ترجمات أجنبية

لماذا تسعى السعودية لاقتناء السلاح النووي ؟

بقلم : بول.ر.بيلار-مجلة ناشونال انترست – 26-11-2018 .

ترجمة :هالة أبو سليم

إذا لم تتوقف ادارة ترامب عن تحويل المفاوضات بشأن السلاح النووي “لمضيعة للوقت “عندها لا شيء سيمنع السعودية من امتلاك القنابل النووية .
إدارة ترامب تعاملت مع الحكومة السعودية بخصوص الموضوع النووي بتحفظ و احترمت الطلبات السعودية بعدم الكشف عن بعض الوقائع بخصوص قضايا امنية و البرنامج النووي التي تَعمدت بعدم البوح عنها للإدارة الامريكية
وفي مقال على صفحة نيويورك تايمز الأمريكية ذكر ديفيد سنجر وويلمز بورد جانب من هذه الألغاز التي يجب إيضاحها .
النظام السعودي يُصر على انتاج نفظه النووي ،الذى سيكون مختلفاً عما تتفاوض عليه الولايات المتحدة مع دول أخري ،بمن فيها الامارات العربية المتحدة ،التي طلبت مساعدة الولايات المتحدة في الاعداد للبرنامج النووي الخاص بها.
الأمير السعودي محمد بن سلمان هدد بشكل صريح رغبة بلادة امتلاك سلاح نووي ، في حال أي تطور من قبل إيران.
خطة العمل المشتركة : النموذج هو خطة العمل المشتركة ،او ما يُطلق عليه الاتفاق النووي الايراني الذى لا يحظى بترحاب من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقد ادانه و ترى ادارته بفرض عقوبات جديدة ضد إيران !!.
هذا الاتفاق قد أغلق كل المنافذ لتطوير أي سلاح نووي إيراني او الحصول على اليورانيوم وتفعيل عمل المفاعلات النووية الايرانية وبالتالي حظر ايران من معالجة للنفظ النووي الايراني .
ونص الاتفاق على نظام التفتيش الدقيق الروتيني للمنشاة النووية بل منح المفتشيتين الدوليين لتفتيش أي مواقع نووية اخرى ومراقبة أي نشاط نووي ويتيح لأى طرف الاعتراض في حال قيام إيران بأي نشاط نووي .
هذا النوع من التفتيش المفاجئ الذى ينص علية الاتفاق بالطبع لن يطبقه السعوديون على انفسهم .
المثال على ذلك المفاوض الأمريكي وهو يشغل منصب سكرتير الطاقة ريك بيرى الذى اكتسب خبرته في التفاوض من منصبه كحاكم لولاية تكساس.
بيرى كان غير مدرك حجم مسئوليات ومهام الطاقة النووية و اعتقد ان طبيعة عملة تنحصر في صناعة النفظ .
بالرغم من التفاصيل الدقيقة حول المفاوضات التي سُمح بالنشر عنها ،ذكرت تقارير نيويورك تايمز بان بيرى قد تحدث مع السعوديين حول امكانية عقد اتفاقية بجدول زمنى من 10إلى 15عام بدون أي قيود على انتاج النفظ السعودي .
النظام السعودي قد اثار الضجة لسنوات عديدة “رغبته الحصول على ما حصلت علية إيران “،بالرغم من ان خطة العمل المشترك قيدت المشروع النووي الإيراني وليس العكس .
من المفترض ان يكون الرد الأمريكي “حسناً ،بإمكانكم الحصول على اتفاق مع نفس الشروط الموجودة بخطة العمل الشاملة المشتركة “لكن هذا يعنى القيود على تخصيب اليورانيوم ، فرض حظر تام على اعادة معالجة الوقود المُستخدم.
اذن الرياض سوف تتخلى عن حلمها بتشغيل المفاعلات باستخدام وقودها النووي .
بالتالي سيكون أي اتفاق يتم بين الطرفين ،التفتيش على المنشآت النووية بنفس الطريقة التي يتم فيها في إيران ونفس التحديات في حال عدم الكشف عن المنشآت نووية ولا تخضع للتفتيش .
هذا يعنى عدم تلقى مساعدة من الولايات المتحدة الامريكية سواء بالمبيعات او اى نشاط لتطوير برنامج نووي .
السعودية لن تحصل على شيء من الولايات المتحدة لان من ضمن بنود خطة العمل الشاملة و المشتركة إيران لم تحصل على شيء بخصوص البرنامج النووي.
بطريقة أخرى ،بناء على التجربة مع ايران ،السعودية يمكن ان تتعرض لعقوبات اقتصادية سواء التزمت ببنود الاتفاق أو لم تلتزم .
والخيار الثاني هو العقوبات الاقتصادية حسب منهج ترامب بالتعامل مع الشرق الاوسط و كما حدث مع إيران حتى لو التزمت ببنود الاتفاق ،لان الكذب و النفاق هما من سمات سياسة الادارة الامريكية بزعامة دونالد ترامب.
بالرغم ان إيران وفى عهد الشيعة تقدمت بخطوات كبيرة في مشروعها النووي و هذا مما أثار قلق دول الخليج العربي و بالذات السعودية اعربت في اكثر من مناسبة عن قلقها البلغ من خطر انتشار الأسلحة النووية.
علاقات الرياض السرية مع باكستان –التي تُعد اول دوله إسلامية تقوم بإنتاج قنبلة نووية بتمويل سعودي –باكستان سوف تزود الرياض باقل الاسعار كل مل يلزمها في حال قررت المضي في نفس الطريق.
بالرغم من المعارضين لهذه الاتفاقية فيما يُخص الصواريخ البالستية تُعد السعودية من يتزعم فريق المعارضين للصواريخ البالستية .
منذ عقدين من الزمن ،السعودية قامت بشراء صواريخ من الصين و بشكل غير علني –صواريخ متوسطة المدى بالرغم من كونها اسلحة تقليدية لكنها تحمل رؤوس نووية .
اذا اردنا زعزعة الاستقرار الاقليمي فيجب علينا تزويد السعودية بالسلاح النووي !!
المملكة العربية السعودية قصفت اليمن ويوجد كارثة ونكبة انسانية ،قامت بخطف رئيس وزراء لبنان واستغلت علاقاتها الدبلوماسية لقمع المعارضين للنظام الموجودين حتى في الخارج ،تهور الامير الشاب خلف كل ذلك.
جريمة اغتيال جمال خاشقجي ، جعله شخص غير جدير بالثقة و بالتالي لا يجب السعودية ان تمتلك سلاح نووي .
انتقاد الولايات المتحدة لاتفاق النووي الايراني قد يمنح السعودية الفرصة للحصول على السلاح النووي .

اذا نجحت الولايات المتحدة في ممارسة “اقسى الضغوط الاقتصادية ” على طهران بسبب الاتفاق النووي الإيراني ربما يضطر القادة في طهران الغاء الاتفاقية من جانبهم ،هذا سيعفى طهران من الالتزام ببنود الاتفاق و في المقابل ستكون الفرصة سانحه امام الرياض لامتلاك القنبلة النووية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى