ترجمات عبرية

معاريف: ليس العمل الخيري: بل عن الاهتمام الواضح للأميركيين بتدفق الأموال إلى إسرائيل

معاريف 28-8-2023، بقلم يورام أتينغر: ليس العمل الخيري: بل عن الاهتمام الواضح للأميركيين بتدفق الأموال إلى إسرائيل

في حزيران 2016 كانت إسرائيل الدولة الأولى التي تلقت من الجيش الأمريكي طائرة إف 35 للاستخدام العملياتي. وينبع تصدير الطائرة القتالية الأمريكية من حل مواضع خلل خطيرة أثقلت على صورتها، حل عرضته المنتجة أيضاً، شركة لوكهايد – مارتن، لكن عرضه أيضاً سلاح الجو الإسرائيلي والصناعة الجوية، الذين يشكلون مختبر الشروط القتالية الرائدة للصناعات الأمنية والأذرع العسكرية للولايات المتحدة. عملت إسرائيل على الفور على حل مواضع الخلل التي أضرت بالتصدير وبمشتريات سلاح الجو الأمريكي. المختبر الإسرائيلي في الشروط القتالية يقيم علاقة يومية مع مهندسي لوكهايد – مارتن (ومع ممثلين آخرين للصناعات الأمنية في الولايات المتحدة). ويتغلب على مواضع الخلل بمعونة مزايا خاصة للمجتمع الإسرائيلي.

إن حلول مواضع الخلل في مجالات جمع ومعالجة المعطيات والقتال الإلكتروني ودقة أجهزة إطلاق النار، تنقل إلى المنتجة وسلاح الجو في الولايات المتحدة، وتوفر على المنتجة مليارات الدولارات من البحث والتطوير، وتحافظ على تفوق الطائرة على منافساتها في العالم، وتزيد التصدير الأمريكي بمليارات الدولارات، وتوسع قاعدة التشغيل لدى الشركة المنتجة والمقاولين الفرعيين.

يلقي رفع مستوى الـ اف 35 ضوءاً على مساهمة إسرائيل الخاصة في رفع مستوى الإنتاج الأمني في الولايات المتحدة، وتقليص كلفة وحدة الإنتاج وخلق أماكن عمل في الولايات المتحدة.

كما أن نحو 250 من كبرى شركات التكنولوجيا العليا من الولايات المتحدة – مثل جنرال الكتريك، انتل، ميكروسوفت، غوغل، و”آي دي ام” و”ميتا” – أقامت في إسرائيل مراكز بحث وتطوير لاستخدام الحداثة الإسرائيلية في تثبيت مكانتها في المنافسة الدولية وتوسيع التصدير والتشغيل في الولايات المتحدة.

ثمة مساهمة مشابهة للاقتصاد والأمن الأمريكيين تنبع من “مراكز بحث وتطوير” أقامتها في إسرائيل الصناعات الأمنية الأمريكية من خلال منظومات السلاح الأمريكية المستخدمة والمطورة من الجيش الإسرائيلي.

إسرائيل هي الحليفة الأكثر نجاعة وتجربة ومصداقية للولايات المتحدة في وجه تهديدات وتحديات مشتركة والحفاظ على التفوق التكنولوجي المدني والأمني.

إسرائيل هي حاملة الطائرات الأمريكية الأكبر في العالم التي لا تحتاج للأمريكيين على دكتها. وهي تعمل في منطقة حرجة للاقتصاد والأمن الأمريكيين، وتوفر على الولايات المتحدة نفقات بمقدار 15 – 20 مليار دولار تنطوي عليها الحاجة لإنتاج وتفعيل وصيانة حاملات طائرات أخرى في البحر المتوسط والمحيط الهندي إلى جانب عدد من الألوية العسكرية.

كما أن إسرائيل تحول إلى الولايات المتحدة معلومات استخبارية جمة ومهمة أكثر من إجمالي المعلومات التي تتلقاها الولايات المتحدة من الناتو. وحسب الجنرال جورج كيجان، الذي كان قائد استخبارات سلاح الجو، فإن حجم المعلومات الاستخبارية التي تأتي من إسرائيل يزن إنتاج 5 وكالات CIA. تقدر الميزانية السنوية لـ CIA بنحو 15 مليار دولار.

كما أن إسرائيل تحول إلى الولايات المتحدة دروس الحرس التي ترفع مستوى أساليب القتال لدى الولايات المتحدة، وتجري سلسلة تدريبات للجيش الأمريكي على القتال في منطقة مبنية، والصمود في وجه السيارات المتفجرة والانتحاريين والعبوات الجانبية.

على خلفية الحقائق آنفة الذكر، فإن الولايات المتحدة لا تمنح إسرائيل (مساعدة خارجية) سنوية، بل تنفذ استثماراً سنوياً في إسرائيل (3.8 مليار دولار)، ينتج لدافع الضرائب الأمريكي مئات في المئة مردوداً سنوياً ويمثل الطريق ذا الاتجاهين بين الدولتين.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى