أقلام وأراء

لواء ركن عرابي كلوب: الامطار تكشف قسوة الواقع لسكان غزة

لواء ركن عرابي كلوب 2025/12/12م: الامطار تكشف قسوة الواقع لسكان غزة

فصل الشتاء لم يبدأ بعد، والعاصفة الجوية تضرب غزة، والمطر يقسو على الأهل، غرق الخيام وتلف الممتلكات وانهيار أربعة منازل في القطاع على سكانها جراء غزارة الأمطار، بعد أن عجزت جدرانها المتهالكة من الصمود أمام العاصفة الجوية الأعنف التي ضربت غزة، وانهارت المباني في كل من أحياء تل الهواء والشاطئ والنصر.

المزيد من العوائل تشردت في البرد القارس والأطفال يرتجفون من البرد وتساقط الأمطار فوق رؤوسهم كأن السماء تشاركهم البكاء.

الأطفال الذين غطى الماء أجسادهم وهم نيام والنساء اللواتي لا حول ولا قوة لهن، حيث يعيشون في خيام مهترئة ممزقة، غرقوا في ماء المطر، وبرد الشتاء القارس، حيث أنهم غير قادرين على حماية أطفالهم من البرد، فيضانات تغمر القطاع بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار فاقمت من معاناة النازحين الذين تشردوا من منازلهم بعد تدميرها.

عشرات الألاف من الأسر بلا مأوى، بلا دفء، بلا ملابس شتوية، تقيهم شدة البرد، المنخفض الجوي يفاقم أوضاع النازحين داخل خيام لا تتوفر فيها أدنى حماية لهم من البرد.

المشردين يعيشون في خيام مهترئة تحت البرد والمطر والسيول والجوع.

الأمطار تكشف قسوة الواقع المؤلم الذي يعيشه شعبنا في القطاع المكلوم، نظام الصرف الصحي في القطاع تدمر كلياً، والسكان يعيشون في بحيرات من المياة.

غزة تغرق بأمطار وفيضانات وبرد قارس يطرق أبواب أهلنا في القطاع.

الأمطار تجرف أعداد كبيرة من خيام النازحين وصراخ النازحين ترتفع الى عنان السماء.

لا جدار يحتمون به، خيم مهترئة، وبطانية لا تصمد أمام صقيع الليل والبرد القارس.

يعجز الإنسان عن وصف ما حل بأهلنا في القطاع من جراء الأمطار، الوجع أكبر من الكلام.

الأمطار التي هطلت غمرت مساحات واسعة من تجمعات الخيام، وتدفق المياة الى أماكن الإيواء، مما تسبب بتلق الممتلكات الشخصية للنازحين، وتفاقم معاناتهم في ظل غياب الحماية الكافية من البرد والعواصف.

من المسؤول عن حماية هؤلاء النازحين بعد أن دمرت بيوتهم جراء النكبة الجديدة التي حلت بهم بعد طوفان الأقصى.

هل يا أصحاب الشعارات ما زلتم نائمون في سبات عميق وغير مبالين بما يحدث مع سكان القطاع، ومن هو المسؤول عن هذه الكارثة الإنسانية التي تعصف ببني البشر في القطاع ؟؟

لقد تخلى عنك الجميع يا غزة، حتى من أقدم على فعلته في السابع من أكتوبر عام 2023م.

في غزة ماتت الإنسانية واندثرت، وأهدرت كرامة الإنسان الغزي، ومات الضمير، في غزة غرق الأهل في وحل التراب، في غزة يموت شعبنا في الخيام وتكالب عليه الصديق قبل العدو.

غزة لن تسامح أحد، ولن تغفر لأحد، سواء بالصمت أو بالتواطؤ.

لك الله يا شعبنا الصامد في القطاع المكلوم.

اللهم كن عوناً لأهلنا في غزة !!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى