أقلام وأراء

محمد خروب يكتب – هل تتفكك «القائِمة المُشترَكة» ؟ اسألوا «الحركة الإسلاميَّة»!

بقلم  محمد خروب 28/11/2020

وصلت الأزمة الخطيرة التي عانتها «القائمة العربية المشترَكة» في الكنيست ذروتها مُؤخراً، بعد «الطعنة» التي وجهها لها النائب منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة (قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية) عبر حديث استفزازي أدلى به لقناة المُستوطنين التلفزيونية والمؤيدة لنتانياهو (القناة 20) حيث قال: إن استمرار القائمة المُشترَكة «مشروط» باتباع النهج الذي يُمثِّله، مُعتبرا كما جاء في وسائل إعلام الداخل الفلسطيني:إن القائمة تفقد مُبرّر وجودها «إذا ما كرّرت نفس الأخطاء والمواقف».



وإذ نجح فلسطينيو الداخل في اجتراح مُعجزة «القائمة المشتركة» بعد طول صراعات وانقسامات استفادت منها الأحزاب الصهيونية.. يسارها ويمينها المُتطرّف (ضمنها الليكود والأحزاب الفاشية) طوال سنوات ما بعد النكبة، على نحو استطاع «العقلاء» منهم جَمعَ اليساري والقومي والإسلامي والوسطي, على برنامج مُشترك في حدوده الدنيا, بعيداً عن لغة التخوين والتطرّف, ما أَهّلَ القائمة الحصول على «15» مقعداً في انتخابات الكنيست الأخيرة, وكانت مُرشّحة حتى ما قبل الأزمة التي افتعلها…منصور عباس, للحصول على «16» مقعداً وفق الاستطلاعات, فإن مغازلة عباس لليكود في جلسة للكنيست ترأسها هو بحكم موقعه كـ «نائب للرئيس», خُصِّصت للتصويت على تشكيل لجنة للتحقيق في صفقة الغواصات الألمانية, تدور حولها شبهات بحصول نتانياهو على عمولات له ولمقربين منه، وقد صوت حضور الجلسة بالأغلبية لصالح تشكيل لجنة كهذه، ما لبث رئيس الكنيست ياريف ليفين بحجة وجود أعضاء في بهو الكنيست لم تتم دعوتهم, أن نجح «ياريف وعباس» في قلب النتيجة لصالح نتانياهو, عبر إحباط الاقتراح.

لم يكتفِ عباس بذلك بل ترأّس جلسة شارك فيها نتانياهو مداولات لجنة الكنيست الخاصة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي, بدت كمحاولة من نتانياهو الذي لا يحضر جلسات هذه اللجنة لوجود النواب العرب, بهدف تشجيع عباس ودفعه للانشقاق عن القائمة المُشتركة.

المُشترَكة فقدت في الاستطلاعات الأخيرة ونتيجة موقف منصور عباس, دعم شريحة من فلسطينيي الداخل على نحو لم تمنحها تلك الاستطلاعات سوى 11-12مقعداً. ما يعني ان ما اعتبر إنجازاً تاريخياً لفلسطينيي الداخل آخذ في التبدّد, بسبب شطط هذه الحركة, التي يتوقّع صهيوني متطرف مثل افيغدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا», أن يقوم نتانياهو بتوزير منصور عباس في أي حكومة يُشكِّلها لاحقاً, أو أن يقوم بتخفيض نسبة الحسم الحالية (25ر3%) من أجل تشجيع قائمة عباس على الانشقاق (انشقّت عملياً) عن القائمة المشتركة.



في السطر الأخير: رفَضّ عباس الإجابة بالنفي أو الإيجاب عن سؤال بإمكانية التوصية على نتانياهو مُرشحاً لتشكيل الحكومة قائلاً: كل عرض يُطرَح على الطاولة سنناقشه ونفحصه»..أمَّا عن علاقته بنتانياهو فقد اعترف بأنه «تجاوَزَ خطوطاً اعتاد النواب العرب والأحزاب العربية وضعها في الزاوية، أو أن – تابَعَ – النواب العرب في جيب أَحدِهم من معسكر اليسار, وأنا (أضافَ) قلت كفى لهذا النهج..نحن لسنا يمينا أو يساراً».



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى