ترجمات عبرية

مئير عوزيئيل / حماس نجحت في تشويشنا

معاريف – بقلم  مئير عوزيئيل  – 20/8/2018

شاب أعرفه جيدا تساءل في الفيسبوك: “ليس واضحا لي ماذا تحاول هذه الحكومة تحقيقه حيال حماس؟ فاثابة الارهاب والعنف الذي لا يتوقف بالتسهيلات وبالتنازلات هي وصفة مضمونة لتصعيد الارهاب. عمليا، هذا هو السبب الذي توقف من أجله الشعب عن التصويت لليسار. فهل سيتعين علينا أن نتوقف عن التصويت لليمين ايضا؟”.

هذا هو تساؤل معظم الشعب في هذه اللحظة. اذا كان نتنياهو، وحتى ليبرمان، الذي يعتبر صقريا أكثر لا ينجحان في بلورة خطة تجاه عدوان المنظمات في غزة، فلمن يتوجه الاسرائيلي الذي يريد أن يحافظ على ما بنته الدولة في سبعين سنة من عمرها؟ ماذا يفعل المقيم في غلاف غزة الذي لا يريد أن ينام بعين واحدة مفتوحة لانه في كل لحظة قد يركض الى المجال المحصن أو يطفيء حريقا؟

يحاول بينيت وحزبه أن يقدما في هذه اللحظة موقفا اكثر تصميما، ولكن الاسرائيليين باتوا يائسين وعديمي الثقة تجاه كل السياسيين واساسا  تجاه الحازمين ممن لا يحتاجون لان يتخذوا القرار بانفسهم.

يمين اليمين لم يعد موجودا. فهل الشاب الذي اقتبسته في بداية المقال ببساطة لن يصل الى صندوق الاقتراع؟ هذا ايضا سيء جدا. يحتمل أن يتعين على الشبان الاسرائيليين أن يبدأوا بالتصويت في الانتخابات في مصر، إذ هناك يتقرر الان مستقبلنا.

ان حقيقة أن الارهابيين نجحوا في ان يناوروا على اسرائيل فيدفعونها الى مكان تكون فيه عديمة الوسيلة هي انتصار للارهاب. فقد عملوا في ظل انعدام تام للامل في مواجهة قوة اسرائيل، ولكنهم نجحوا في الوصول الى وضع شبه متساو في القوة في ظل استغلال شقوق في الحالة النفسية والسياسية لاسرائيل. هذا انجاز لا يصدق، ويزعجني التفكير في ما كانوا سيحققونه لو كانت لهم قوة أو لم يكن حصار على قطاع غزة.

احدى الانجازات الكبرى لنظام الارهاب من غزة هو الضائقة التي يشعر بها الاسرائيلي في ضوء الوضع الانساني هناك. وعلى عادة الناس الذين يحدثون العلل لانفسهم او لابنائهم كي يدفعوا المجتمع الرحيم لان يمنحهم المال، هكذا جعل الفلسطينيون الوضع الذي يتسببون به لانفسهم قوة بوساطته يشوشون الى أن نفقد احساس الدفاع الطبيعي عن النفس. وليس لبينيت ضد هذا ايضا سلاح وقائي. لقد نجحت حماس في احداث هذا التشوش للمنطق الى أن بات الكثير من الاسرائيليين يؤمنون بان الفلسطينيين في القطاع يتظاهرون لانهم يريدون رفع الحصار وسيهدأون اذا ما رفع.  

الحقيقة الواضحة لكل عين هي أن مظاهرات الفلسطينيين على الجدران هي بسبب مطالبتهم بالعودة الى ديارهم وقرى اهاليهم داخل اسرائيل. والفلسطينيون أنفسهم يسمون هذا “مسيرات العودة”. ولسبب ما، يقول الاسرائيليون لانفسهم ان المظاهرات هي ضد الحصار وبسبب الضائقة الاقتصادية وانهم سيهدأون اذا ما عُمر قطاع غزة. بينيت ونتنياهو، اللذين يبدوان مختلفين في ما بينهما لا يقولان لنا ولنفسيهما الحقيقة. في غزة لا يسكن فلسطينيون يريدون فقط ان يعيشوا حياتهم بهدوء. من بين سكان قطاع غزة – 1.8 مليون نسمة تقريبا – اكثر من مليون هم اناس نمط حياتهم، حاضرهم وهدفهم، من الصبا وحتى الشيب والى ما بعده، يتلخص في موضوع واحد وحيد: العودة الى اسرائيل. منذ ان خرجنا من هناك، ليس في اسرائيل حزب يعرف كيف يعطي حلا لهذا الوضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى