ترجمات عبرية

مارتن شيرمن يكتب – تشخيص العدو كعدو – ليس “عنصرية”

بقلم: مارتن شيرمن، اسرائيل اليوم 26/7/2018

احدى الاكاذيب الاكثر انتشارا وانكشافا هي ان دفاع اسرائيل عن نفسها في وجه النشاط العربي المعادي – الذي يستهدف قتل اليهود بصفتهم يهودا – ليس سوى عنصريا. يكمن اساس الاتهام في أن الوسائل القسرية اللازمة لهذا الدفاع عن النفس تستخدم بشكل مختلف (وبالتالي، كما زعم، تمييزية) تجاه العرب الفلسطينيي مقارنة باليهود الاسرائيليين.

على المستوى المبدئي، فان الادعاء بان اعمال الاحباط التي تقوم بها جماعة معينة ضد محاولات جماعة كدية للمس بها او باعضائها، مصابة، بمجرد طبيعتها، بعداء جماعي مرفوض، هو ادعاء مدحوض – فكريا، أخلاقيا وعمليا. أما على المستوى الاسرائيلي – الفلسطيني، فهو مدحوض باضعاف.

فبعد كل شيء، فان مطالبة كيان تنظيمي ما التصرف ككيان خصم – يوجد معه في مواجهة عنيفة – بالضبط كما يتصرف تجاه اعضائه، ليس فقط مطالبة غير عقلانية على نحو ظاهر، بل ايضا مطالبة غير اخلاقية على نحو ظاهر. فهي تنطوي في داخلها ايضا على طلب الغاء، او على الاقل التآكل الشديد لحق الدفاع عن النفس، الحق في الدفاع عن سلامة الكيان نفسه كمجموعة، وعلى سلامة اعضائه كافراد.

بقدر ما هو معروف لي، ليس لنظرية الحكم الديمقراطي قول، يرفض امكانية وجود عداء تجاه الدولة الديمقراطية – حتى لو كانت عديمة الميول العنصرية. كما انه لا يوجد قرار يرفض امكانية ان يكون مصدر ذاك العداء من كيان هويته العرقية تختلف عن كيان معظم مواطني الديمقراطية. فكيف يمكن إذن الادعاء بالعلة في قواعد السلوك الاخلاقي للديمقراطية حين تشخص عدوا كعدو وتتعاطى معه هكذا؟

عندما تطرح الاسئلة على هذا النحو، فان الاجوبة الناشئة تبدو بسيطة، تكاد تكون مفهومة من تلقاء ذاتها. ولكن، لشدة الاسف ليس هكذا هو الحال، عند الحديث عن اسرائيل – ولا سيما بالنسبة للمواجهة مع الفلسطينيين.

في هذه المواجهة، تقف اسرائيل الديمقراطية امام خصم مرير لا يساوم، ذي تطلع جماعي شديد للمس بها وبمواطنيها، تطلع هو عمليا سبب وجوده. وبالمناسبة، في تصريحات زعمائه، في وثائقه الاساسية وفي سلوك نشطائه، فان هذا الجمع الفلسطيني يعرف نفسه، بشكل لا يقبل التفسير بوجهين، كعدو.

وبالتالي، لا يمكن التوقع من اسرائيل أن توازي بين الوسائل لافشال الاعمال العدائية للعدو، ردعها ومعاقبتها – بالوسائل التي تستخدمها ضد مواطنيها، عديمي ذاك العداء. هذا هو السياق الذي ينبغي فيه أن نرى سلسلة الوسائل المستخدمة ضد من ينتمون الى الجماعة الفلسطينية، ولكن ليس ضد مواطني اسرائيل، مثلا: تقييد السفر في طرق معين، فحوصات امنية في الحواجز، اعتقالات ادارية، هدم منازل واجتياحات في الفجر للمساكن الى جانب تقليص الحريات الاخرى.

ان استخدام هذه الاجراءات القسرية لا يكمن في عقيدة التفوق العنصري، بل في اعتبارات امن مواطني اسرائيل، نتاج سنوات كثيرة التجربة المريرة من القتل والدمار. يمكن بالطبع الاختلاف حول حكمة، نجاعة وضرورة كل واحدة من هذه الوسائل او حتى كلها، ولكن ليس حول السبب الذي يقف خلف استخدامها. دون أي ظل من الشك، هذا عداء عربي وليس عرقية عربية.

تحسن اسرائيل صنعا، إذن، اذا ما اوضحت لمنتقديها الحقيقة البسيطة التي نسيت او اخفيت: تشخيص العدو كعدو ليس عنصريا بل املاء من العقل السليم ونزعة البقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى