شؤون إسرائيلية

في مقابل عقيدة الزناد لنتنياهو منح خامينائي سيارات فارهة لمصممي الطائرة الصغيرة المسيرة التي توغلت إلى إسرائيل ومليون دولار لحزب الله.

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 16/10/2012.

 المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الاثنين 15/10/2012.

لم تمض سوى عشرة أيام منذ أن أصيبت إسرائيل بأحد إخفاقاتها الإستراتيجية والاستخباراتية والعسكرية الصعبة خلال السنوات الأخيرة عندما توغلت طائرة شبح إيرانية إلى الأجواء الإسرائيلية وفشل سلاح الجو الإسرائيلي في اعتراضها حتى طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الاثنين 15 أكتوبر وأثناء مثوله أمام الكنيست عقيدة عسكرية أمنية جديدة لإسرائيل ولجيش الدفاع.

المصادر والخبراء العسكريين التابعين لنا يشيرون أنه في نهاية الأمر وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة التي بقيت حتى إجراء الانتخابات العامة في 22 يناير 2013 فإن مثل هذه العقيدة لن تكون فقط صفعة وإنما ستعرض أمن إسرائيل والمعنويات القتالية لجيش الدفاع للخطر.

نتنياهو أعلن وفي تلميح للناخبين الإسرائيليين من اليمن والوسط واليسار أنه خلال السنوات السبع من توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية لم يشن حروبا لا لزوم لها ولا أية حروب بالبتة، هذا لأن اليد الإسرائيلية لم تكن واهنة على الزناد وإنما كانت قوية وهي موضوعة على الزناد.

نتنياهو لم يقل ولم يقدم تفاصيل حول إنجازات إستراتيجية لأعداء إسرائيل وعلى رأسهم إيران وحزب الله والتي تحققت خلال فترة ولايته ليس بسبب فشل العقوبات وإنما في الأساس بسبب سياسته التي رفعت اليد الإسرائيلية القوية عن الزناد.

ويمكن بل ينبغي أن نعد على الأقل ثمانية إنجازات رئيسية كان نتنياهو هو المتسبب فيها لكنه نسي الإشارة إليها وهي:

  1. الإنجاز الإيراني في أن لدى إيران مادة انشطارية كافية لإنتاج خمس قنابل نووية وليس هناك أي عملية تباطؤ أو توقف في البرنامج النووي الإيراني.
  2. احتمالات أن تجري إيران أول تجربة نووية في عام 2013 كبيرة الآن بل هي أكبر من أي وقت مضى.
  3. إيران وضعت جنود النخبة أي مقاتلي كتائب القدس التابعة لحرس الثورة في سوريا ولبنان في مواجهة الحدود الإسرائيلية.
  4. لحزب الله 60 ألف صاروخ من أنواع مختلفة يمكنها أن تصيب أية نقطة في إسرائيل.
  5. لحركتي حماس والجهاد الإسلامي عشرات الآلاف من الصواريخ بعضها يمكن أن يصل إلى تل أبيب والقدس ومطار اللد.
  6. لحزب الله كما ثبت يوم السبت 6 أكتوبر طائرات شبح وهي الطائرات التي ليس بمقدور طائرات سلاح الجو اعتراضها.
  7. إيران وحزب الله يخوضان حربا إرهابية دولية ضد أهداف إسرائيلية دون أن ترد إسرائيل على ذلك.
  8. على الرغم من التقارير في الإعلام الدولي والإسرائيلي عن الانهيار القريب للرئيس السوري بشار الأسد كنتيجة من المحاولة الأمريكية العربية للعمل على تقويض محور طهران دمشق حزب الله فإن هذا المحور يتعزز عندما تنضم إليه حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.

بعبارة أخرى رئيس الحكومة نتنياهو يصدق عندما يقول أن إسرائيل لا تضغط على الزناد لكن نتنياهو يضلل عن عمد عندما يقول أعدنا الأمن إلى سكان إسرائيل إذ تبنينا سياسة حازمة وألغينا سياسة ضبط النفس.

وإذا كانت إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي يضعان اليد على الزناد فمن ألغى سياسة الضبط إسرائيل أم إيران وحزب الله اللذان يهاجمان إسرائيل طوال الوقت إلى أن تجرؤوا في التوغل في المجال الجوي الإسرائيلي دون أي رد فعل من جانب إسرائيل؟

مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير إلى أن 48 ساعة قبل تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو أي يوم السبت 13 أكتوبر تبنى زعيم إيران آية الله علي خامينائي الذي استمد تشجيعا كبيرا من توغل الطائرة الإيرانية الشبح إلى إسرائيل ومن حقيقة أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي مخترقة ثلاث خطوات هي:

  1. خامينائي أمر بتسريع تطوير طائرة شبح مسيرة وقاذفة لحمل قذيفة موجهة ويكون مداها 2000 كلم بحيث تستطيع أن تضرب أي هدف في إسرائيل وعلى الأخص تل أبيب.

هذه الطائرة تدعى “حازم” والتي تعني الذكي والحكيم والقوي.

في محادثة تلفونية مع حسن نصر الله وعد خامينائي زعيم حزب الله أن الطائرة الجديدة ستصل إلى يد حزب الله خلال ستة أشهر .

  1. خامينائي أمر بمنح هدية عبارة عن سيارة فارهة أوروبية من نوع بورش إلى الطاقم الذي صمم وأنتج طائرة الشبح الإيرانية.
  2. خامينائي أرسل مليون دولار لزعيم حزب الله حسن نصر الله من أجل توزيعها على المسؤولين في حزب الله عن إطلاق الطائرة إلى إسرائيل.

ولما كانت تصريحات نتنياهو ستدفع فقط كل من إيران وحزب الله لتعزيز هجومهما ضد إسرائيل فإنه ستكون لدى الناخب الإسرائيلي ثلاثة أشهر من أجل أن يتبين مدى موثوقية التصريحات والتأكيدات الأمنية التي أعلنت عنها نتنياهو، والثمن الذي ستدفعه إسرائيل نتيجة لسياسة وضع اليد بقوة على الزناد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى