فايننشال تايمز: وصفة للصراع: الجنرالات المتنافسون وراء الصراع على السلطة في السودان

فايننشال تايمز 19-4-2023، أندريس سكيباني وديفيد فيلينغ : وصفة للصراع: الجنرالات المتنافسون وراء الصراع على السلطة في السودان
إن الحرب بين الجنرالين هي حتى النهاية. وأضافا أن جنرالي السودان اتهما بعضهما البعض بالإجرام وقتل المدنيين في وقت صعدا فيه حرب الكلمات مما لا يترك أي مجال للتسوية.
وصور محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، منافسه بأنه قائد “عصابة إسلامية متشددة” تريد أن ترسخ الحكم الديكتاتوري، واتهم الجيش باستهداف المستشفيات والأهداف غير المدنية.
وأخبر حميدتي الصحيفة قائلا “نحن مستعدون لضرباته ولكن ليس لضرب المدنيين” و”ندعو الله أن يعطينا السيطرة ونعتقله ونسلمه للعدالة”. وعندما سئل إن كانت قواته ستنتصر قال: “لدينا الجاهزية ونحن في المعركة وهي ستحدد كل شيء”.
وفي مقابلة منفصلة مع الجنرال عبد الفتاح البرهان وقائد القوات السودانية المسلحة والحاكم الفعلي للبلاد اتهم قوات الدعم السريع بالقصف العشوائي وقال “قطاع كبير من قواته (حميدتي) خارج عن السيطرة”، مضيفا أنهم مسؤولون عن النهب الواسع في الخرطوم ومنطقة دار فور. واتهم البرهان حميدتي بافتعال حدث دبلوماسي عندما قامت قواته بـ”اختطاف” مجموعة من الجنود المصريين كانوا في زيارة رسمية وكجزء من تدريب مشترك مع القوات المسلحة. وقال إنهم قتلوا موظفين عاملين في برنامج الغذاء العالمي وهاجموا موكبا للسفارة الأمريكية.
وبدوره أكد حميدتي أن البرهان هو “من نشر الخوف بين الناس والضيوف والدبلوماسيين”. وعلقت خلود خير المحللة في الخرطوم “هذه معركة وجودية لكلا الجنرالين” و”يرغبان بالقتال حتى النهاية”. أما تشيدي أوديكالو، من كلية القانون في جامعة تافتس فقد قال إن أي منهما لن يتوقف دون تحقيق نصر واضح “واحد من هذين الشخصين لن يواصل طريقه إلى السلطة”.
وفشلت محاولات التوصل إلى اتفاق إطلاق النار حيث يتهم كل طرف الطرف الآخر بسوء النية، ومع تزايد أعداد القتلى والجرحى، تم التوصل لهدنة مبدئية يوم الأربعاء مع أن أصوات التراشق ظلت تسمع في العاصمة.
ويأتي القتال بين الجنرالين بعد سنوات من التعاون للإطاحة بعمر البشير الذي حكم السودان لثلاثين عاما وأجبرته ثورة شعبية على الخروج من السلطة عام 2019، ثم تعاونا مرة أخرى لتهميش الحكومة المدنية لعبد الله حمدوك بانقلاب 2021.
وقال أمجد فريد، المستشار السابق لحمدوك “تواطأ الجيش وقوات الدفع السريع في معظم آخر جريمة سياسية شهدها البلد: انقلاب 2021″ و”النزاع الحالي هو معركة على المغانم”.
وحدث انشقاق بينهما في الأشهر الأخيرة عندما حاول البرهان دمج الدعم السريع بشكل هدد بتحييد استقلالية قاعدة حميدتي. وقال الأخير إنه لم يعارض مبدئيا دمج قواته في القوات النظامية “فقوات الدعم السريع لديها دور محدد، ولم ترفض قوات الدعم السريع الاندماج”، واتهم البرهان بأنه حاول تأخير تطبيق الاتفاق الإطاري. من جهته قال البرهان إن حميدتي كان يحاول “السيطرة على السلطة”. وقال زعيم القوة شبه العسكرية منفتحا على وقف العمليات العسكرية “لكن البرهان لن يتوقف”.
ورغم تاريخ العنف لكليهما وصفتهما العسكرية، حاولا تقديم نفسيهما كديمقراطيين يريدان العودة للحكم المدني بعد تحقيق النصر. وقال البرهان إن الشعب يدعم الجيش ضد قوات الدعم السريع وأن عملية الانتقال للديمقراطية ستستأنف بعد هزيمة حميدتي. وقال: “الجيش ملتزم بإكمال العملية السياسية حسب الاتفاق الإطاري وتسليم السلطة لحكومة بقيادة مدنية”.
أما حميدتي، الذي قدم دعما كلاميا لتسليم السلطة إلى المدنيين فقد اتهم البرهان بالتحالف مع الإسلاميين المتشددين الذين يريدون العودة إلى ديكتاتورية مثل ديكتاتورية البشير. وقال “وصل البرهان وعصابته من الإسلاميين إلى السلطة ولا يريدون التخلي عنها”. ولا يزال القتال محتدما حول مطار الخرطوم الدولي والذي يعتبر مركز القيادة للطرفين وتحول لدمار، وقال البرهان “لا طرف يسيطر عليه”. واعترف حميدتي أن قواته ليس لديها دعم جوي أو مدفعي لكن المواجهة متساوية بين الطرفين. ونفى التكهنات الغربية حول دخول مرتزقة فاغنر إلى جانب قواته، ورفض الكلام باعتباره “تخويف”. وقال إنه قطع التعامل معها منذ أن فرضت وزارة المالية الأمريكية عقوبات عليها “كانت لدي علاقات جيدة معهم ولكن عندما فرضت العقوبات عليهم أخبرت البرهان شخصيا أنني أتعامل مع الفدرالية الروسية”.
‘A recipe for conflict’: the rival generals behind Sudan’s power struggle