ماتي توخفيلد / الاستعداد لمعركة الكل ضد الكل
اسرائيل اليوم – بقلم ماتي توخفيلد – 14/10/2018
دورة الكنيست الشتوية، التي تبدأ غدا، ستكون بلا ريب الدورة الاخيرة للكنيست الحالية – فيما أن السؤال الوحيد الذي سيطرح في ايامها الاولى هو في أي مرحلة ستحل الكنيست وتعلن عن الانتخابات. في هذه الاثناء يبدو أن الاحزاب لا تستعد لبدء الدورة، بل لمعركة الكل ضد الكل المرتقبة لها في الاشهر القريبة القادمة.
يعرف الناس كيف يدخلون في معركة انتخابية ولكنهم لن يعرفوا أبدا كيف يخرجون منها، هكذا تقول العبارة السياسية الممجوجة. وبشكل عام تحدد الاحزاب المختلفة جدول الاعمال الذي تعتقد أنه سيخدمها بأفضل شكل، ولكن الامور في الغالب تخرج عن سيطرتها في اثناء الحملة الطويلة، التي تستمر لثلاثة اشهر ونصف.
يدخل الليكود الحملة الانتخابية في حالة المنتصر وكمن سيشكل الحكومة التالية ايضا، اذا لم يتشوش أي شيء بالطبع. بهذا المفهوم، فان الحملة الانتخابية الحالية تشبه تلك التي كانت في 2013، والتي كان واضحا فيها للجميع أن نتنياهو سيكون رئيس الوزراء القادم.
حملة انتخابات كهذه، لشدة العبث، ليست جيدة لليكود، إذ أن هذه حملة انتخابات تدخل الجميع في حالة من عدم الاكتراث. في مثل هذه الحالة، فان احزاب اليمين، مثلما هي القوى السياسية المختلفة مثل اورلي ليفي أو بني غانتس، كفيلة بأن تقضم من الحزب الحاكم دون رحمة. في الانتخابات السابقة نجح نتنياهو في خلق توتر واثارة الانطباع بأن اليمين يوشك على فقدان الحكم، ولكن عندما تكون الفجوة بين الليكود وباقي الاحزاب كبيرة بهذا القدر، من الصعب خلق هذا التوتر. وعليه، فسيتعين على نتنياهو أن يدير الحملة باسلوب مختلف وأن يعيد عمليا اختراع نفسه كي يمنع تسرب الاصوات.
بالنسبة لنفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان وآريه درعي – فان مثل هذا النوع من الحملات الانتخابية هو بالذات السيناريو المرغوب فيه جدا. في المرة الماضية تعرض جميعهم لضربة مع انتقال الاصوات المكثف في آخر ايام الحملة منهم الى الليكود، مما نبع من قلق الناخبين من فقدان حكم اليمين، أما هذه المرة فحكم اليمين مضمون ومصوتوهم يعودون اليهم.
وعليه، فان المناوشة الاخيرة في داخل اليمين هي بين ليبرمان وبينيت، وليس بينهما وبين نتنياهو. كلاهما يفهمان بأنه في موضوع الأمن يوجد لنتنياهو تفوق – رغم الوضع في غزة وفي ساحات اخرى. ليبرمان يبث خطا يبدو ظاهرا معتدلا ومسؤولا اكثر، بينما بينيت اكثر كفاحية، حيث أن كلا منهما يتوجه الى نوع آخر من المصوتين في داخل الليكود بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن منهم ليعودوا من الليكود الى الاحزاب الاخرى الدائرة في فلكه في اليمين.
أما كحلون فيأمل بأن يحافظ على مكانته الحالية، ولكنه يعرف بأن هذه المرة لن يكون الامر سهلا. فليست اورلي ليفي فقط تنفخ في قذالته، بل وايضا تستهدف تماما الهدف ذاته الذي يستهدفه هو – حقيبة المالية. في نهاية المطاف واحد منهما فقط يمكنه أن يقطف الحقيبة المنشودة، وسيكون هذا من يجلب أكبر عدد من المقاعد.
وماذا في اليسار؟ هناك اللعبة مختلفة تماما. فبلا ارتباطات اللحظة الاخيرة ستواصل كل الاحزاب، من لبيد، عبر العمل وحتى غانتس، المراوحة مع سلسلة احزاب متوسطة لا يعرض أي منها للخطر حكومة اليمين. فضلا عن ذلك، كل واحد منها يمكنه أن يشكل ورقة مساومة عند تشكيل نتنياهو للحكومة. وبالتالي، التقدير هو أنه في اللحظة الاخيرة سيكون هذا الارتباط، فيما أن معظم الاحتمالات هي أن نرى غانتس يرتبط بغباي. مثل هذه الخطوة كفيلة بأن تعيد الى الحياة معركة الرأس بالرأس لليمين واليسار، مثلما في انتخابات 2015، فتغير قواعد اللعب.