ترجمات عبرية

مئير عوزيئيل / لنغير (حقا) قواعد اللعب

معاريف – بقلم  مئير عوزيئيل – 21/6/2018

في كيبوتس ناحل عوز هناك محل لبيع الاغراض المستعملة وشعاره هو “على مسافة ثانية من غزة”. نعم، يدور الحديث عن بلدة اخرى تقاس فيها مسافة الركض نحو الغرفة الامنية بالثواني.

لم يجلب فك الارتباط واعادة الارض الهدوء الى المنطقة ولم يجعلها سنغافورة. العكس هو الصحيح، دولة اسرائيل تفرش منذئذ يديها الى الجانبين في حالة حرج وتسأل: “ما الذي يمكننا ان نفعله؟”.

في الكيبوتسات وفي البلدات التي تغلف المنطقة التي فكينا ارتباطنا بها، يوجد اناس نوعيون وذوو حصانة نفسية. حتى لو تفجرت القذائف على العشب امام غرفة الطعام او روضة الاطفال، فانهم يتجلدون ويواصلون.

امس، صدر بيان كهذا لاعضاء كيبوتس ناحل عوز: “ابتداء من الساعة 18:00 نواصل مشاهدة مباريات المونديال في النادي. هامبورغر، بيتسا، بيرة باردة، الكثير من المزاج الرائق والكثير من اهداف الكرة!”.

لست واثقا من أن سكان تل أبيب كانوا سيردون بصورة مشابهة. وكما هو معروف، ينضم كل الوقت ايضا اعضاء جدد الى كيبوتسات وبلدات المنطقة. مثل هذه التهنئة صدرت امس فقط في ناحل عوز: “مبروك لاعضاء الكيبوتس الجدد تهيلا، شموئيل، ايرام وارتال رحاميم، شارونا وران اوسلوشني! نتمنى لكم الخير والنجاح، نتمنى لكم سنوات طويلة وممتعة في الكيبوتس!”.

نحن ايضا نتمنى لهم سنوات ممتعة في الكيبوتس، ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك عندما تطير الصواريخ، تحفر الانفاق، يتطاير لهيب النار لاشعال الارض. وكل شيء سيء وشرير لم نفكر فيه يأتي من جهة غزة.

ان التزام اسرائيل هو للدفاع عن سكان هذه المنطقة المشتعلة والسماح بتفاؤلهم ان يواصل البناء  لبلدات مزدهرة لنا ولهم. ولكن لا يبدو ان اسرائيل تنفذ هذا التعهد. فكل واحد يعرف انه في كل لحظة معينة قد يأتي نبأ عن مقتل رضع في حضانة، او اصابة اناس ما في بيتهم في انفجار او في حريق.

هناك ما يمكن عمله، ولا اقصد الثرثرة عن تحسين مستوى المعيشة في قطاع غزة. فمن السذاجة التفكير في ان هذا سيغير أي شيء ايجابا (وربما سلبا). من الصعب علي ان افهم ايضا لماذا يعتقد أحد ما بانهم يحتاجون منا ان نرفع لهم مستوى المعيشة. افلا يمكنهم أن يرفعوا لانفسهم مستوى معيشتهم اذا ما ارادوا فقط؟

في كل الاحوال، هناك شيء ما لم نفعله بعد، والحرب التي أعلنها سكان قطاع غزة علينا، تعطي لنا فرصة لان نفعله: أحد الامور المنطقية في هذه اللحظة هو أن نستعيد لانفسنا القسم الشمالي من قطاع غزة، القسم المقابل لنتيف هعسرا، والذي كانت فيه ثلاث مستوطنات رائعة. فقد بقيت فارغة، ليس فيها سكان، بل مجرد مواقع للتخريب.

منظمات الارهاب في غزة، التي تطلق علينا الصواريخ، تدعي بان اسرائيل تغير قواعد اللعب. وبالفعل، سنغير حقا قواعد اللعب ونظهر ان بوسعنا أن نعود الى الارض التي خرجنا منها. نظهر ان الانسحاب والاستسلام ليسا غير قابلين للتراجع. علينا ليس فقط ان نرد على النار بالمثل، بل أن نستجيب ايضا بان نبني البلدات التي هجرت. فبناء منازل جميلة هو بالتأكيد اكثر ايجابية من اجتياح آخر لطائرات سلاح الجو على قواعد المخربين.

في هذه اللحظة لا يوجد احتمال في أن يحصل مثل هذا الامر، لان ميل حكومة اسرائيل هو الا تفعل، بل أن تمرر يوم آخر وتطفيء حرائق (وهذا التعبير اللغوي اصبح فعلا يوميا حقيقيا). تجرى في البلاد الان حملة عسكرية للجيش الاسرائيلي لاستعادة العتاد. فلا تتفاجأوا اذا ما وصلت ذات يوم الى منصة اعادة العتاد العسكري سرية من الجيش الاسرائيلي فاعادت كل عتادها، بدعوى أنها لا تستخدمه على أي حال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى