ترجمات أجنبية

فورين بوليسي – أليسون مياكيم – الفلسطينيون الأمريكيون يريدون التخلص من ترامب ولديهم مشاكل مع بايدن

فورين بوليسي  –  أليسون مياكيم – 21/10/2020

إن بايدن عليه إقناع الفلسطينيين الأمريكيين في ولايات حيوية مثل ميتشغان أنه لن يتركهم في وضع محير مرة ثانية. وقالت فيه إن الكثير من قادة المجتمع الفلسطيني في ديربورن، ميتشغان، الذين ساهموا في إنجاح وصول النائبة رشيدة طليب للكونغرس يحثون الناخبين على المشاركة وبقوة لدعم بايدن في الشهر المقبل ولهدفين واضحين. الأول: صوتوا لإخراج ترامب، وثانيا: ابدأوا بعد يوم الانتخابات بالضغط على الديمقراطيين لدعم القضية الفلسطينية. ويبدو أن الهدف الأول من هذا النداء ليس صعبا، خاصة أن السخط على ترامب زاد بين الفلسطينيين، لأن سياساته الخارجية اتسمت بالدعم الذي لا يتوانى لإسرائيل التي تحصل على أكبر مساعدة أمريكية.

“يقول الفلسطينيون إن ترامب أعاد كتابة قواعد السياسة الأمريكية من إسرائيل ويشعرون بالإحباط لنقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس “.

ويقول الفلسطينيون إن ترامب أعاد كتابة قواعد السياسة الأمريكية من إسرائيل ويشعرون بالإحباط لنقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وقراره عام 2018 لوقف الدعم عن وكالة الأونروا لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. كما يشعرون بالحماسة بعد التظاهرات في الصيف احتجاجا على مقتل جورج فلويد إذ رأوا فيما حدث له انعكاسا لمعاملة إسرائيل لهم. لكن السؤال في هذا الحي من ديترويت الذي يعيش فيه قرابة 100.000 ويعرف باسم “عاصمة العرب في أمريكا” هو إن كانت الرسالة التي تدعو لتقليل الأذى ستجد صداها بين الديمقراطيين الذين تعاملوا مع الصوت العربي كتحصيل حاصل بدون بذل الجهد للحصول عليه.

ويقول الناشط والمحامي الفلسطيني- الأمريكي المولود في القدس أحمد أبو زنيد: “لقد تعبنا من اللعبة” و”أعتقد أن الجميع مع هزيمة الفاشية في هذه اللحظة. لكن جميعنا ليس مخدوعا ببايدن، وبايدن سيئ في بعض قضايانا الكبرى”. وذكر أبو زنيد دعم بايدن لحرب العراق و”صهيونيته التي لا يخجل منها” كخطوط حمر للفلسطينيين الأمريكيين.

وتؤكد حملة بايدن على أنه “داعم قوي لإسرائيل” و”أنه دعم عميق وشخصي ويغطي معظم عمله السياسي”. وقال نائب الرئيس السابق إنه لن ينقل السفارة الأمريكية مرة ثانية من القدس. ويرى البعض أن إضافة السناتور عن كاليفورنيا، كاميلا هاريس، التي تقيم علاقات قوية مع اللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للعلاقات العامة (إيباك) والتي تعهدت بتقديم دعم غير مشروط لإسرائيل، دليل على أن هذه الأعراف لن تتغير في وقت قريب.

لكن عددا من سكان ديربورن يخشون من أن يؤدي تركيزهم على خيبة أملهم من البطاقة الديمقراطية لتقديم انتصار سهل لترامب والذي سيكون أسوأ مما ستكون عليه إدارة لبايدن- هاريس. ويقول طارق لتون، وهو شاعر فلسطيني وخبير في البيانات من غزة: “هناك شعور عام بأننا لا نستطيع مناقشة هذا بشكل دقيق الآن لأن هناك البعض يبحث عن أي سبب لعدم دعم بايدن”.

وحتى القادة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الذين طالما تجنبوا الحديث عن الانتخابات الأمريكية يخشون من تداعيات أربع سنوات أخرى في ظل ترامب. وفي الأسبوع الماضي أخبر رئيس الوزراء الفلسطيني قادة أوروبيين: “ربنا يساعدنا” لو فاز ترامب مرة ثانية.

وجاء معظم الفلسطينيين إلى ديربورن كمهاجرين بعد حربي 1948 و1967 ويرى هؤلاء أن النكبة الأولى كانت مقدمة لنكبات أخرى. وفي 1993 رعت الولايات المتحدة اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. وكانت نقطة تحول شرعنت الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل أثر على مشروع الدولة الفلسطينية. ورغم اعتبار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الاستيطان غير شرعي إلا أن إسرائيل لا تزال تسيطر على نسبة 60% من الأراضي في الضفة الغربية.

وزاد هذا حيث أعلنت إسرائيل عن خطط لبناء 4.430 وحدة سكنية جديدة. ولا تسيطر السلطة الوطنية إلا على 18% من الأراضي المتبقية أما نسبة 21% فهي نظريا تحت السيطرة الفلسطينية- الإسرائيلية. ويرى معظم الشباب الفلسطيني- الأمريكي أن حل الدولتين بات غير قابل للتطبيق ولهذا يفضلون حل الدولة الواحدة. وهم ليسوا وحدهم، ففي استطلاع أجرته جامعة ميريلاند في 2018 دعمت نسبة 35% من الأمريكيين حل الدولة الواحدة، إلى جانب نفس النسبة دعمت حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

“رغم الضغط من الفرع التقدمي في الحزب الديمقراطي إلا أن البيان العام للحزب لا يشير إلى إسرائيل كقوة محتلة للأراضي الفلسطينية “.

وقالت عاملة اجتماعية عمرها 23 عاما ولدت ونشأت في ديربورن: “الكثير من الناس لا يعرفون قصة فلسطين. ولا يعرفون عن الاحتلال أو ماذا حدث” و”يعتقدون أنهما طرفان كانا دائما في المكان والآن يتقاتلان حول الأرض. وعلي في كل مرة شرح الموضوع لهم” والقول: “لا لم يكن هناك إسرائيل قبل 1948”.

وقالت العاملة الاجتماعية التي جاءت عائلتها من بلدة بيت حنينا إن كل ما تريده هو القدرة على “العودة” وعودة كل الفلسطينيين “لأرضنا وجذورنا” سواء كانت حيفا أو الخليل، فهذه هي فلسطين التي كانت قبل 1948. وأضافت: “كما شاهدنا في أمريكا “منفصلون ومتساوون” لا تنجح، ولو كنت أصليا فمن حقك العودة إلى الأرض”، وتعتبر مصادرة إسرائيل للأرض والنظام الثنائي على أنه يصل لحد التمييز العنصري.

لكن فلسطينيي ديربورن لا يتوقعون عودة الحقوق إليهم في أي وقت حتى لو فاز بايدن. ورغم الضغط من الفرع التقدمي في الحزب الديمقراطي إلا أن البيان العام للحزب لا يشير إلى إسرائيل كقوة محتلة للأراضي الفلسطينية. وعليه فمن غير المحتمل شجب إدارة بايدن الاستيطان أو اتخاذ موقف حاسم يشترط الدعم بوقف التوسع الاستيطاني، علاوة على طلب انسحابها العسكري.

لكل هذا يرى الفلسطينيون أن السياسة الأمريكية هي تمرين في العبث. وكانت الولايات المتحدة في المقدمة منذ بداية النزاع في عام 1948 لكن قادتها عبروا عن تردد للوقوف أمام إسرائيل بشكل يعارض دعم حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم. وبعد 72 عاما لم يتحرر الفلسطينيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى