ترجمات عبرية

مئير ايندور / يا ايهود باراك – ها هي نتائج الهرب من لبنان

اسرائيل اليوم  – بقلم  مئير ايندور  – 29/5/2018

مع اتمام 18 سنة على الانسحاب من جنوب لبنان، اجري لقاء صحفي مع ايهود باراك، رئيس الوزراء في حينه، وقال: “في حينه واليوم ايضا، انا فخور جدا بقرار اخراج قوات الجيش الاسرائيلي من لبنان… كان هذا بعد الكثير من التحفظات في داخل الساحة السياسية والامنية، وفي النهاية نجح”. هل حقا نجح الانسحاب من لبنان؟

قال باراك انه نجح في “قطع ما كلف حياة الكثير من المقاتلين”. يا له من عدم استقامة ووقاحة اخفاء ضحايا حرب لبنان الثانية، نتيجة الانسحاب. هاكم ميزان الدم: 165 مواطنا وجنديا قتيلا و 2.628 قتيلا.  في حرب واحدة سدد باراك بفائدة مضاعفة بل حاول توفيره في حياة الانسان.

13 مليار شيكل كان ثمن الحرب، التي تعرضت فيها الجبهة الاسرائيلية الداخلية، من الشمال وحتى تل أبيب، بقصف لا ينقطع من “المحميات الطبيعية”، القرى والبلدات خلف الحدود، من خنادق وانفاق حزب الله، التي اعدت بعناية على مدى السنوات الخمسة منذ الانسحاب وحتى اندلاع الحرب.

الانسحاب نجح؟ حين رأى عرفات الجيش الاسرائيلي يفر بقيادة باراك، شن هجمة ارهاب كي يطردنا من السامرة ويهودا. فلماذا يتخلف عن نصرالله، وهو مخرب اقدم. اكثر من الف ضحية والاف الجرحى دفع الشعب الجالس في صهيون، بسبب الانسحاب تحت نار العدو والذي اصبح سياسة الدفاع التي تعتبر أمنية. لدى اريك شارون، الرغبة في عدم الاحتكاك مع العدو أدت به الى تراجع مشابه في القطاع، ما ادى الى اقامة دولة حماس في الجنوب. لقد أعد باراك له السابقة.

كيف وقع القصور الذي ثماره الفجة نأكلها حتى اليوم؟ باراك محق بروايته عن “التحفظات” على خطة الانسحاب. فأمام باراك الذي ارتبط بالامهات الاربعة وبوسائل الاعلام، وقفت تقريبا كل القيادات المهنية في الساحة اللبنانية. من مئير دغان قائد الوحدة الخاصة السابق وحتى العميد ايفي ايتام قائد فرقة 98 الشمالية. والى جانب الاستخبارات عارض اوري لوبراني، المخابرات، 504 والموساد. فقد خافوا ألا ينجح الشركاء الاستراتيجيون في جيش لبنان الجنوبي في الصمود وحدهم دون الجيش الاسرائيلي، بصفتهم أقلية في المنطقة. وهكذا، سنوات من تنمية علاقات القرب والتعاون بين الجيش الاسرائيلي والقوات المحلية ضاعت هباء.

وكانت ايران في الخلفية. فقد حذر باراك بان الايرانيين يريدون بناء جيش للشيعة في لبنان، للتهديد على اسرائيل من الشمال، اضافة الى التهديد الفلسطيني – الحماسي من الجنوب؛ الامر الذي حصل حقا. ما لم يسمح لشيعة حزب الله التمترس كجيش كان تواجد الجيش الاسرائيلي. ولكن باراك كان قبل الانتخابات وفكر سياسيا. رأى وسائل الاعلام والحركات الاجتماعية تدفع الشعب نحو الانسحاب من لبنان، واستخدم الحملة في صالحه كموضوع مركزي في الانتخابات. هكذا تحول الجندي الحاصل على الاوسمة الاكثر الى متصدر للخضوع القومي. الويل، الان يحاول أن يغير التاريخ وينسي الحدث قبل 18 سنة.

من اجل الذكرى، هاكم ما حصل: امام كاميرات العالم، بلا ترتيب، انسحبت بفزع سرايا الدبابات والمشاة الاسرائيليين نحو باب فاطمة في المطلة، بينما يلاحقهم المدنيون الشيعة. وبعدهم جاء بفزع القادة والمقاتلون من جيش لبنان الجنوبي مع ابناء عائلاتهم. رفاقي وانا نظمنا الملابس والشراشف: فقد جاءوا لا يحملون شيئا. وبالتوازي احتل مقاتلو حزب الله المواقع وهنا وهناك عتاد قتالي سري أيضا نسي في عجلة الانسحاب. صورة النصر لديهم مع اعلام حزب الله صدحت في العالم العربي.

اقتبس ايفي ايتام الروح الاصيلة: “بداية التجربة (تساوي الهرب) – السقوط. بالاساس بسبب روح الهزيمة التي اظهرت في حينه، والتي هي عنصر استراتيجي. كمقيم في هضبة الجولان اشير مع هذا الى انه تجري امام الايرانيين خلف الحدود السورية الان مواجهة مع روح جديدة – قديمة لشعب اسرائيل. وبالفعل، فان رجال الامن الذين كانوا في حينه في مركز الفعل الامني في لبنان يستمدون التشجيع من التوافق في الرأي حيال العدو الايراني. اسرائيل تقيم الحائط الحديدي (الذي انهار) – من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى