ترجمات عبرية

لو نفذ نتنياهو اتفاق الميزانية مع غانتس لاصبح رئيس الوزراء!!

معاريف – بقلم   بن كسبيت- 4/11/2021

” لو كان نتنياهو نفذ الاتفاق مع غانتس واجاز الميزانية لكان سيصبح بعد عشرة ايام رئيس الوزراء البديل مع مكانة وتشريفات اكثر بكثير من تلك التي له اليوم “.

كل ما كان يحتاجه هو أن يكون انسانا. ان يلتزم بكلمته. ان يفكر بدولته. ان ينفذ توقيعه ويحقق وعده. كل ما كان يحتاجه هو أن يقر ميزانية دولة. مثلما تعهد بذلك عندما وقع على الاتفاق الائتلافي مع بيني غانتس في 20 نيسان 2020. مثلما تعهد بصوته امام الامة (“بدون احابيل وبدون حيل”). مثلما هو مطلوب من زعيم مسؤول. 

اما هو ففضل ان يبصق في وجه كل هذا وان يتجاهل حقيقة أن اسرائيل تدار بلا ميزانية، في ذروة ازمة كورونا غير مسبوقة. هو يعرف على نحو ممتاز كل ما تسبب به هذا لنا. يعرف بشكل ممتاز كم هي الدولة بحاجة لميزانية مرتبة، لاصلاحات، لتخصيص اموال، للاستقرار، لليقين، ولكنه فضل نكث الوعد ومحاولة اتهام الطرف الاخر. فضل اعلان حرب ابادة على المستشار القانوني للحكومة، على النيابة ا لعامة، على الشرطة وعلى كل من لم يكن يروق له. فضل اطلاق احدى حملات التحريض المقرفة التيظهرت هنا. ذروتها (المؤقتة) طلت علينا امس امام عيون نحو 1.200 متظاهر يميني في سلسلة هتافات مثل “بينيت المغرور! الكذاب!! الحرامي !!!” (ج. ديستلاتربيان) او “محقق كل الخيالات المنحرفة، الرطبة والمنفرة لليسار المريض في دولة اسرائيل!!” (ماي غولان).

هذا الرجل، الذي كان ذات مرة سياسيا موهوبا، عرف ذات مرة كيف يميز بين الخير والشر، كانت له توازنات وكوابح، تحول الى الباعث الاكبر على الفوضى في تاريخ اسرائيل الحديثة. منذ اكثر من سنتين اضاع هذا تماما. احد ما روى لي بان صراخات وهتافات ماي غولان، غليت ديستلاتربيان وميري ريغف ستعيد المجد الى اصله. أحد ما اقنعه بان بواسطة شتائم دودي إمسلم وشلومو كرعي وآلاعيب موشيه جفني سينجح في ان يشق طريقه عائدا الى المكان المقدر له. 

كان يمكن لهذا ان يكون بسيطا جدا: فقط نفذ الاتفاق. اقر الميزانية. افعل الامر البسيط، الاولي، اللازم والصحيح الذي كان كل وطني اسرائيلي يفعله مكانك. كل واحد، باستثنائك. ان تفضل مصلحة الدولة على مصلحتك. لو فعلت هذا لبقيت، اليوم ايضا، رئيس الوزراء. بعد عشرة ايام كنت ستتبادل مع بني غانتس وتصبح رئيس الوزراء البديل مع مكانة وتشريفات اكثر بكثير من تلك التي توجد لك اليوم. 

بدلا من هذا، فانه يواصل حرب الحفريات. يواصل سياسة الارض المحروقة. يجتهد الا تتخذ له الصور بجانب عروض التحريض المخيفة التي تسمع هنا مؤخرا من جانب مؤيديه، ولكن اذا ما حصل أبلغ الشر مرة اخرى لا يمكنه أن يكرر فراره من المسؤولية من المرة السابقة. انه أنت، يا بنيامين نتنياهو. هذا يبدأ بك وينتهي عندك. جفني الذي يدعو بينيت خائنا ويقترح حل (“الإماتة”)،  النواب الذين يقولون ان منصور عباس يقتل جنود الجيش الاسرائيلي باموال الدولة، الصارخات اللواتي يبشرن الجماهير بان الدولة اليهودية في خطر، وان حماس توشك على ذبحنا جميعنا، وكل هذا بسبب الميزانية.

حماس اياها  التي انت، بكلتي يديك، طورت ورفعت. حماس اياها التي انت سمحت باغداق مليارات الدولارات القطرية عليها نقدا في السنوات الاخيرة، حماس اياها التي قلت عنها، بصوتك انه ينبغي تطويرها وتزييتها بالمال لان هذه هي المصلحة الاسرائيلية. نعم، مثلما تحول عباس بين ليلة وضحاها من الماما الوطني الى الطاغية الحديث، هكذا حماس ايضا، مع الفارق، اجتازت علاجات تحويل سريعة فتحولت من ذخر استراتيجي الى تهديد استراتيجي. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى