أقلام وأراء

فلسطين تحتاج الى هبات وانتفاضات مفتوحة وقضية الاسرى يجب ان تحتل قمة الاولويات الوطنية الفلسطينية !

نواف الزرو *- 13/9/2021

في المشهد الفلسطيني  الراهن والمستمر حقائق كبيرة مؤلمة محزنة مريرة مرشحة للأسوأ والأسوأ اذا لم يتم مواجهتها بانتفاضات فلسطينية مفتوحة باشكالها المختلفة، ففي المشهد:

قضية الاسرى الفلسطينيين التي يجب ان تحتل من جديد قمة الاولويات الوطنية الفلسطينية  على كل المستويات الفصائلية وغيرها، فلا يجوز ابدا ان يبقى هذا الملف منسيا، وجاءت عملية التحرر من معتقل الجلبوع لتفتح ملف الاسرى بقوة، ونجاح الاحتلال باعادة اعتقال اربعة اسرى من الستة لا تقلل من قيمة واهمية هذه العملية ابدا.

وفي المشهد ايضا:

يحتلون البلاد و ويهودون الارض والتاريخ والتراث..ويواصلون حروب التدمير والتخريب والالغاء للوجود والحقوق الفلسطينية….!

والجيش والمستعمرون المستوطنون يصولون ويجولون ويعيثون فسادا وتخريبا وتهديما وتهويدا…

وعصابات المستوطنين اليهود تشن-تحت حماية الجيش- حربا مسعورة على الارض والمزارعين وعلى شجرة الزيتون الفلسطينية على مدار الساعة…!

يقطعون ويخربون ويحرقون ويسرقون ويدمرون مواسم الزيتون الفلسطيني…!.

وفي القدس يعربدون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح، وفي شعفاط والطور، وفي سلوان وحي البستان، فيتصدى لهم الشبان والفتية في معارك يومية والحرب تدور من حي لحي ومن منزل لمنزل…..!

وفي منطقة بيت لحم تواصل قطعانهم مدعمة بقوات الجيش عربدتها كذلك ضد الارض والانسان.

وفي خليل الرحمن فحدث بلا حرج، فما يجري هناك لا يقل خطورة عما يجري في القدس….!

فهذا الذي نتابعه على امتداد مساحة فلسطين بعامة، من حملات تخريبية وهجمات تدميرية، ومن حملات حرق وقطع وابادة لشجرة الزيتون الفلسطينية، وهذا الذي نتابعه من حملات اعتقالات ومحاكمات جماعية لاطفال فلسطين والقدس وسلوان على وجه الحصر، وهذا الهجوم الاستراتيجي الذي تشنه حكومات الاحتلال المتعاقبة على الفلسطينيين لابتزاز اعترافهم ب”يهودية اسرائيل”…

كل هذا الذي نتابعه ونشاهده من كم هائل من الاحداث والتطورات المتلاحقة انما يأتي في اطار مخطط استراتيجي صهيوني يستهدف الاجهاز على القضية والحقوق والامل في المستقبل لدى اصحاب القضية والحقوق..

الى كل ذلك:

هم-اي الاحتلال-يرفضون كافة القرارات الاممية المتعلقة بهذه الحقوق…!

ويرفضون كافة المؤتمرات والتدخلات والوساطات الدولية لصالح تسوية سياسية حقيقية…..!

ويرفضون كافة المطالبات والتوجهات الفلسطينية والعربية للمجتمع الدولي والامم المتحدة …..!

وفي ضوء كل ذلك نتساءل:

– اين فلسطين من المواثيق والقوانين والاعراف والاخلاق الدولية والبشرية..؟

– لماذا تتوقف كلها عندما يتعلق الامر بفلسطين والشعب العربي الفلسطيني..؟

– اين المجتمع الدولي.. واين الأمم المتحدة.. واين مجلس الامن الدولي من المجازر الجماعية وجرائم الحرب الصهيونية المروعة المنفلتة بلا كوابح ضد نساء واطفال وشيوخ فلسطين..؟!

– اين المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وجنرالات الاجرام في الدولة الصهيونية ..؟!

ففلسطين تتعرض الى مجزرة حضارية كبيرة متصلة مفتوحة….!

واهلنا في فلسطين يتعرضون الى حملات وموجات من القمع والتنكيل الجماعي…!

والمجتمع الفلسطيني يتعرض الى التدمير الشامل المنهجي…!

والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية تتعرض الى حملات متلاحقة من الاجتياحات الحربية التدميرية الاقتلاعية الهستيرية….!.

ودولة الاحتلال تستبيح فلسطين وشعب فلسطين استباحة اجرامية شاملة، ولم تترك مجالا من مجالات الحياة المدنية الا والحقت به الاذى والدمار…

– لماذا إذن تتعطل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية عندما يمس الأمر الدولة الصهيونية..؟!

وعربيا: منطقيا يفترض ان يستفيق وينهض العرب من استخذائهم وسباتهم في مواجهة هذا الهجوم الصهيوني الكاسح بغطاء ودعم امريكي كاملين، الذي يستهدف حسب المخطط المشترك بين الادارتين الاميركية والصهيونية الامة العربية ومقومات وجودها ونهضتها وقوتها واستقلالها.

يقال: “لا يفل الحديد الا الحديد” و”لا يحبط اللاءات سوى اللاءات”، ولا يوقف بلدوزر الارهاب والاستيطان الصهيوني سوى التصدي الحقيقي له.

ونقول: طالما ان القرارات الدولية كلها بلا اسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدى القوى العربية الحية انيابها الخاصة بها للدفاع عن امننا القومي وعن اوطاننا وحقوقنا..؟!

ومن يتحمل من العرب هذه المسؤولية التاريخية والعروبية في ظل هذه الاوضاع العربية المنهارة ….؟!

لا نفقد الامل بأمتنا وشعوبنا والقوى العروبية الحية فيها في ان تقوم وتنهض من جديد في إطار مشروع نهضوي عروبي متجدد…

الامر ممكن ومساحته وادواته العربية واسعة وكثيرة اذا ما جد الجد لدى امتنا وقواها الحية.. والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك…؟!!

ولا شك ان هذه الهبة-الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة/نيسان-ايار/2021/ التي اندلعت على امتداد مساحة فلسطين تشكل نقطة تحول استراتيجي في هذا السياق الصراعي مع المشروع الصهيوني….!

ولكن الاشتباك والصراع وجودي ومفتوح ويحتاج الى انتفاضات وثورات وتحولات في معادلات وموازين القوى …!

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى