أقلام وأراء

لواء ركن عرابي كلوب: من سيحكم غزة بعد انسحاب اسرائيل منه؟ من لويس بول بريمر 2003 – العراق الى توني بلير 2025 – غزة

لواء ركن عرابي كلوب 26/10/2025م: من سيحكم غزة بعد انسحاب اسرائيل منه؟ من لويس بول بريمر 2003 – العراق

الى توني بلير 2025 – غزة
لويس بول بريمر الدبلوماسي الأمريكي الذي شغل منصب الحاكم للعراق بصفته رئيس سلطة التحالف المؤقتة وذلك خلال الفترة من منتصف مايو 2003م وحتى يونيو 2004م في اعقاب غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق.
بريمر أصدر خلال فترة ولايته البسيطة التي لا تتعدى سوى سنة وشهر فقط عدداً من القرارات والقوانين المثيرة للجدل والتي خلقت تحولات جذرية لا تزال أثارها ممتدة على واقع العراق السياسي والأمني حتى اليوم.
بول بريمر أشرف على إدارة شؤون العراق بعد الغزو الأمريكي بصفته المبعوث الشخصي للرئيس الأمريكي / جورج بوش الأبن، وعمل بريمر مدعوماً بفريق من السفراء والجنرالات الأمريكيين الذين ساعدوه في تنفيذ السياسات الأمريكية في البلاد.
لقد كان أول قرار أتخذه بريمر والذي اثار الجدل تمثل في حل الجيش العراقي وجميع المؤسسات المرتبطة بالأمن الوطني بها في ذلك أجهزة الاستخبارات والتشكيلات العسكرية الأخرى وإنهاء خدمات منتسبي الجيش العراقي السابق، مع إعلان خطة لإنشاء جيش عراقي جديد يعتمد على عناصر من الجيش السابق الى جانب الميلشيات الشيعية والقوات الكردية.
خلال فترة حكمه للعراق أصدر بريمر عشرات القرارات والقوانين المثيرة للجدل.
تجدر الإشارة الى أن تقريراً أعدته الإدارة الأمريكية عام 2005م كشف عن سوء إداراته حيث ارتكب بريمر خلال فترة توليه إدارة العراق أخطاء كثيرة ومجازر بحق الشعب العراقي وسوء إدارته للأموال المخصصة لإعادة إعمار العراق، واختفاء تسع مليارات من الدولارات من الأموال العامة وضياعها.
لقد كان بول بريمر هو المسؤول المباشر عن تدمير مقدرات العراق بعد الغزو الأمريكي له.
أما توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق والمتداول اسمه حالياً لتولي إدارة السلطة في قطاع غزة.
لقد أيد توني بلير السياسة الخارجية لإدارة الرئيس جورج دبليو بوش في الحرب في أفغانستان كذلك غزو أمريكا للعراق عام 2003م، حيث ادلى توني بلير بأن الرئيس / صدام حسين رحمه الله كان يمتلك أسلحة دمار شامل، ولكن للأسف لم يتم العثور على أي مخزون أو برنامج لأسلحة الدمار الشامل في العراق.
إن دعم توني بلير لذلك الغزو لم يحظ بشعبية بين الجمهور البريطاني وتعرض لانتقادات من قبل المعارضين، وشكلت لجنة التحقيق في العراق للتحقيق في الغزو غير المبرر وغير الضروري، حيث كان توني بلير داعماً قوياً للرئيس الأمريكي السابق.
عام 2007م استقال توني بلير رسمياً من منصبه كرئيس للوزراء البريطاني بعد عشر سنوات في منصبه، حيث تراجعت شعبيته بعد فشله في إثبات أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.
تم تعين توني بلير رسمياً مبعوثاً للشرق الأوسط للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
وذكرت مصادر في البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت ورحبت على الاقتراح الخاص بهذا التعين.
أعلن توني بلير عن خطة جديدة للسلام.
ما هي خطة توني بلير لإدارة قطاع غزة ؟؟
خطة توني بلير لإدارة قطاع غزة بعد الاطلاع عليها ومن النظرة الأولى هي خطة استعمارية تهدف الى السيطرة على القرار السياسي الفلسطيني بعيداً عن إدارة الشعب والسلطة الوطنية الفلسطينية الرسمية، فالمخطط لا يقتصر على إدارة مؤقتة لتقديم خدمات أو إعادة الاستقرار الى القطاع فقط، بل يسعى بشكل واضح وصريح الى فرض الهيمنة الخارجية على قطاع غزة، وهو ما يثير المخاوف من إعادة انتاج تجربة الفصل الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية.
وتقوم خطة توني بلير أيضاً على تأسيس هيئة باسم السلطة الانتقالية الدولية لغزة (جيتا) تمنحها صلاحيات لتصبح هي السلطة السياسية والقانونية العليا في قطاع غزة، تصل الى مدة خمس سنوات من تاريخ الإنشاء، مع اقتراح أن يكون مقر توني بلير خارج قطاع غزة وفي مدينة العريش المصرية وذلك بعد إدخال القوات المتعددة الجنسيات الى القطاع والتي توافق عليها إسرائيل أولاً.
لكن الجوهر الاستعماري في الخطة يتجلى في غياب أي دور فعلي للسلطة الوطنية الفلسطينية ورغبة الإدارة الدولية في فرض نموذج سياسي يخفف من نفوذ حركة حماس ويتيح للجهات الأجنبية التحكم بمفاصل الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية للقطاع.
إن التاريخ السياسي لتوني بلير يعزز المخاوف، حيث سبق له مواقف متسقة مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي المؤيدة له في مناطق النزاع سواء من خلال دعمه تدخلات عسكرية خارجية أو دعم خطط لإعادة ترتيب السلطة الوطنية الفلسطينية، بما يخدم المصالح الإسرائيلية، بينما يعطل أي إمكانية لتوحيد الأراضي الفلسطينية تحت سلطة وطنية حقيقية.
إن محصلة خطة توني بلير هي اختباراً حاسماً لقدرة الفلسطينيين على مواجهة التدخلات الخارجية والحفاظ على مشروعهم الوطني، فهي ليست مجرد إدارة مؤقتة بل إدارة لإعادة انتاج السيطرة الاستعمارية على قطاع غزة.
إن القرار الكارثي الذي اتخذه توني بلير بدعم غزو العراق أدى الى إزهاق أرواح مليون عراقي في ذلك الوقت.
ليس من حق ترامب أو نتنياهو أو توني بلير أن يقرروا مستقبل قطاع غزة، فهذا الأمر يعود الى شعب فلسطين.
توني بلير عليه الكثير من الاعتراضات والممارسات السيئة.
إن من يدير شؤون الفلسطينيين في قطاع غزة يجب أن يكون فلسطينياً ولا حاجة لمندوب سامي جديد وإعادة أيام الانتداب البريطاني مرة أخرى على فلسطين.
الشعب الفلسطيني أدرى بمن يقوده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى