أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب – 2021 انتخابات مصيرية

محمد سلامة – 21/3/2021

رئيس جهاز الشاباك نداف ارغمان التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وحذره من قائمة مشتركة مع حماس ومن تشكيل حكومة وحدة وطنية معها، وتردد أن مسؤول أمريكي رفيع نقل نفس الرسالة إليه،وبما يعني أن تبقى غزة على حالها وبقيادة حماس وأخواتها، وأن تبقى الضفة الغربية المحتلة على حالها وتحت قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله.

نداف تطرق بصورة واضحة إلى أن غزة يجب أن تبقى ضمن سياقها الراهن، وأن اللعب في ساحتها من ضمن مهام دولته،والنقطة الأكثر إثارة أن ما يسمى تيار الإصلاح داخل حركة فتح برئاسة محمد دحلان سوف ينافس بقوة في غزة، وأن مقاطعة حركات سياسية للانتخابات سوف يضع فتح دحلان وحماس في الواجهة، وأن الدعم الإقليمي والدولي سيكون ضمن أدبيات الرباعية الدولية وأولها اشتراط الإعتراف بإسرائيل،وهذا يخفف مننفود وسيطرة السلطة على جناحي الوطن المنقسمين منذ 2007م.

الرئيس عباس وكما هو معروف عنه، لا يتجاوب مع دعوات نداف وغيره،ويحتكم إلى قرارات وطنية مرتبطة بقيادات تمرست على مقارعة الإحتلال الإسرائيلي،وإسقاط اجنداته، وحتى إذا اتجه لتشكيل قائمة متحالفة مع فصائل أخرى غير حماس فإنه، سوف لن يقبل أن تكون الإنتخابات الرئاسية والتشريعية وبعدها البلدية لتثبيت الإنفصال بين غزة والضفة الغربية، رغم أن سياسات حماس تخالفه وربما تلعب في الساحة الخلفية لفتح (أي مع تيار فتح الإصلاحي) وبكل الأحوال فإنه رفض فكرة إلغاء الإنتخابات أو تأجيلها، وأنه عازم على تجديد شرعية مؤسسات السلطة الفلسطينية وعلى إظهار مدى قوة حركة فتح في الساحة السياسية والحزبية الفلسطينية.

الضفة الغربية تحت السيطرة بكل تفاصيلها، وغزة خارج السيطرة، وهنا مكمن اللعب والتلاعب في صورة السلطة الفلسطينية ومدى تأثيرها علىالساحة الغزاوية، وسواء لعبت الشاباك مع حركات انفصالية أو حاولت إضعاف حماس وأخواتها، فإن دوامة جديدة من العنف سوف تبدأ، فلا يمكن قبول أن تعود السلطة لتفرض سيطرتها على المعابر مع مصر وأن تعاود حكم غزة، وأن ينتهي الانقسام بتصريحات من حماس او غيرها، ولهذا فإن إسرائيل تريد إنتخابات تعزز الإنفصال، وتتوافق حماس وأخواتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع هذا الطرح، وأبعد من ذلك ترى ضرورة أن يمتد تغلغلها في الضفة الغربية.

واشنطن لا تتحرك في الساحة السياسية الفلسطينية إلا من خلال البوابة الإسرائيلية والتعويل عليها كثيرا، ليس في محله، وربما ان رسائل إدارة بايدن اتسمت بالتهدئة وقبول إستئناف المساعدات،وعدم التطرق لصفقة القرن، وأبعد من هذا، لا بد أن تتوافق قيادة السلطة الفلسطينية الجديدة مع قيادة إسرائيل الجديدة رغم أن استطلاعات الرأى ترجح إنتخابات خامسة قبل نهاية العام،بسبب التقارب الكبير بين معسكر نتنياهو وخصومه على الساحة.

إنتخابات 2021م، حاسمة وتاريخية، حاسمة لجهة تحديد مصير السلطة الفلسطينية وعلاقات فتح مع الفصائل المناوئة لها، وتاريخية كونها قد لا تتكرر بهذه الصورة مستقبلا، فما بعدها سوف تتشكل على الأرض القوى الحاكمة في غزة والضفة الغربية ولسنوات مقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى