محمد قاروط أبو رحمه: الاخ الرئيس واستيراتيجية الاقل ندما في اتخاذ القرارات
محمد قاروط أبو رحمه 5-12-2025: الاخ الرئيس واستيراتيجية الاقل ندما في اتخاذ القرارات
اتخاذ القرارات على أساس الأقل ندماً” هو أسلوب تفكير استراتيجي وعاطفي يهدف إلى تقليل الألم النفسي المستقبلي المرتبط بالاختيارات.
هذا المفهوم لا يعني البحث عن القرار “الأفضل” أو “الأكثر صحة” بشكل موضوعي، بل البحث عن القرار الذي يضمن لك الانتقال من ما انت فيه إلى النقطة التى تريد الوصول اليها.
بذلك يكون الاتجاه إلى حيث تريد الوصول اهم من الواقع الحالي على المدى الطويل.
استراتيجية الاقل ندما في اتخاذ القرارات تعمل في بيئة معقدة مثل البيئة النضالية التحررية الوطنية الفلسطينية.
فلسفة تجنب الندم المستقبلي:
الندم هو شعور سلبي قوي ينشأ عندما ننظر إلى الماضي ونعتقد أننا كان بإمكاننا التصرف بشكل أفضل. اتخاذ القرارات على أساس الأقل ندماً يعني أنك تتخذ قراراً اليوم يجعلك قادراً على النظر إلى نفسك في المستقبل بسلام، حتى لو لم تسر الأمور كما هو مخطط لها تماماً.
التركيز على “ماذا لو؟”: هذا المبدأ يجبرك على التفكير في سيناريوهات الندم المحتملة:
ندم الفعل: الندم على شيء قمت به وتتمنى لو لم تفعله.
ندم عدم الفعل: الندم على فرصة ضاعت أو طريق لم تسلكه (وهذا النوع من الندم هو الأكثر شيوعاً وألماً على المدى الطويل).
عند المقارنة، غالباً ما يكون الندم على الفرص الضائعة أشد قسوة من الندم على خطأ ارتكبته وأنت تحاول.
الشجاعة مقابل السلامة: هذا المفهوم غالباً ما يدفعك نحو اتخاذ قرارات شجاعة أو محفوفة بالمخاطر المدروسة. أنت تفضل أن تقول لنفسك في المستقبل: “لقد حاولت وفشلت”، بدلاً من أن تقول: “يا ليتني حاولت”.
التسامح مع الأخطاء وتجنب اللوم الذاتي:
اتخاذ قرار يقلل الندم لا يعني أنك لن تخطئ، بل يعني أنك عندما تخطئ، لن تلوم نفسك على “عدم المحاولة” أو “عدم التفكير العميق”. تكون قد قمت بالتحليل الكافي واستخدمت منهجية سليمة في اتخاذ القرار مما يقلل من حدة اللوم الذاتي لاحقاً.
منظور طويل المدى مقابل قصير المدى:
هذا الأسلوب يتطلب منك الابتعاد عن المكاسب اللحظية والتفكير في كيف ستشعر حيال هذا القرار بعد سنة، خمس سنوات عشر سنوات أو في نهاية حياتك.
هو تطبيق لمقولة “الاتجاه أهم من الواقع الحالي”، لأنك تركز على الاتجاه الذي يضمن لك نتائج وراحة البال المستقبلية.
مثال تطبيقي:
دراسة الخيارات المتاحة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وحرب الخليج الاولى كان اتخاذ قرار المضي بإعلان الاعتراف المتبادل واعلان المبادئ أوسلو الاقل ندما.
لقد اثبتت التجربة أن استراتيجية اتخاذ القرارات على اساس الاقل ندما في البيئة الفلسطينية المعقدة؛ وفي بيئة دولية تتسم بعدم اليقين هي استراتيجية صحيحة.
الخلاصة:
اتخاذ القرارات على أساس “الأقل ندماً” هو منهجية لضمان ديمومة النضال الوطني واستكشاف افاق جديدة.
هذا بالاضافة ان اتخاذ قرارات على اساس الاقل ندما يساهم في استقرار السلام النفسي والراحة العاطفية المستقبلية، عبر الموازنة بين المخاطر والفرص مع وضع مشاعر الندم المحتملة في الاعتبار كنقطة تركيز رئيسية.
السلام الداخلي والاستقرار النفسي والراحة العاطفية شروط ضرورية لاستمرار النضال الوطني الفلسطيني التحرري حتى النصر>



