أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب جبل صبيح

بقلم محمد سلامة ١-٧-٢٠٢١م

جبل صبيح..حوله أهالي بيتا جنوب نابلس إلى ظاهرة لمقاومة بؤرة استيطاتية جديدة من خلال الارباك الليلي والمقاومة الشعبية مما حدا بمجلس المستوطنات إلى قبوله إخلاء بركسات المتطرفين الصهاينة، ودفع بحكومة الاحتلال إلى التفكير في إزالة البؤرة نهائيا.

الارباك الليلي للنشطاء من أهالي بيتا والقرى المجاورة لها يتم بعد صلاة العشاء حيث يباشر هؤلاء بالاقتراب لمسافة من قمة الجبل ويباشرون بإطلاق بالونات إضاءة وأخرى حارقة، ورشق السيارات المارة إلى البؤرة الاستيطانية بالحجارة،وتعكير الأجواء على المتطرفين الصهاينة ومنعهم من الحصول على الراحة والنوم، وكانت المواجهات أحيانا تمتد حتى ساعات الفجر الأولى، فقد حاول المستوطنون التصدي للنشطاء الشباب واخافتهم بإطلاق الرصاص عليهم تارة وتهديدهم تارة بالقتل تارة أخرى، لكن صمود وصلابة النشطاء واصرارهم على الارباك الليلي ومنع أي متطرف من النوم على جبل صبيح دفعهم إلى طلب استقدام جنود صهاينة.

الارباك الليلي تواصل ما بين النشطاء الذين ازداد عددهم يوما بعد يوم، فيما رفض بعض المتطرفين فكرة استمرار المواجهات، خاصة أن جنود الجيش الاسرائيلي كانوا على قناعة بأن حراسة ثلاثة أو أربعة عائلات في البؤرة الاستيطانية أمر غير ممكن الاستمرار به لفترة طويلة، كما أن مجلس المستوطنات لم يتمكن حتى اللحظة من إقناع المتطرفين الصهاينة بالبيت ليلا فوق الجبل والتصدي للنشطاء يوميا، وهكذا تفاعلت الأصوات الشعبية لزيادة الحراك في النهار وإبقاء الصهاينه والجنود في حالة استنفار ومواجهة دائمة لحين اجبارهم على الإخلاء الكامل عن أراضي بيتا في صبيح.

أحد جنرالات الجيش الاسرائيلي حاول الضحك على ذكون أهالي بيتا بطلب لقائهم، وعندما فشل عدة مرات أوصل رسالته إلى قيادات النشطاء بأن هناك قرارا باخلاء البؤرة الاستيطانية وإزالة البركسات من على جبل صبيح شريطة وقف عمليات الارباك الليلي ووقف المواجهات في النهار..لكن جميع النشطاء رفضوا فكرة منحهم فرصة أكثر من ثلاثة أيام للمغادرة، وبين أخذ ورد واصلت لجان النشطاء تصديها للمتطرفين ولعناصر الجيش الاسرائيلي ممن أصروا على البقاء لحماية المستوطنين، وما زالت الواسطات حتى أليوم متواصلة دون نتيجة.

إصرار النشطاء على إزالة البؤرة الاستيطانية ورحيل العائلات الثلاث وراء فشل جميع الجهود بين الطرفين والمحصلة أن مجلس المستوطنات اضطر إلى مخاطبة حكومته للتدخل مما دفع بالمستشار القضائي إلى التوصية بإزالة البؤرة الاستيطانية، ويبدو أن الأمور باتجاه فشل المتطرفين في إقامة مشروعهم الاستيطاني .

جبل صبيح..بات عنوانا للمقاومة الشعبية، وبات النشطاء على قناعة تامة بأن إبقاء المواجهات مفتوحة سوف توصلهم إلى الهدف الأسمى باجبار الصهاينة المتطرفين على إخلاء البؤرة الاستيطانية سواء بشكل طوعي أو بتدخل حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي تماطل في تنفيذ أوامر إزالة بركسات المستوطنين حتى اللحظة، رغم التأييد لأعضاء وقيادات بارزة في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى