ترجمات عبرية

مئير ايندور – خطر: كونفدرالية اردنية – فلسطينية

بقلم: مئير ايندور، اسرائيل اليوم – مقال – 5/9/2018

واجهت دعوة السلام من جيسون غرينبلت، مبعوث ترامب الى الشرق الاوسط، والتي نشرت في هذه الصحيفة  – تشكيكا في  الجمهور وبين السياسيين. سنوات طويلة من محاولات سياسية فاشلة، أحدثت عدم ثقة بالمسيرة وتفكيرا منطقيا في أن هذه مجرد ضريبة لفظية.

ولكن من رأى كيف تبدأ السياقات كمحاولة لجس النبض وتنتهي بمصيبة اتفاقات اوسلو – يقلق.

القلق هو من مبعوثين يحولون بعثتهم المؤقتة الى مهامة حياتهم، ويسعون الى اتفاق بكل ثمن. مثل طواقم اتفاقات اوسلو، الذين بدأوا باتفاق “غزة اريحا اولا”، وحتى اليوم لم يودعوا الحلم رغم تحطمه: اكثر من 1.700 ضحية والاف الجرحى، ابتداء من اللحظة التي اعطيت فيها السلطة الفلسطينية موطيء قدم في المنطقة في 1993.

لست واثقا بان غرينبلت هكذا، ولكن دعوته الجمهور لتأييد خطة السلام، التي تسربت افكار منها تستدعي التحذير قبل أن نسمح لسفينة احلامه بالابحار الى الامام مع اجزاء من بلاد اسرائيل، تنتقل الى التاجر في بيع تصفية.

ستقولون انه يتحدث فقط،  وما الضير في ذلك؟ لقد سبق لاسلافنا أن قالوا وكذا حاخامو الجيل الاخير، بمن فيهم الحاخام من حباد الذي قال هذا لكل الزعماء الاسرائيليين الذين زاروه: “مجرد الحديث عن المساومات والانسحابات هو بداية الهروب. بالضبط ما حصل في اتفاقات اوسلو، قبل 25 سنة. ما كان يمكن وقف المسيرة رغم ان الاتفاقات انتهكت المرة تلو الاخرى. والان، يجب أن نزيد قوة الردع ونثبت قوة اسرائيل وبلادها والا يقتطع منها اي جزء آخر. لقد اعطي ما يكفي. كل منطقة نقلناها اليهم اصبحت منطقة ارهات. ليس بعد اليوم!

***

وماذا بالنسبة للفكرة الجديدة، الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية في يهودا والسامرة؟ ان محاولة جلب الاردنيين الى هنا، الى داخل المعمعان الفلسطيني، سيكسبنا عدوا آخر يوجد اليوم معنا في علاقات هادئة من التعاون. فاذا ما جيء بهم الى داخل السامرة ويهودا فاننا نجرهم الى داخل المواجهت التالية مع الفلسطينيين، وهذه ستكون من ناحيتنا اوبيرا امنية مختلفة. في الاردن يوجد جيش غربي مرتب مع 111 الف جندي؛ وسلاح جو غربي سبق ان عمل ضد اسرائيل.

ودرء للشك، عند الازمة بيننا وبين الفلسيطينيين، فان الاردن – الذي معظم مواطنيه فلسطينيون – سيقف الى جانب اخوانه الفلسطينيين في السامرة ويهودا. فهل نحتاج الى دولة مواجدهة اخرى في الاردن، مثلما في الماضي؟

الماضي يشهد على المستقبل: منذ قيام دولة اسرائيل، استضاف الجار الاردني مخربين في كل الفدائيين الذين خرجوا منه كي يمسوا باسرائيليين. وعلى مدى السنين سمح الاردن لفتح بقصف بلدات بيت شان. واليوم ايضا يستضيف الاردن مخربين، طوعا وبغير طواعية. وبالتالي يوجد تحذير لمن يتجول في الاردن. أتريدون المزيد من البراهين؟ خالد مشعل حل ضيفا هناك حتى محاولة الاغتيال الفاشلة التي بها بها الموساد. ومن اجل تحرير رجال الموساد الذين القوا القبض عليهم، اضطررنا في حينه لان ندفع للاردن الثمن بتحرير عزيز الحركة الفلسطينية – قاتل الجماهير – الشيخ ياسين، الذي فور تحرره بادر الى العمليات الجماعية مع مئات القتلى.

نحن نتذكر الملك الاردني الحسين يصل الى بيت شيمش لتعزية عائلات الفتيات السبعة اللواتي قتلتهن جندي اردني اطلق النار عليهن في “جزيرة لاسلام” (ويا للمفارقة في الاسم) في نهرايم. كلنا تأثرنا. باستثناء ان القاتل تحرر الان الى بيته. الاردن الى جانب اسرائيل؟ ليس مجديا وضعه في اختبار الاختيار بين ابناء شعبه واليهود.

المبعوث غرينبلت هو رجل متدين. فقد انهى مقاله بدعوة للسلام بالعبرية، بالانجليزية وبالعربية. مؤسف ان للسلام باللغة العربية لا يوجد الكثير من المشترين في الطرف الفلسطيني، لانه بينما يتحدث عن السلام يستعد للحرب.

وبالفعل، بينما يعلن بانه سيصلي في العيد للسلام سنكتفي نحن بالصلاة للهدوء والامن. وسنصل في العيد لتحقق وعد النبوءة الواردة في صلاة رأس السنة والتي ترجمها جابوتنسكي في كتابه “الحائط الحديدي” بمعنى أنه اذا خافوا منا، فسيسود السلام في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى