لا أوباما ولا رومني وافقا على القول أنه إذا ما هاجمت إيران إسرائيل فسيعتبر ذلك بمثابة هجوم على الولايات المتحدة
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 23/10/2012.
اللحظة الأكثر دراماتيكية في المناظرة يوم الثلاثاء 23 أكتوبر بين الرئيس باراك أوباما والمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط كانت عندما طرح منشطة المناورة بوب شيفر من شبكة CBS السؤال التالي: هل أنت على استعداد بأنه إذا ما هاجمت إيران إسرائيل فإن الولايات المتحدة ستعتبر ذلك هجوما إيرانيا عليها؟
الرئيس أوباما وكذلك ميت رومني أحجما عن الرد على هذا السؤال وبدلا من ذلك قالا أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل عسكريا.
بعبارة أخرى الموضوع الرئيسي والجدل الذي سيطر خلال السنوات الأربع الأخيرة على إدارة الرئيس أوباما هل إسرائيل ستهاجم إيران عسكريا تحول إلى مسألة الهجوم الإيراني على إسرائيل.
حقيقة أن الوضع العسكري الإسرائيلي في مواجهة إيران تحول في المناظرة الرئاسية إلى الوضع العسكري الإيراني في مواجهة إسرائيل واحتمال أن تهاجم طهران إسرائيل يشير إلى تآكل المكانة الإستراتيجية والعسكرية لإسرائيل خلال السنوات الأربع الأخيرة وكيف تعاظمت المكانة الإستراتيجية لإيران في الشرق الأوسط.
لحظة دراماتيكية أحرى تبدت في هذه المناظرة الرئاسية هذا عندما طرح منشط المناظرة سؤالا على المرشحين كيف سيردان إذا ما تلقيا في ساعات مبكرة من الصباح مكالمة هاتفية من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ويبلغهما أن القاذفات الإسرائيلية في طريقها إلى إيران؟
الرئيس أوباما تجاهل وتهرب من الإجابة على هذا السؤال لذا لم يتعرض إلى هذه المسألة تماما.
أما رومني فقال إن علاقاته مع نتنياهو لن تكون على شاكلة تلقيه مثل هذه المكالمة.
بعبارة أخرى رومني يفترض إذا كان رئيس الحكومة نتنياهو سيستمر في منصبه كرئيس للحكومة خلال فترة رئاسته فإن الموضوع الإيراني سيتم تنسيقه بينها وأنه لن يفاجأ إذا ما تم انتخابه كرئيس بمثل هذه الهاتف من القدس.
المرشحان للرئاسة اتفقا بينهما بأن الخيار العسكري الأمريكي في مواجهة إيران هو الخيار الأخير الذي ينبغي على الولايات المتحدة أن تلجأ إليهما بينما اختلفا حول المدى الذي يمكن لإيران أن تبلغه في برنامجها النووي.
الرئيس أوباما استمر في التمسك بموقفه من أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، بينما قال رومني بأنه إذا ما انتخب كرئيس فلن يسمح لإيران بالحصول على قدرات نووية.
المرشحان اختلفا أيضا في آرائهما حول مدى الضغوط السياسية والاقتصادية التي ستواصل الولايات المتحدة تطبيقها واستخدامها ضد إيران في السنوات القادمة.
أوباما أعلن أنه سيواصل العمل لتعزيز التآلف الدولي بما في ذلك روسيا والصين من أجل تطبيق العقوبات الاقتصادية ضد إيران.
رومني صرح بأنه سيشدد من العقوبات على إيران إلى درجة فرض حصار اقتصادي عليها -وإن لم يتفوه بهذه الكلمات بشكل علني – وأنه سيعمل على تقديم الرئيس الإيراني إلى المحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب أعمال إبادة جماعية بتصريحاته ضد إسرائيل بأنها ستدمر وستمحى من الخارطة.
المرشح الجمهوري عاد وكرر هذا عدة مرات بأنه بعد أربع سنوات من إدارة أوباما وفي عام 2012 إيران أصبحت أكثر اقترابا وليس ابتعادا عن القنبلة النووية.
وقبيل انتهاء المناظرة وعندما سأل المنشط بوب شيفر المرشحين عن رأيهما حول الخطر الأكبر الذي يتهدد الأمن القومي الأمريكي قال أوباما الإرهاب، بينما قال رومني إيران نووية.
رومني هاجم أوباما نظرا لدوره في التسبب في التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن الرئيس زار عدة دول عربية ولكنه لم يزر إسرائيل ولو لمرة واحدة خلال توليه الرئاسة.
وفي مقابل ذلك لوح أوباما بأنه أقام علاقات عسكرية واستخباراتية وطيدة لم تكن قائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
نقطة شرق أوسطية أخرى برزت خلال المناظرة هي سوريا، حسب استفتاء جرى بعد انتهاء المناظرة مباشرة فإن سوريا وليست المسألة الإسرائيلية أو الإيرانية هي التي تشد انتباه الاهتمام.
أوباما ورومني أعلنا أنهم ضد التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا وأن واشنطن عليها أن تدعم المتمردين السوريين لكن ليس أكثر من ذلك.
الرئيس أوباما عاد وأعلن أن الرئيس الأسد ينبغي أن يتنحى عن السلطة، بعبارة أخرى فإنه لم تكن لا لأوباما ولا لرومني إجابة حول كيف يمكن وقف سفك الدماء في سوريا.
مصادرنا في واشنطن تشير أن الكثيرين في الولايات المتحدة فوجئوا بما في ذلك المعلقين السياسيين بأن المناظرة التي كان ينبغي أن تكون حاسمة بين المرشحين ظهرت كأنها حوار ثنائي فاتر ومهذب بين كليهما.
الرئيس أوباما حاول أن يستدرج رومني إلى المواجهة لكن رومني أحجم عن ذلك عن قصد حيث تبنى مواقف متهادنة جدا، حتى في النقطة التي أثارت عاصفة في الآونة الأخيرة لدى الرأي العام الأمريكي حول ما حدث فعلا في الهجوم الإرهابي على القنصلية الأمريكية في بنغازي ومقتل السفير الأمريكي في ليبيا.
بعبارة أخرى، ميت رومني لم يسمح لأوباما بأن يظهره كمثير للحروب، وقد فوجئ أوباما بأن خصمه يتبنى الكثير من مواقفه.
معلقون أمريكيون صرحوا بعد المناظرة مباشرة أنه على الرغم من أن أوباما ظهر في عدة مسائل بأنه فاعل وحاسم فإن التكتيك الذي اتخذه رومني وعن قصد بعدم الدخول في مواجهة وإنما حوار حتى مع اختلافات ضئيلة في وجهات النظر في مجال السياسة الخارجية مثل هذا التكتيك سيجلب له أصوات كثيرة.