح، واقتراحات لعلاجها.

 ولان بكر ابو بكر لا تكون الجرح في اصبعه، فانه يسهب حيث يجب ويوجز حيث يجب، مع الحفاظ على فكر النقد الاصيل القائم على النقد البناء، ووضع البدائل.

الكتيب من اصدار مركز الانطلاقة للدراسات، 2024، ويحتوي على سبعة عشر فقرة. 

مقدمة، العقل الانتهازي، لهيب وصلاة وروح، ( العضو) انتماء أصيل و( مساهمات) دائمة، بدون (مساهمات) تتراكم الطحالب، الإهمال التنظيمي آفة، الاستغلال والمنفعية والفردية في الإطار، مدرسة الليوث أم النمور؟، (ليزر) التنظيم، التنظيم الباهت ومظاهر العقلية اللانضالية، العقلية المنهجية، مناهج التفكير وحركة فتح، المنهج  الثوري التغييري المقاوم، والخاتمة

اسئلة الكتاب: طرح بكر في المقدمة اربعة اسئلة:

  • ما المشكلة الحقيقية التي تعصف بالتنظيمات السياسية الفلسطينية داخليا وبتنظيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح؟
  • وما هي العوامل التي تفاقم أو تهدئ من المشكلات في بطن التنظيم؟
  • وهل كل المشكلات بالتنظيم السياسي وتحديدا الحركة ذات طبيعة خارجية؟
  • أم لنا أن ننظر في ذاتنا أولا لنتحقق ونتقصى ونفحص ونشخّص فنصل للأسباب الحقيقية ونسعى معا لخوض الصراع لتجاوزها؟.

من اجل مزيدا من التركيز قدم بكر في هذا الاصدار اجابات على السؤال الرابع .

اشار الكاتب الى اتجهات ثلاثة في جروح التنظيم الداخلية وهي، إما بنيوية هيكلية، أو انتهازية ذاتية مصلحية، أومنهجية وادارية. وكعادته لم يغلق باب الراي والاجتهاد امام غيره لرؤية اتجاهات اخرى للنظر فيها. وقدم الاستعداد للتعاون مع غيره والاستفادة منه.

في الصفحة 10 قدم بكر عرضا عن المشكلة الفكرية-الثقافية. ثم انتقل الى: العقل الانتهازي ص10، واشار الى ان الوعي الوطني يقتضي من هذا العقل ان يتنازل عن: 1-انتهازيته، 2- ويقتضي منه التخلي عنها، 3- ويطلب منه النظر أبعد من أرنبه أنفه، 4- أو أبعد من مساحة مكتبه 5- ومستشاريه المرتمين على أقدامه، 6- وأبعد من أرجل كرسي السلطة الوثير. وينبهه الى ان المسرح يمتلئ بالممثلين وليس هو اللاعب الوحيد أو النجم الذي لا يمكن أن يعوض، لذا يرى بوجوده حصريا قصبة النجاة للآخرين وللتنظيم وللوطن، وما هو كذلك.

وفي الصفحة 11 تحت عنوان: لهيب وصلاة وريح حدد ثلاثة خصائص للعقلية الانتهازية، 1-عقلية مهيمنة 2- وعقلية استئثارية، 3- وعقلية مصلحة تفعل مفاعليها في ذات الشخص فينتكس. كما ان التنظيم السياسي التي تنتشر فيه، 1- الشخصيات 2- أو العقليات 3- أو المشاكل ذات الطبيعة الانتهازية. تنتج تنظيم 1- كالورقة في مهب الريح، 2- لا تثبت في مكان ولا تصمد على منهج أو فكرة أو استراتيجية، 3-  يتقافز بين الأفكار والمنهاج كالزئبق تماما حيث تتوه الخواص فيه ما بين الصلابة والسيولة، فتكون النتيجة الميوعة في الأفكار والمواقف والسياسات الى الدرجة التي تظهر فيها التناقضات والتضارب جليّة ص12.

وحدد النوع الثاني من المشاكل في التنظيم السياسي هي مشاكل بنيوية، وتحت عنوان: ( العضو) انتماء أصيل و ( مساهمات) حدد ان تلك المشاكل متعلقة بالأطر والهياكل، والبعد الانساني في التعامل بين الاعضاء.  (إن التنظيم التزام اخلاقي وعمل تطوعي)ص13.

وفي ص15 نقرا، بدون (مساهمات) تتراكم الطحالب، وهي بالرغبة الأكيدة بالعمل، ثم توفر القدرة والإمكانية والإرادة لدى هذا الشخص/العضو للعمل، وامتلاكه أو تخصيصه للوقت (وأحيانا كثيرة لجزء من ماله، أو روحه) فداء للوطن.

وتحت عنوان مدعوون على عرس أم مشاركون؟ يحدد اربعة صفات رئسة للعضو. 

1-روحا متأهبة للعضو، روحا خلاقة روحا إيجابية لا انتكاسية ولا سوداوية ولا تشاؤمية، كما تفترض.  2- سعيا حثيثا للأمام بالجهد المتواصل وتراكم العمل الفردي ضمن بوتقة الجماعة، كما تفترض. 3-عقلا خلاقا نشِطا لا يكل التفكير والتدبير، ويعي معنى الانتماء والالتزام وأهمية الابداع والانجاز، ويصر على دوره النظامي بالمشاركة (في الاجتماعات الدورية والممارسة الديمقراطية، وتثقيف الذات، والنقد والتقييم، والقيام بالنشاطات بقوة و بمحبة، وبالمراجعة الذاتية…).وفي كل ذلك فإن. 4-رباعية الاسهامات هذه هو أن يكون مرتبطا بالأخلاق الثورية، وبقيمنا العربية الاسلامية الحضارية بشقيها الاسلامي والمسيحي، وبقيمنا الثورية التي تحافظ على عنفوان الانطلاقة وحكمة النظر في الواقع ورغبة التصدي للعوائق،وخوض ]الصراع[ الرئيس ضد الاحتلال والعدوان أولا، وفي المجتمع ضد التخلف والجهالة.

الإهمال التنظيمي آفة، اهمال العضو يأتي من ذاته اولا، أو من مسؤوله، أو من سوء إدارة البنية التنظيمية (غالبا ما يقع ذلك من رأس الهرم)، ص17.

الاستغلال والمنفعية والفردية في الإطار:

          يحدد الكاتب ص 19 الأدوات الخمسة لمشاركة العضو بالإطار تتمثل:

  1. بالاجتماع الدوري للإطار وعبر محضر وخطة وبرنامج معروف،
  2. والتقرير الدوري عن النشاط، والمهمة (العمل الواجب) إذ لكل شخص مهمته ومسؤوله الواضح،
  3. والهيكل التنظيمي: إذ الكل منخرط ضمن الهيكل،
  4. وبناء ذاته والمحيط بالثقافة والتفكر والعطاء
  5. وحُسن الاتصالات بين الأعضاء والجماهير)

مدرسة الليوث أم النمور؟ الليوث تعيش جماعات لذلك يقرر الكاتب ان على الليوث (أعضاء التنظيم) ان يلتزموا بالخماسية التالية:

1-حضوره الدوري لاجتماعاته السياسية والتثقيفية والعملية

2-تقديمة لتقاريره عن أدائه ومهمته ومراجعاته وإبداعاته كلجنة وكمسئول لجنة في اطاره

3-بممارسته لدوره (حيث يكرس ويظهر ويثبت شخصيته وقدراته لأقرانه وللتنظيم) عبر المهمة الثابتة، والتكليف المؤقت، أي عبر العمل والنشاط المناط به

4-بنقده لذاته وسعيه الدؤوب لبناء ذاته فكريًا وثقافيًا وتطوير ذاته وشخصيته، وتمسكه بأهداب الفضائل والقيم وتطوير قدراته الروحية

5-وبوجوده أصلا ضمن إطار وباحترامه لإطاره وسرية ما يدور فيه وحسن تواصلة مع زملائه ومع الجماهير. ص19

(ليزر) التنظيم: القائد قدوة ومحفز.

التنظيم الباهت ومظاهر العقلية اللانضالية.

يكتب عن “استخدام” التنظيم كحشد ومناسبة وتحكم عقلية السلطان لا الانسان ما أفقدنا ديمومة التواصل التنظيمي. إن العقلية المتحكمة في كثير من القيادات هي عقلية الهوى والأنا وافتراضها امتلاك الحقيقة، كما ان هذه العقلية تقوم بمايلي: 1.       إسقاط الأدوار.2. تكريس نهج الاستبداد. 3. مخاطر السلطة مركزية. 4.عقلية الحكم والسلطان والبطانة وإسقاط الأدوار. 5. الترغيب والترهيب، أو المكافأة والعقاب على اساس الولاء للفرد وليس للفكرة.

العقلية المنهجية: القائد الرشيد الذي يُعلي من القيم، ويثبت المبادئ ويسير بين البدائل في حقل الزهور المتنوعة الألوان والروائح الزكية. ص26

مناهج التفكير و حركة فتح: إن المنهج الذي يجب أن يسود في حركة فتح هو المنهج الذي

يرتبط بالأهداف السياسية من جهة أوبالفكر السياسي، والبرنامج أولا، وبالاتجاه الاقتصادي،

ثم ثالثا بالرؤية المجتمعية في العلاقات ضمن الدولة القادمة. ورابعا في تحديد شكل العلاقات مع المحيط العربي، والاسلامي، وأيضًا مع الإسرائيلي، والعالم. أما خامسا فإن المنهج في التعامل داخل الإطار التنظيمي يجب أن ينبثق من أسس واضحة تدخل ضمن النظام ويتم تبينها ثم تطبيقها

ومنهج التعامل داخل الإطار هو الجزء الأهم والإخطر بالنسبة للعضو والعضوية والاتصالات الداخلية التي تمثل حياة التنظيم.

“العضوية لا الموقع كأولوية”،

        لا عضوية بلا إطار تنظيمي، ولا عضوية بلا مسؤولية واضحة، ولا عضو بلا مسؤول أبدا أو مرجعية نظامية، ولا عضو لا يعرف دوره أو عمله أو موضع مشاركته.

        ولا عضو بلا اشتراك مالي شهري في هذا الجهد التنظيمي الطوعي من حيث أن التنظيم (التزام أخلاقي وعمل تطوعي). إن العضوية في التنظيم السياسي بحد ذاتها أي ك”عضوية” هي مكسب وهي جائزة وهي مهمة وهي باب مفتوح للمشاركة، ومن هنا يأتي بذل الجهد طواعية والالتزام أخلاقيا ضمن شعارنا الذي لا يموت (إن التنظيم التزام اخلاقي وعمل تطوعي) وعليه فالعضوية ]مساهمات[ كثيرة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى