أقلام وأراء

محمد سلامة يكتب – إسرائيل ثانية..هل تنشأ ؟!

بقلم محمد سلامة

لأول مرة تكشف هيئة ما يسمى أراضي إسرائيل وجود (220) ألف مستوطن بالقدس الشرقية، ونصف مليون مستوطن في الضفة الغربية، وهذا الرقم يعادل ربع السكان الفلسطينيين ،بما يعني أن جيش الاستيطان اوقف إقامة دولة فلسطينية،ويواصل تمدده في كل الأراضي المحتلة ..والسؤال..لماذا الان؟!. 

قبل أيام أعلن مجلس المستوطنات إقامة (1257) وحدة استيطانية جديدة في جفعات هيتمس قرب القدس الشرقية،وقد رصدت وفود أوروبية هذا التمدد السرطاني، مما حدا برئيس بلدية الإحتلال رايه كينغ إلى طردهم ووصفهم بالمنافقين ومعادي السامية،وقد أدانت فرنسا هذه الإجراءات كما الأوروبيين لكن الصلف الصهيوني لا يأبه كثيرا بمواقف أوروبا. 

غول الاستيطان ليس في عدد المستوطنين ولا في البناء بل في أن جميع هؤلاء مسلحين وجنود مدربين على الحروب،وهناك أحاديث منقولة عن اجتماعات سرية وعلنية تطالب بانشاء سلطة يهودية لهم في الضفة الغربية  على غرار السلطة الفلسطينية، وان حكومة نتنياهو ما زالت بعيدة عن هذه الأصوات لكنها لا تمانع بها وتسعى إلى قبول إتفاق ثلاثي إسرائيلي فلسطيني مع مجلس المستوطنات. 

مجالس المستوطنات في الضفة والقدس، تطبق القانون الإسرائيلي على اليهود فقط فيها وتطبق قوانين العمل الاردنية على العمال والأجانب العاملين فيها، كما أن المحاكم الفلسطينية ممنوعة من النظر في الخلافات بين مجالس المستوطنات وبين العاملين فيها،وهناك هبة مالية شهرية  مجزية لكل يهودي يعيش في المستوطنات ،وما يمكن استنتاجه أن اليمين المتطرف في مجالس المستوطنات يريد سلطة مستقلة عن إسرائيل وعن السلطة الفلسطينية، وان يكون معترف بها دوليا وتمارس عملها دون تدخلات خارجية وهناك أصوات ترى فيه حلا بحيث تبقى إسرائيل العلمانية ضمن حدودها الدولية المعترف بها وأن يصار إلى إنشاء دولة يهودية ثانية للمتشددين في الضفة الغربية  .

كبير المفاوضين في منظمة التحرير الفلسطينية الراحل د.صائب عريقات رفض طرح هذا الموضوع، وأصر على اخضاعهم (أي المستوطنين) لقوانين السلطة الفلسطينية (الدولة الفلسطينية)، وهذا ما رفضه مجلس المستوطنات واليمين المتشدد في حكومة نتنياهو. 

إسرائيل تريد أحد أمرين من المستوطنات في الضفة الغربية، أولهما أن يصار إلى ضم جميع المستوطنات إليها وفق ما يسمى صفقة القرن أو أن يصار إلى تسليم الفلسطينيين بالأمر الواقع وان يقبلوا بسلطة مستوطنات على غرار سلطتهم وأن يتقاسموا معها الارض والموارد الطبيعية وان يتم اقتسام القدس الشرقية بينهما، وغير ذلك لا يمكن النظر إليه نهائيا. 

السلطة الفلسطينية تدرك هذه الحقيقة وتصر  على إخضاع من يرغب من المستوطنين في الضفة إليها ومن لا يرغب يغادر إلى إسرائيل ولا تمانع في منحهم هوية فلسطينية،وتطبيق قوانينها عليهم أسوة بالعرب، لكن ما يتحرك خارج هذا الإطار هو اليمين المتطرف في مجلس المستوطنات وقيادات نافذة في حكومة نتنياهو، ولعل تسريب الإجتماعات إلى الصحافة العبرية هدفه استباق وصول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى السلطة وقطع الطريق على أي ضغوط أمريكية لحل الدولتين. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى