لواء ركن عرابي كلوب: إصلاح منظمة التحرير يكون من داخلها وليس من خارجها (الجزء الثاني)

لواء ركن عرابي كلوب 17/4/2025م: إصلاح منظمة التحرير يكون من داخلها وليس من خارجها (الجزء الثاني)
إصلاح منظمة التحرير يكون من داخلها وليس من خارجها (الجزء الاول)
المهمات والهياكل المؤسسية أو الحركية إنما تتشكل انطلاقاً من الحاجة إليها وضروراتها، لذلك انطلقت حركة فتح من الحاجة الماسة إليها في وقت شهدت الحالة الوطنية الفلسطينية فراغاً يهدد بضياع ما تبقى من فلسطين بعد نكبة عام 1948م، فكانت المبادرة من المؤسسين لتشكيل نواة وطنية خالصة بأبعادها الوطنية الفلسطينية، والتي هي أصل التكوين وبعدها القومي العربي، ومن ثم بعدها في الفضاء الكوني بأشكاله المتعددة، لذلك فإن حركة فتح مرتبطة ارتباطاً وجودياً بوجود الشعب العربي الفلسطيني وقضيته الوطنية لأنها خرجت من رحمه لا تشوبها شائبة، أما التنظيمات والحركات الأخرى التي تشكلت منها منظمة التحرير الفلسطينية فارتبطت وانبثقت في أصل التكوين وأهداف التشكيل والمرجعيات من أبعاد غير فلسطينية، لكن الأدوات والأشخاص فلسطينيون بمرجعيات غير فلسطينية، فصائل اليسار فكرها ماركسي شيوعي ظهيرها كانت الدول الاشتراكية سابقاً، الفصائل القومية منطلقة من حزب البعث العراقي والسوري، لذلك أصبح ملحاً اليوم قبل الغد إعادة النظر في أصل التكوين وضرورات استحقاقات التطور، طالما أن القائمين على الفصائل ذات المرجعيات غير الفلسطينية بات في حكم الماضي ممن مولها وأنشأها، وساعد على وجودوها باستغلال الواقع الفلسطيني وشتاته في تلك الدول من جهة، ومن جهة أخرى وجود الظهير الماركسي الشيوعي بامتداداته التي كانت تصلح في حقبة معينة من الزمن، فأصل التكوين واستحقاقات التطور لمواكبة التحديات أصبحت ملحة في واقع تحكمه لغة المصالح وتوازنات القوى أكثر من أي وقت مضى.
وعلى ضوء ذلك فإن مواجهة الجمود والتعثر والانغلاق يحتم علينا التجديد وإعادة البناء على أسس نابعة من مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية
لقد انهارت أنظمة، وانهارت أحزاب وتنظيميات وظل المتربصون ينتظرون سقوط حركة فتح، وما زالوا يعملون للنيل منها وإضعافها إنهار كل ما هو بعيد عن وطنه وشعبه ومحمي وممول من الخارج، لتنفيذ أجندات متصادمة مع المشروع الوطني الذي انطلقت من أجله حركة فتح و المعبر عن آمال وطموحات الشعب العربي الفلسطيني ، انهار وسقط كل شيء وبقيت حركة فتح التي هي صمام الأمان للوطنية الفلسطينية والجدار الأخير للعمل الوطني الفلسطيني.
إن ما تتعرض إليه قضيتنا الوطنية من مخاطر خطف القرار الوطني الفلسطيني المستقل وخلق بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية وارتهان مصير شعبنا ومقدراته بأجندات إقليمية وغير وطنية سيؤدي إلى الانهيار الشامل والتهديد الوجودي والضياع .
إن صرخة شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية ودماءه وقهره وأشلاءه المتناثرة وتشرده وانسداد أفق النجاة أمامه واستهداف كل مقومات صموده ووجوده يفرض وبشكل عاجل وملح استنهاض القيادة لمكامن قوتنا وقوانا المتاحة والممكنة بامتداداتها على كافة الأصعدة لإنقاذ شعبنا المخطوف وإنقاذ مشروعنا الوطني والقرار الوطني الفلسطيني المستقل لإفشال وبشكل عاجل مخططات وأجندات أعداء شعبنا ومشروعه الوطني الهادفة إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية .
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook