في مؤتمر الإيباك دعا بيريز إلى الاعتماد على أوباما، وأوباما دعا إلى جهد دبلوماسي من أجل إيران، كلاهما لم يقولا كيف سيتم وقف إيران
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث 05/03/2012.
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الأحد 04/3/2012.
إحدى المشاهد الغريبة ظهرت يوم الأحد 4 مارس في مؤتمر الإيباك وهي جماعة الضغط الإسرائيلية الرئيسية في الولايات المتحدة.
فأثناء جلسة افتتاح المؤتمر ظهر الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والإسرائيلي شمعون بيريز حيث خلت كلماتهما من أمور رئيسية موقف إسرائيل من البرنامج النووي الإيراني وكيف يفكر الرئيسان بوقف البرنامج النووي الإيراني، بعد ثلاثة أعوام من ولاية الرئيس أوباما هذه الجهود ليس فقط فشلت في تحقيق أية نتائج وإنما أدت إلى تسارع التقدم غير المسبوق في البرنامج النووي الإيراني، إن أي واحد من الرئيسين لم يوضح لماذا ينبغي أن نصدق ونتقبل كلامهما بعد أن عجز الرئيس أوباما منذ دخوله البيت الأبيض في 2009 عن تقديم ولو دليل واحد على نشاطه سواء في الماضي أو في المستقبل الذي يتعين أن يدفع إيران إلى وقف برنامجها النووي، لم تؤد حقيقة إلى وقفه أو على الأقل إبطاء وتيرته، مصادرنا تشير إلى أن كل ما ورد في كلمة الرئيس أوباما كانت تستند على ضرورة إجراء اتصالات دبلوماسية ومرنة مع إيران ومنذ الآن وأنه ينبغي التركيز على العقوبات.
مثل هذه الكلمات ترددت عندما أعلنت الأوساط النفطية الأوروبية يوم السبت 3 مارس أنه منذ الشهر الماضي وعندما أعلن الحظر النفطي الأوروبي زادت كميات النفط التي تصدرها إيران إلى أوروبا وهي تساوي تقريبا مبيعاتها إلى الدول الأوروبية مع مبيعات المملكة السعودية، الآن تزود السعودية 49% من احتياجات أوروبا النفطية بينما إيران 46%.
وقال أوباما أن أية حكومة إسرائيلية لا يمكنها أن تسلم بوجود سلاح نووي بحوزة النظام الذي يهدد بالقضاء عليها، واستطرد قائلا: إيران نووية تتناقض مع مصلحة الأمن القومي الأمريكي، وأن ما فعلناه حتى الآن لا يكفي ونحن مضطرين للاستمرار وإنجاز المهمة.
بيد أن أوباما لم يذكر ولو بكلمة واحدة الإنجازات النووية العسكرية الإيرانية وكيف يفكر بإنجاز المهمة.
وقال الرئيس الأمريكي: آمل أن يقوم الرئيس أحمدي نجاد بتحديد الخيار الصحيح، دون أن يذكر أن أحمدي نجاد خسر في الانتخابات لمجلس الشورى الإيراني يوم الجمعة 2 مارس قوته السياسية وأصبح كالبطة العرجاء، بعبارة أخرى الرئيس مشلول، مصادرنا الإيرانية تشير إلى أن الوضع في طهران هو العكس مما وصفه الرئيس أوباما، إذا كان أحمدي نجاد يريد أن يعيد لنفسه القليل من قوته السياسية التي افتقدها فهو سيكرس نفسه أكثر لما كان دائما الورقة الرابحة بيده أي تطوير الخيار النووي الإيراني، هذا هو طريقه الوحيد في الوقت الحاضر من أجل تحقيق نوع من الفهم من جانب الزعيم الإيراني الأعلى علي خامينائي.
إذا كان أوباما يعتقد أن الوقت قد حان للتحدث بمرونة والإمساك بعصا كبيرة فإنه يكون قد ارتكب خطأ كبيرا وسيحاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يضعه أمام هذا الخطأ في خطابه أمام مؤتمر الإيباك ثم بعد ذلك أثناء لقائهما في البيت الأبيض يوم الاثنين 5 مارس.