منوعات

محمد قاروط ابو رحمة: النضوج الوجداني والحماس

محمد قاروط ابو رحمة 3-11-2024: النضوج الوجداني والحماس

الحماس يعتمد على المشاعر والأحاسيس.

والانضباط الذاتي يعتمد على النضوج الوجداني.

الحماس يساعد الفرد على القيام بأمر صعب مرة واحدة.

النضوج الوجداني يجعل الفرد قادر على القيام بامور صعبة الف مرة.

والنضوج الوجداني انضباط ذاتي يعتمد التركيز والاستمرارية.

وبما أن الحماس يعتمد على المشاعر والاحاسيس فإن الفرد يتأثر بالأحداث التي تدور حوله، فإذا كان تفسيره للأحداث انها إيجابية فإن حماسه يكون بمقدار تاثره بما يدور حوله.

اما اذا كان تفسير الفرد المتحمس للأحداث سلبيا فإن طاقته ستتخفض ويتحول إلى فرد سلبي يبحث عن الأعذار لتبرير سلبيته.

اما الانضباط الذاتي والنضوج الوجداني فإنه يجعل الفرد قادرا على تقبل الأحداث الجيدة والسيئه ومهما كانت الظروف والأحداث التي تدور حوله فإنها لا تمنعه من التركيز على ما يجب أن يقوم به؛ وهو قادر على انجاز المهام لانه قادر على إعادة التركيز على الهدف والاستمرار بالعمل بالاتجاه الذي يوصله إلى الهدف.

المشاعر والأحاسيس أدوات الشغف والحماس ولا يجب التخلي عنهما، لكن لا يجب أيضا أن يقودا الفرد.
وحتى لا يقاد الفرد بحماسه او شغفه او الاثنين فانهما يجب أن يكونا تحت سيطرة النضوج الوجداني والانضباط الذاتي

قاد الحماس والشغف لتحقيق انجازات كبيرة وسريعة معظم تجارب الاحزاب والحركات الاسلاموية، والقومية واليسارية.

وبالحماس فهموا البيئة التي يناضل الشعب الفلسطيني فيها، وبالحماس ضلوا ولم يميزوا بين القوة المادية والقوة المعنوية والقوة الفكرية وقوة التخطيط وقوة العمل السياسي والدبلوماسي، وقوة النظام الدولي، وقوة فهم طبيعة وخصائص المشروع الغربي الصهيوني في بلادنا.

يعوز الاحزاب والحركات الإسلامية واليسارية النضوج الوجداني والانضباط الذاتي، ليتمكنوا من معرفة ان القوانين الإلهية وضعها الخالق لكل خلقه وليس لهم وحدهم.

فقانون الاعداد الالاهي للصراع الخشن يميز بين القوة غير المادية والقوة المادية، فإذا كان رباط الخيل تعبير عن القوة المادية فإن القوة الأولى التي سبقت القوة المادية تركت مفتوحة التعريف لتناسب كل زمان وظروفه.

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾
[ الأنفال: 60]. صدق الله العظيم

في هذا الزمان إضافة إلى ما ذكرنا سابقا من قوة غير مادية، الا يستحق التطور التكنولوجي والحرب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والانفتاح العالمي على المعلومات ان يؤخذ بالاعتبار.

الا يستحق وضع النظام العربي والإسلامي والدولي أن يؤخذ بعين الاعتبار.

الله ناصرنا حتما، لكن لنا في هزائم ما قبلنا عبرة، واول عبرة من معركة حنين

النضوج الوجداني والانضباط الذاتي ضرورة يجب أخذها بالاعتبار من الفرد حتى الدولة، ونخص التيارات والاحزاب اليسارية والحركات الإسلامية والاسلاموية

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى